الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
أشهر حالات العوز الغذائي للفيتامينات والمعادن
تحدثنا في مقالٍ سابقٍ هنا عن مصطلح العوز الغذائي، وأسبابه، وأعراضه وكيفية علاجه، ونستعرض اليوم أشهر حالات العوز الغذائي للفيتامينات والمعادن التي يجب الحذر منها..
1- عوز الحديد:
يعد الحديد مكونًا مهمًا من مكونات خلايا الدم الحمر، إذ يرتبط بالهيموغلوبين وينقل الأكسجين إلى خلايا الجسم. وهناك نوعان من الحديد الغذائي، هما:
- الحديد الهيمي (Heme iron): يتميز بسهولة امتصاصٍ كبيرة، وهو موجودٌ فقط في الأطعمة الحيوانية مثل اللحوم الحمراء.
- الحديد اللاهيمي (Non-heme iron): ويوجد في كلٍ من الأغذية الحيوانية والنباتية، لكنه أصعب امتصاصًا مقارنةً بالحديد الهيمي.
ويعد فقر الدم أهم سببٍ لعوز الحديد، وتشمل أعراضه التعب والوهن، وضعف الجهاز المناعي، وضعف وظائف المخ. ويمكن للتغذية المناسبة أن تساعد في تحسين وضع الحديد في الجسم، ومن أهم مصادر الحديد الهيمي اللحوم الحمراء، وأحشاء الذبيحة، والمحار، والسردين المعلب. أما مصادر الحديد اللاهيمي فهي الفاصولياء، وبذور اليقطين، والسمسم، والقرع، واللفت، والخضار الورقية الداكنة مثل البروكلي والسبانخ (1,2).
ويُذكر أن الفيتامين C يمكن أن يعزز امتصاص الحديد، لذا يساعد تناول البرتقال واللفت والفلفل الحلو على زيادة امتصاص الحديد عند تناولها إلى جانب الأطعمة الغنية بالحديد بسبب غناها بهذا الفيتامين (1-3)، ويمكن الاطلاع على المقال الآتي هنا للتعرف إلى أهم مصادر الحديد.
2- عوز اليود:
اليود معدنٌ أساسي لوظائف الغدة الدرقية وإنتاج هرموناتها، وينعكس ذلك على عددٍ من وظائف الجسم نظرًا لمشاركة هرمونات الغدة الدرقية في عديدٍ من العمليات الجسدية، مثل النمو، وتطور المخ، والحفاظ على العظام، وتنظيم الاستقلاب. ويؤثر عوز اليود في ثلث سكان العالم تقريبًا، ومن أهم أعراضه تضخم الغدة الدرقية Goiter، وزيادة معدل ضربات القلب، وضيق التنفس، وزيادة الوزن، ويسبب عوزه الشديد لدى الأطفال التخلفَ العقلي وتشوهاتِ النمو (2).
وتشمل المصادر الغذائية الجيدة لليود كلًّا من الأعشاب البحرية، والسمك، والألبان، والبيض. ويحتوي الملح على كمياتٍ جيدةٍ من الملح بسبب توجيهات بعض الدول بتدعيم ملح الطعام باليود، الأمر الذي ساهم في تقليل حالات عوز اليود على نحو كبيرٍ (2,4)، ويمكنكم معرفة مزيدٍ من المعلومات عن اليود بالاطِّلاع على مقالنا السابق هنا
3- عوز الفيتامين D:
الفيتامين D من الفيتامينات الذوابة في الدهون، ويعمل بطريقة مشابهةٍ للستيرويد Steroid في الجسم، إذ ينتقل عبر مجرى الدم إلى الخلايا، مسببًا تفعيل بعض الجينات أو إيقافها. وتلاحظ حالات العوز بنسبةٍ أكبر لدى الأشخاص الذين يعيشون في مناطق بعيدةٍ عن خط الاستواء ما لم يكن مدخولُهم الغذائي كافيًا أو مدعمًا بالفيتامين D. ويسبب عوز الفيتامين D ضعف العضلات، وفقدان العظام، وزيادة خطر الإصابة بالكسور لدى البالغين، في حين يسبب تأخر النمو والكساح (تشكل العظام الرخوة) لدى الأطفال، ويمكن أن يسبب انخفاض الوظائف المناعية وزيادة خطر الإصابة بالسرطان أيضًا (1,2).
وعلى الرغم من قلة الأطعمة التي تحتوي على كمياتٍ جيدةٍ من هذا الفيتامين، لكن أفضل مصادره الغذائية هي زيت كبد سمك القد، والأسماك الدهنية كالسلمون والسردين، وصفار البيض (1,5)، ويمكنكم التعرف إلى مزيدٍ من المعلومات عنه في مقالنا السابق هنا علمًا أن بعض الأشخاص يرغبون بتناول المكملات أو زيادة التعرض لأشعة الشمس للوقاية من عوز الفيتامين D، خصوصًا في ظل صعوبة الحصول على كمياتٍ كافيةٍ من خلال النظام الغذائي وحده (5).
4- عوز الفيتامين B12:
ويُعرف أيضًا باسم الكوبالامين Cobalamin، وهو فيتامينٌ ذوابٌ في الماء، ومهم لتكوين الدم، ووظائف المخ والأعصاب. ولا يمكن للجسم أن ينتج الفيتامين B12 طبيعيًا، لذلك يجب الحصول عليه من الطعام أو المكملات الغذائية. وهو موجودٌ بكمياتٍ كافيةٍ في الأغذية الحيوانية فقط، إضافةً إلى بعض أنواع الأعشاب البحرية التي قد توفر كمياتٍ صغيرةٍ منه، لذا فإن 80-90% من الأشخاص النباتيين والخضريين معرضون لخطر الإصابة بعوز هذا الفيتامين، ويُلاحظ الأمر نفسه لدى 20% من كبار السن الذين تنخفض لديهم كفاءة الامتصاص مع التقدم بالعمر (1,5).
ويعد فقرُ الدم الضخمُ الأرومات Megaloblastic anemia من أهم أعراض عوز الفيتامين B12؛ وهو اضطراب يسبب توسع خلايا الدم الحمر، لكن عوز هذا الفيتامين يمكن أن يسبب ضعف وظائف المخ وارتفاع مستويات الحمض الأميني أيضًا. ومن أهم مصادره المحار، وأحشاء الذبيحة، ولحم البقر، والبيض، ومنتجات الحليب (1)، ويمكنكم قراءة مزيدٍ من المعلومات عن كل ما يخص هذا الفيتامين ومصادره في مقالنا السابق هنا
5- عوز الكالسيوم:
يعزز الكالسيوم صحة العظام والأسنان خصوصًا في مرحلة النمو السريع، كذلك يعد ضروريًا لعمل القلب والعضلات والأعصاب. تخضع مستويات الكالسيوم في الدم لتنظيمٍ دقيق، ويُخزن أي فائضٍ في النسيج العظمي، وإذا كان الطعام يفتقر إلى الكمية الكافية من الكالسيوم، فإن العظام تعمل على تحريره في الدم، وهذا هو السبب في كون هشاشة العظام أكثرَ أعراضِ عوزه شيوعًا، إضافةً إلى الكساح عند الأطفال (1,2,5).
وتشمل المصادر الغذائية للكالسيوم كالسردين، ومنتجات الألبان، واللفت والخضار الورقية الداكنة مثل السبانخ والقرنبيط (1)، ويمكنكم معرفة مزيدٍ من المعلومات عنه في مقالنا السابق هنا
6- عوز الفيتامين A:
وهو من الفيتامينات الذوابة في الدهون، ويساعد على تكوين الجلد والأسنان والعظام والأغشية الخلوية والحفاظ على صحتها، فضلًا عن دوره في إنتاج أصباغ العين الضرورية للرؤية. ويمكن أن يسبب عوز الفيتامين A تلفًا مؤقتًا ودائمًا للعين، وقد يؤدي إلى العمى، ويمكن أن يثبط وظائف المناعة وزيادة الوفيات، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل أو المرضعات (1,5).
ويوجد الفيتامين A بأشكال متعددة، منها في المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والسمك والدواجن ومنتجات الألبان، ومنها في الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضار، كذلك يتحول مركب البيتا كاروتين Beta carotene إلى الفيتامين A في الجسم أيضًا (1,5). وتشمل أهم مصادره الغذائية أحشاءَ الذبيحة، وزيت كبد السمك، أما البيتا كاروتين فيوجد في البطاطا الحلوة، والجزر، والخضار الورقية الداكنة (1)، ويمكن الاطلاع على مزيدٍ من المعلومات عن هذا الفيتامين في مقالنا السابق هنا
7- عوز المغنيزيوم:
يعد المغنيزيوم من المعادن الرئيسية في الجسم، فهو أساسيٌّ لبنية العظام والأسنان، ويشارك في أكثرَ من 300 تفاعلٍ أنزيميٍ، ويرتبط انخفاض مدخوله ومستوياته في الدم بعدة حالاتٍ صحية، منها داء السكري من النوع 2 ، ومتلازمة الاستقلاب، وأمراض القلب، وهشاشة العظام (1).
وقد يكون سبب العوز هو المرض أو تعاطي المخدرات أو انخفاض وظيفة الجهاز الهضمي أو عدم كفاية الوارد الغذائي منه، وتشمل الأعراض الأساسية للعوز الحاد إيقاعَ القلب غير الطبيعي، وتشنجات العضلات، ومتلازِمة تململ الساق، والتعب، والصداع النصفي، وتتضمن الأعراض الخفية الطويلة الأمد مقاومةَ الأنسولين وارتفاع ضغط الدم (1).
وتشمل المصادر الغذائية للمغنيزيوم كافة أنواع الحبوب، والمكسرات، والشوكولا الداكنة والخضار الداكنة والورقية (1)، ويمكنكم قراءة مزيدٍ من المعلومات عنه في مقالنا السابق هنا
الجدير بالذكر أن أفضل طريقةٍ للوقاية من العوز الغذائي بأشكاله كافةً هي اتباع نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ يشمل كل أنواع المغذيات، وقد تكون المكملات ضروريةً لأولئك الذين لا يستطيعون الحصول على ما يكفي من النظام الغذائي وحده، وينصح بتناولها بعد استشارة الطبيب وإجراء التحاليل المناسبة.
المصادر:
2. Is Your Body Trying to Tell You Something Common Nutrient Inadequacies and Deficiencies [Internet]. Eatright.org. 2018 [cited 23 November 2020]. Available from: هنا
3. Lynch S, Cook J. INTERACTION OF VITAMIN C AND IRON. Annals of the New York Academy of Sciences [Internet]. 1980 [cited 23 November 2020];355(1 Micronutrient):32-44. Available from: هنا
4. Leung A, Braverman L, Pearce E. History of U.S. Iodine Fortification and Supplementation. Nutrients [Internet]. 2012 [cited 23 November 2020];4(11):1740-1746. Available from: هنا
5. 6 Signs of Nutrient Deficiency | Rush System [Internet]. Rush.edu. 2017 [cited 23 November 2020]. Available from: هنا