الكيمياء والصيدلة > علاجات صيدلانية جديدة
دراسة مرجعية للتحقق من فعالية SERMs في علاج العقم عند الذكور
يعد العقم أحد أبرز التحديات التي تواجه الرعاية الصحية الحديثة؛ فهي مشكلة يواجهها قرابة الـ 8-12% من الأزواج في سن الإنجاب في العالم. ويكون العقم عند الرجال في 50% من الحالات هو السبب، فيما يكون 30% من هذه الحالات مجهول السبب (idiopathic infertility).
وقد يكون العلاج الطبي التجريبي (empirical medical therapy) إضافة إلى / أو تقنيات الإنجاب المساعدة هو الحل، وقد نلجأ إلى العلاجات الدوائية أيضاً (1).
ويمكن تقسيم العلاجات الدوائية إلى فئتين رئيسيتين: العلاجات الهرمونية والعلاجات غير الهرمونية، وتحظى العلاجات الهرمونية بأدلة علمية أقوى فيما يخص مدى فعاليتها؛ مما يجعلها الخيار المُتَصدِّر في الممارسة السريرية لعلاج عقم الرجال المجهول السبب، ومن أمثلة هذه العلاجات: الهرمون المُنشِّط للحوصلة FSH والمعدِّلات الانتقائية لمستقبلات هرمون الأستروجين (1). وقد نشرت مجلة Expert Opinion on Pharmacotherapy دراسة تؤكد مدى فعالية معدِّلات مستقبلات الأستروجين الانتقائية ((Selective estrogen receptor modulators (SERMs)) في علاج العقم لدى الذكور (2)؛ وهي فئة من المركبات التي تعمل منبهات لمستقبل الأستروجين أو مثبطات له، وأبرز الأمثلة عليها سترات الكلوميفين (Clomiphene citrate) والتاموكسيفين (Tamoxifen) المستخدمة استخداماً واسعاً ومُصرَّحاً به في علاج سرطان الثدي وهشاشة العظام لدى النساء، فضلاً عن استخدامها غير المُصرَّح به (off-label) -حاليَّاً- لعلاج قصور الغدد التناسلية الذكرية والعقم لدى الذكور (3).
يكمن السر في آلية عمل SERMs في نشاطها الانتقائي المعتمد على الأنسجة المختلفة المُستَهدَفة؛ فهي تتفاعل كمنبهات تارة؛ وكمثبطات لمستقبل الأستروجين تارة أخرى.
يتكون مستقبل الأستروجين من وحدتين فرعيتين ( سلسلة ألفا α وسلسلة بيتا β) تتفاعل مركبات الـ SERMs مع أحدها، ويعتمد هذا السلوك التفاضلي للـ SERMs على استنباط إشارات ذات خصائص مختلفة من مستقبلات هرمون الأستروجين الخاصة بكل نسيج، لينتج عن ذلك آثار فسيولوجية مختلفة (4).
يعمل دواء سترات الكلوميفين الفموي مثبطاً لمستقبل الأستروجين على مستوى الغدة النخامية؛ فيحفز إطلاق الهرمون المنشط للجسم الأصفر LH والهرمون المُنشِّط للحوصلة FSH، وهذه الهرمونات تحفز بدورها وظيفة الخصيتين في إنتاج الحيوانات المنوية وهرمون التستوستيرون.
وتجدر الإشارة إلى أن الكلوميفين لا يؤثر في الإفراز الذاتي للغدد التناسلية خلافاً لتأثير العلاج بالتستوستيرون بأشكاله كافة؛ مما يجنب حدوث آثار سلبية في عملية الإنطاف (spermatogenesis) ولا يتغير حجم الخصيتين بالنتيجة (3,5).
في حين يثبط التاموكسيفين التغذية الرجعية السلبية للأستروجين عن طريق تثبيط تحت المهاد والغدة النخامية؛ فيُفرز الهرمون المنشط للجسم الأصفر LH والهرمون المُنشّط للحوصلة FSH؛ ما يؤدي إلى زيادة التخليق الحيوي للتستوستيرون وتحفيز الإنطاف (3).
وقد أشارت نتائج الدراسة إلى زيادة جلية في عدد الحيوانات المنوية؛ إضافة إلى زيادة في مصل الهرمون المنشط للجسم الأصفر LH والهرمون المُنشّط للحوصلة FSH والتستوستيرون. في المقابل؛ لم يكن للـ SERMs أي تأثير معتبر في تركيز الحيوانات المنوية والحركية التقدمية والكاملة، ولكن؛ لوحظت زيادة واضحة في عدد الحيوانات المنوية الإجمالي، وتحسن مورفولوجيا الحيوانات المنوية، وزيادة معدل الحمل مقارنة بالمجموعة المرجعية (control group).
وكنتيجة نهائية؛ فقد تكون الـ SERMs فعالة في علاج المرضى الذين يعانون من العقم المجهول السبب، ومع ذلك؛ فإن ندرة البيانات لا تسمح برسم استنتاج نهائي، وتثير التعطش لمزيد من الأبحاث لحسم هذه المعادلة والتأهل بهذه الأدوية إلى نهائيات الأدوية المصرح بها -رسميَّاً- لعلاج العقم المجهول السبب (2).
المصادر:
2. Cannarella R, A. condorelli R, M. mongioi L, Barbagallo F, E. Calogero A, La vignera S. Effects of the selective estrogen receptor modulators for the treatment of male infertility: a systematic review and meta-analysis. Expert Opinion on Pharmacotherapy [Internet]. 2019 [cited 25 November 2020];20(1). Available from: هنا
3. A. Dabaja A, N. Schlegel P. Medical treatment of male infertility. Translational Andrology and Urology [Internet]. 2014 [cited 25 November 2020];. Available from: هنا
4. An K. Selective Estrogen Receptor Modulators. Asian Spine Journal [Internet]. 2016 [cited 25 November 2020];. Available from: هنا
5. Rambhatla A, N. Mills J, Rajfer J. The Role of Estrogen Modulators in Male Hypogonadism and Infertility. Urology [Internet]. 2016 [cited 25 November 2020];. Available from: هنا