المكتب الإعلامي > حملة تنمية الطفولة المبكِّرة
كيف نتابع تطور أطفالنا؟
يتابع الأهل أولادهم ويراقبون نموهم الجسدي عن طريق قياس أطوالهم وأوزانهم، ولكن؛ هناك جوانب أخرى للتطور لابد من الانتباه لها وتتبعها.
قد نوه المختصون إلى أهمية مراقبة تطور الأطفال في المراحل المبكرة من حياتهم، ولكن؛ من الضروري معرفة أن كل طفل فرد مستقل، ويتبع مسارًا تطوريًّا خاصًّا به بسرعة معينة، وبذلك يجب تجنب مقارنته مع غيره (كإخوته مثلًا) بسبب وجود مجال زمني واسع لكل مرحلة؛ فبعض الأطفال يبدؤون بالمشي بعمر 8 أشهر وبعضهم بعمر 18 شهرًا، ويندرج ذلك في المجال الطبيعي. وعلى الرغم من ذلك؛ يجب على كل طفل أن يتمكن من إنجاز مهمّات معينة عند بلوغه عمرًا معينًا، وهذا ما يطلق عليه اسم "المراحل التطورية Developmental Milestones".
(1,2)
تسبب مراقبة قائمة المراحل التطويرية بدقة إرباكًا للأهل (أو غيرهم من مقدمي الرعاية)، ولكن المتابعة العامة ضرورية من أجل كشف أي تأخير مهم وتمييز الأطفال الذين قد يحتاجون استشارة الطبيب، ولذلك؛ سنورد مجموعة من المهمات التي يجب على الأطفال أن يتمكنوا من إجرائها في أول ثلاث سنوات من حياتهم، ونؤكد أنها ليست بقواعد دقيقة، لكنها مجرد فكرة عامة عمّا يجب توقعه من الطفل في هذه الأعمار:
يجب على الطفل بعد إتمام السنة الأولى أن يتمكن من: الشرب من كأس، والجلوس وحده دون مساعدة، والابتسام، والثرثرة غير المفهومة، ورفع نفسه إلى وضعية الوقوف، والانتقال من وضعية الاستلقاء الظهري إلى البطني (والعكس) وحده، ونطق كلمتي "ماما" و"بابا" واستخدامهما على نحوٍ صحيح، وفهم كلمة "لا" والاستجابة لها بالتوقف عمّا يفعله، والمشي مع التمسك بالأثاث أو غيره، إضافة إلى بزوغ أول سن.
أما بين السنة الأولى والثالثة؛ فيجب أن يستطيع الطفل إطعام نفسه على نحوٍ نظيف ومرتب (بأقل قدر من التوسيخ)، ورسم خط (حين يُعرض عليه)، والركض والدوران والمشي إلى الوراء، ونطق اسمه وكنيته، وصعود الدرج ونزوله، وركب الدراجة ذات العجلات الثلاثة، والتعرُّف إلى الأشياء الشائعة وتسميتها، والإشارة إلى أعضاء الجسم، وارتداء الثياب وحده مع القليل من المساعدة، وتقليد كلام الآخرين وتكرار الكلمات، ومشاركة ألعابه (بغياب إرشاد البالغين)، والتناوب مع الأطفال الآخرين في أثناء اللعب (إذا طُلِب ذلك منه)، وإتقان المشي، والتعرُّف إلى الألوان وتسميتها، وتعرّف الفروق بين الذكور والإناث، واستخدام عدد أكبر من الكلمات، وفهم الأوامر البسيطة، واستخدام الملعقة لإطعام نفسه (2).
تأتي أهمية متابعة الطفل البسيطة من أنها تسمح بكشف وجود أي تأخر تطوري لديه، مما يدفع الأهل إلى طلب المساعدة من الطبيب الذي يُقيّم وضع الطفل ويقدم المعالجة الباكرة إذا لزم الأمر. ولحسن الحظ؛ فإن معظم حالات التأخر غير خطرة، ويستطيع الطفل مواكبة أقرانه في نهاية المطاف، لكن عند وجود مشكلة أكثر جديةً؛ فإن التدبير في المراحل الأولى ضروري كي يتمكن الطفل من تحقيق كامل قدراته وإمكاناته (3).
وفي الختام؛ نذكر أن هناك العديد من العلامات التي قد تنبِئ بوجود اضطراب في تطور الطفل، وتستدعي استشارة الطبيب؛ مثل عدم تحريك الطرفين العلويين أو الطرفين السفليين، أو البكاء دومًا مدة تزيد على 3 ساعات يوميًّا بعد 4 أشهر من العمر، أو عدم النظر إليك أو الاستجابة إلى الأصوات، أو عدم إصدار الأصوات أو البدء بالكلام غير المفهوم بعمر 8 أشهر، أو عدم الرغبة في الوقوف بعمر 12 شهر، أو عندما يبدو الطفل وكأنه لا يفهم شيئًا مما يُقال أمامه بعمر 18 شهر، أو يبدو وكأنه لا يسمع جيدًا أو لا يرى جيدًا (4).
وفي حال كان يراودك القلق فيما يخص تطور طفلك أو تشعر بوجود مشكلة في طريقة لعبه أو كلامه أو تصرفاته؛ لا تتردد بطلب المساعدة من الطبيب بأسرع وقت، لأن التدبير الباكر قادر على إحداث فرق كبير في النتائج.
المصادر: