الديك الرومي ... مُزين موائد الاحتفالات

غالبًا ما تتزين وليمة عيد الشكر وعيد الميلاد بطبق الديك الرومي الذي يحتل وسط المائدة ليكون الطبق الرئيس في هذه المناسبات التي تجتمع فيها العائلة للاحتفال. وتعدّ الولايات المتحدة الأمريكية أكبر منتجي لحم الديك الرومي في العالم، إذ تربي سنويًا 250000000 ديكًا روميًا (1).

وفي الحقيقة، يتميز لحم الديك الرومي بقيمة غذائية عالية سوف نحدثكم عنها في هذا المقال، ومن ثم نجري مقارنة بسيطة بينه وبين لحم الدجاج.

يختلف محتوى العناصر المغذية الموجودة في لحم الديك الرومي بين أجزاءه المختلفة، إذ تكون اللحوم الداكنة الموجودة في عضلات الفخذين غنيةً ببروتين الميوغلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين وتخزينه داخل العضلات، وهي غنية بالدهون والسعرات الحرارية مقارنةً مع اللحوم البيضاء الفقيرة بالميوغلوبين مثل لحم الصدر الذي يكون بالمقابل أغنى بالبروتين (2,3). ووفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية، يحتوي كل 85 غ من لحم صدر الديك الرومي العادي والمشوي على 135 سعرة حرارية، و3.2 غ من الدهون، و24.7 غ من البروتين، ولا يحتوي على الكربوهيدرات، وتزداد تلك النسب في الحصة نفسها من لحم صدر الديك الرومي الداكن والمشوي لتصبح 173 سعرة حرارية، و 5.13 غ من الدهون، و23.55 غ من البروتين، علمًا أنه خالٍ من الكربوهيدرات أيضًا (1).

إضافةً إلى ما سبق، تحتوي الكمية ذاتها من لحم الديك الرومي على فيتامين B6 إذ يؤمن لحم الديك الرومي 49% من الحاجة اليومية من هذا الفيتامين الضروري لتكوين الأحماض الأمينية والذي يؤدي دورًا مساعدًا في تكوين الناقلات العصبية، كذلك يؤمن 29% من الحاجة اليومية من الفيتامين B12 الضروري لتكوين الحمض النووي وإنتاج الطاقة الخلوية، و61% من الاحتياج اليومي من الفيتامين B3 المهم لإنتاج الطاقة والتواصل الخلوي، و46% من السيلينيوم الذي يساعد على إنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تنظم الاستقلاب ومعدل النمو (1,2).

وكما ذكرنا سابقًا، فإنَ لحم الديك الرومي غني بالبروتين، لذا يساعد تناوله على منح الشعور بالشبع مدةً أطول، ويحافظ على كتلة العضلات واستقرار نسبة الأنسولين في الدم بعد تناول الطعام (1)، ويساهم في تركيب بنية الخلايا ونقل العناصر الغذائية في الجسم (2,4)، إذ يمكن لـ 84 غ من لحم الديك الرومي أن يؤمن قرابة 48% من الاحتياج اليومي من البروتين (2). وعلى الرغم من محتواه المنخفض من التريبتوفان، لكنه قد يساعد على الحفاظ على المستوى المناسب من هرمون السيروتونين serotonin  في الجسم، مما يزيد من الانتباه ويحسن المزاج. كذلك يُلاحظ أن نسبة الأوميغا 3 في لحم الديك الرومي المربى في المراعي أعلى من مثيلتها في لحم الديك الرومي المربى في مزارع المعامل، وعمومًا يُنصَح بتناول لحم الديك الرومي المربى في المراعي لا مزارع المعامل، لأن الأخير يُحقن عادةً بالماء والملح وعددٍ من المواد المغذية أخرى لخفض تكاليف الإنتاج وإطالة العمر الافتراضي (1).

مقارنةٌ بين لحم الديك الرومي ولحم الدجاج (بوزن 28 غ):

إن الفروقات بين لحم الدجاج ولحم الديك الرومي تعد طفيفةُ للغاية، لذا يمكن لكليهما أن يكون جزءًا من النظام الغذائي الصحي، مع مراعاة تجنب أو تقليل تناول اللحوم المصنعة لغناها بالصوديوم، ومحاولة نزع الجلد الغني بالدهون، وبذلك يقي المرء نفسه من عديدٍ من المشكلات الصحية مثل السمنة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والكولسترول والعقم. ويجل أن يُطهى لحم الديك الرومي حتى تصل درجة حرارته الداخلية إلى قرابة 73 سْ لتجنب خطر الإصابة بالأمراض المنقولة من الغذاء، والابتعاد قدر المستطاع عن المنتجات المدخنة أو التي تحوي نتريت الصوديوم الذي يتحد مع الأمينات الموجودة طبيعيًا في اللحم ويشكل مركبات N-nitroso المسرطنة (1,2). ولا نهمل أخيرًا ضرورة التنويع في مصادر البروتين وتناول أطعمةٍ أخرى، مثل المكسرات والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والصويا والبقوليات (1).

المصادر: