الأميودارون VS اضطراب نظم القلب!

يعد الأميودارون (Amiodarone) من أكثر الأدوية المستخدمة شيوعًا في علاج اضطرابات نظم القلب (Anti-arrythmic)؛ إذ تعتمد آلية عمله على حصر قنوات البوتاسيوم، التي بدورها تقلل استثارة العضلة القلبية ومن ثم إراحة القلب (1,2).

يُصرَف هذا الدواء بموجب وصفة طبية وتُتابع حالة المريض ومراقبته دوريًّا نظرًا إلى ما يسببه من تأثيرات جانبية عديدة تصيب أعضاء مختلفة مثل القلب والجلد والغدة الدرقية والرئتين والعينين وغيرها (3).

وتعزى أغلب المشكلات السابقة إلى ترسب الدواء داخل العضوية، لكن تأثيراته الجانبية في الغدة الدرقية وحدوث قصور أو فرط نشاط في عملها هو الأكثر شيوعًا، وآلية هذَين التأثيرين معقدة لكن يمكن تقسيمها إلى: أسباب متعلقة بالبنية الكيميائية للمركب، وأسباب أخرى تتعلق بميكانيكية الدواء داخل الجسم (1). 

فبالنظر إلى البنية الكيميائية لمركب الأميودارون وُجد أنه يحتوي من وزنه الكلي على 37% يود وهي نسبة لايستهان بها، فمثلًا عند أخذ مريض جرعة يومية 200mg فإنه بذلك قد حصل على 75mg من اليود العضوي كل يوم، وتكرار هذه الجرعة يوميًّا وعلى المدى الطويل قد يؤدي إلى آثار ضارة في الغدة الدرقية (1).

من ناحية أخرى فقد تبين أن مركب الأميودارون يثبط عملية نزع اليود "Monodeiodination" من *T4، فيؤدي إلى منع تحويله إلى T3 (الأكثر نشاطًا) وهو بذلك يقلل مستويات T3 المنتجة من ال T4، وإضافة إلى ما سبق، يمنع الأميودارون هذين الهرمونين من الدخول إلى داخل الأنسجة (1,4).

لا بد من التنويه إلى أن قصة المريض السريرية مهمة، على سبيل المثال قد تُظهر أنه يعاني من داء غريفز Graves disease -فرط نشاط الغدة الدرقية- (5)، فإن إعطاء هذا الدواء في هذه الحالة المرضية سيعرّض الغدة الدرقية إلى حمولة زائدة من اليود (1).

حاليًّا يُستعاض عن دواء الأميودارون بدواء جديد يدعى درونيدارون Dronedarone الأقل تأثيرات جانبية وخاصة على الغدة الدرقية (1).

*(T3 Triiodothyronine و T4 Tetraiodothyronine هرمونان تفرزهما الغدة الدرقية بتحفيز من هرمون الـ TSH).

المصادر: