أمسيات في حدائق إسبانيا (Nights in the gardens of Spain)

أمسيات في حدائق إسبانيا (nights in the gardens of spain) للمؤلِّف Manuel De Falla .

يُعدُّ Falla المؤلِّف الأكثر شهرة في غرناطة عام 1921، وقد كان شغوفًا بتغير رؤية العالم للموسيقا الإسبانية، فأوضح ذلك عن طريق مؤلَّفاته التي جعل من كلٍّ منها عالمًا من الأصوات.

وقد اهتم بالكمال من الناحية التقنية والإيجاز في التعبير، فأنشأ موسيقا مرتبطة بعصره (1,2).

بدأت مسيرته الموسيقية في مسقط رأسه عام 1897، فتعلَّم العزف على البيانو مع العازف المنفرد خوسيه تراغو (José Tragó)؛ الذي كان طالبًا في معهد باريس تلميذًا لجورج ماتياس (Georges Mathia) طالب (Chopin)، فمن الطبيعي أن نجد بصمة شوبان على نحوٍ واضح في مؤلفاته لآلة البيانو خصوصًا في (Nights in the gardens of Spain)؛ أحد أشهر أعماله الأوركسترالية، وهو عمل لبيانو منفرد مع الأوركسترا، وقد أكمل تأليف هذا العمل عام 1916 (1,3).

ولا يُعدُّ هذا العمل كونشيرتو على الرغم من أنَّه كُتِب بصفته أداءً منفردًا لبيانو وأوركسترا، ولا يُعدُّ قصيدةً مُغناة، على الرغم من أنَّه يصور روح مكانٍ معين بوضوح، ولكنَّ المؤلِّف أكد على أنَّه سيمفونية؛ إذ كان دور البيانو بارزًا، ولكنَّه لم يكن مهيمنًا، فتميَّزت السيمفونية بكتابةٍ تفصيلية رائعة بليغة يصور فيها المؤلِّف ثلاث حدائق بثلاث حركات (2,3).

المراحل التي مر بها العمل:

انتقل فالا إلى باريس فهناك قدم له الدعم والمشورة -خاصة في الموسيقا الأوركسترالية- اثنان من أعظم الموسيقيين في ذلك الوقت، وهما كلود ديبوسيي (Claude Debussy) وبول دوكاس (Paul Dukas)، فألَّف (أمسيات في حدائق إسبانيا).

وبعدها عاد واستقر في غرناطة في كوخ محاط بالورود وزهر العسل والياسمين بالإضافة إلى الشجر ونافورة صغيرة على الجزء العلوي من تلٍّ مجاور لقصر الحمراء (1,2).

ولم يزر فالا قصر الحمراء إلا بعد عودته إلى غرناطة، وكان وقتها في مرحلة متقدمة من تأليف (أمسيات في حدائق إسبانيا)، فلم يعرف قصر الحمراء سوى من كتابٍ رخيص كان قد اشتراه، وكان مفتونًا به إلى درجة أنَّه أمضى الليل بطوله في قراءته (فبدأ المؤلفة بلحن حالم مُستوحى من الليل (nocturne) للبيانو المنفرد.

ثمَّ استقر في مدريد وعاش عدة أشهر في شاطئ بلدة سيتجيس قرب برشلونة حيث وضع اللمسات الأخيرة لمؤلفته؛ إذ عمل على بيانو قديم (غير متناغم) في منزل الرسام الشعبي سانتياغو روسينول (Santiago Rusiñol)، فصقل إحساسه بالألوان الأوركسترالية في منزل مليء بلوحات مضيفه المثيرة للذكريات في حدائق إسبانيا (2,4).

الحركة الأولى:

في حدائق جنة العريف (In the Gardens of the Generalife )

الحركة الثانية:

رقصة تُسمع من بعيد (A Dance is Heard in the Destance)

الحركة الثالثة:

في حدائق سييرا-قرطبة  In the Gardens of) the Sierra de Cordoba)

كتب فالا لاحقًا: "إذا استطاعت هذه الإحاءات السمفونية تحقيق غايتها، فإنَّ مجرد ذكر عناوينها يجب أن يكون دليلًا كافيًا للمستمع" (2,3,4).

رابط فيديو للمقطوعة كاملة:

يستند هذا العمل إلى الأنماط والإيقاعات والزخارف (ornaments) التي تميز موسيقا الأندلس الشعبية.

وقد صُنِع منها مقطوعة موسيقية تعبيرية تتضمن شيئًا من الحزن والغموض، وتحمل صور الأعياد والرقصات في حدائق إسبانيا.

وقُدِّم العرض الأول لأمسيات في حدائق إسبانيا في مدريد، وقاد الأوركسترا إنريكي فرنانديز أربوس (enrique fernández arbós) في 9 أبريل عام 1916 (2,3,4).

الحركة الأولى (الثانية 0:42):

يشير في هذه الحركة إلى المهندس المعماري أو الموسيقي "الفنان"؛ إذ يصور منحدر التل الذي يطل على قصر الحمراء -المكان الأجمل في غرناطة- وتتميز هنا ببعض الأنغام الراقصة التي تتخللها القيثارة والدف، فتنفجر فجأة ثمَّ تختفي بسرعة، فصورت هذه الحركة الموسيقا في نسيم الليل! (2,3).

الحركة الثانية (الدقيقة 11:25):

تمثِّل رقصة جماعية في إحدى الحدائق، arabesques (قطعة موسيقية ينقل فيها اللحن صورة العمران العربي)، ثمَّ يدخل الغيتار فتصبح الحركة راقصة ثمَّ غنائية حيث قصد فالا أن ينقل لنا الاحتفالات في سييرا.

ثمَّ جمع فالا الألحان الليلية لوصل الحركة الثانية والثالثة دون مقاطعة ( الدقيقة 16:15).

الحركة الثالثة (الدقيقة 16:35):

تبدأ بأوكتافات تصاعدية ينقل فالا لنا عن طريقها احتفالًا تسوده رقصات وأغاني الغجر(zambra gitano).

(2,3).

المصادر: