علم النفس > الصحة النفسية
لا تستبعد أن تكون ضحية الإساءة العاطفية
ما الإساءة العاطفية؟
نمطٌ من السلوك يستخدم للسيطرة على الضحية عن طريق استخدام العواطف لانتقاد الطرف الآخر وإحراجه وإهانته والتلاعب به، وقد يصبح واقع الفرد مشوهًا عندما يستوعب هذه الإساءة على أنها نتيجة إخفاقاته، مما يقلل من احترام الشخص لذاته ويؤذي صحته العقلية (1,2).
ويعدُّ التعرف على الإساءة العاطفية صعبًا للغاية رغم انتشارها في العلاقات العاطفية أو الأبوية أو المهنية وحتى بين الأصدقاء (1,2,3)، والهدف الأساسيُّ منها السيطرة على الضحية من خلال تشويه سمعتها وعزلها وإسكاتها، حتى تشعرَ الضحية بنفاد الصبر من العلاقة إضافةً إلى الخوف من إنهائها (1).
ما أنواع الإساءة العاطفية؟
هناك العديد من السلوكيات التي تُصنف على أنها إساءةٌ عاطفية، منها (1,3,4):
- الاتهام بالخيانة وغيرها من علامات الغيرة وحب التملك.
- محاولة التحكم المستمر في تصرفات الطرف الآخر.
- افتعال الجدال والاعتراض الدائم.
- الانتقاد المستمر.
- محاولة إثارة الشك والفتنة.
- عزل الفرد عن عائلته وأصدقائه.
- إثارة الضحية بمشاعر العار واللوم.
- المعاملة الصامتة.
- التحكم المادي.
كذلك يتعرض الأطفال لهذا النوع من الإساءة عن طريق بعض الممارسات، منها (3):
- الإهمال العاطفي: عدم التعبير عن الحب أو عدم إظهار المودة من الطرف الآخر، وحتى عدم مشاركة الطفل اللعب، يعدُّ إساءةً عاطفيةً.
- رفض الطفل أو معاملته بعدوانية.
- التعليقات المُهينة.
- فشل الرعاية الأسرية: بناء توقعاتٍ خارقةٍ من الطفل، أو تعريضه للتعنيف المنزلي.
- التعامل مع وجود الطفل على أنه تلبيةٌ لاحتياجات الوالدين، وعدم الاعتراف به بوصفه فردًا مستقلًّا.
- عدم توفير البيئة التعليمية والاجتماعية المناسبتين.
تستطيع تحديد علاقتك على أنها مسيئةٌ عاطفيًّا إن كنت ضحية بعض الممارسات السابقة من قبل شخصٍ ما، وغالبًا ما يكون الشخص المسيء عاطفيًا متلاعبًا ماهرًا، ولذلك قد تغيب عنك حقيقة هذه العلاقة والنمط الذي تحولت إليه، فتجد نفسك تتعرض للانتقاد والسخرية والإهانة من الطرف الآخر، وتُزرع فيك فكرة أن كل ما يحدث نتيجة أخطائك، ناهيك عن عزلك عن محيطك وأصدقائك (1,2,3).
تأثير الإساءة العاطفية في الصحة النفسية:
عندما تكون الإساءة العاطفية شديدةً ومستمرةً تفقد الضحية إحساسها الكامل بالذات، وتكون المعاناة غير مرئيةٍ بالنسبة للآخرين، وتختفي خلف الشك الذاتي والإحساس بانعدام القيمة، ومع مرور الوقت واستمرار الإساءات والانتقادات والإهانات تبدأ الضحية بالاتفاق مع المعتدي حتى تصبح منتقدةً لذاتها، وبمجرد حدوث ذلك يصبح معظم الضحايا محاصرين في علاقٍة مسيئةٍ معتقدين أنهم لن يكونوا جيدين بما يكفي لأي شخصٍ آخرٍ (1).
وتشير الأبحاث إلى أن الإساءة العاطفية لا تقل خطورةً عن الاعتداء الجسدي، وترتبط بعددٍ من أعراض الصحة النفسية؛ كأعراض القلق والاكتئاب والأرق ونقص احترام الذات والأفكار الانتحارية، إضافة إلى ازدياد في مشكلات الصحة البدنية؛ كالصداع النصفي وعسر الهضم وقرحة المعدة والألم والأمراض المزمنين (1,3,5).
كيف تتعامل مع هذا النوع من الإساءة؟
الخطوة الأولى هي التعرف إلى الإساءة التي تعرض لها وتحديد جوانبها والاعتراف بها، ويمكنك اتباع الطرائق الآتية لاستعادة التحكم في حياتك مرةً أخرى (1,4):
1- توقف عن لوم نفسك، واستوعب أن ما يحدث من إساءةٍ ليست مسؤوليتك.
2- ضع حدًّا للإساءة، ولا تجادل الطرف الآخر.
3- حاول إنهاء هذه العلاقة: ناقش أفكارك مع صديق تثق به أو مع أحد أفراد الأسرة أو معالجك النفسي، فقد يكون للإساءة العاطفية آثارٌ خطيرةٌ طويلة المدى كما يمكن أن تمهد للإيذاء الجسدي.
4- امنح نفسك وقتًا للتعافي من كل ما مررت به، وحاول الحصول على قسطٍ مناسبٍ من الراحة، وتناول وجباتٍ صحيةً، فيمكن لهذه الخطوات البسيطة أن تقطع شوطًا طويلًا في مساعدتك على التعامل مع الضغوطات العاطفية اليومية.
المصادر: