تأثير القمر في المد والجزر

لم تكن الجماليّة وحدها ما يضفيه القمر وضوؤه على الليالي المظلمة؛ إذ إنَّ لوجود القمر أهمية لا يمكن إغفالها على الحياة في الأرض، حتى إن بعض الكائنات الحية تتكاثر وتتنقّل بفضله (1).

إنَّ إحدى تأثيرات القمر هي ظاهرة المدِّ والجزْر التي تحدث في المحيطات والبحار، ويحدث ذلك نتيجة تأثيرات جاذبية القمر والشمس في المياه على سطح الأرض (Gravitational Tug) (2)، ولفهم ذلك نتذكَر معًا قانون الجذب العام (Universal gravitation law) الذي تحدّث عنه إسحق نيوتن وينص على أن قوى الجاذبية بين جسمين تتناسب طرديًّا مع كتلتيهما وعكسًا مع مربع المسافة بين مركزَيهما، فكلما زادت كتلة الجسمين واقترابهما من بعضهما بعضًا زادت قوة الجاذبية؛ ونظرًا إلى كتلة الشمس الكبيرة التي تزيد على كتلة القمر بـ27 مليون مرة، فإن تأثير جاذبيتها على الأرض يفوق تأثير القمر بقرابة 177 مرة؛ لكن ظاهرة المد والجزر لا تقتصرعلى ذلك، فالقوى المولِّدة للمد والجزر تتناسب عكسيًّا مع مربع المسافة بين الجسمين، وعلى الرغم من كتلة الشمس الضخمة لا ننسَ أنها على مسافة أبعد من القمر بالنسبة إلى الأرض؛ إذ تبعد الشمس عن الأرض قرابة 390 مرة عن القمر، وهذا ما يجعل تأثيرها في ظاهرة المد والجزر أقل وضوحًا مقارنةً بالقمر، ما يعني أن قوى المد والجزر تعتمد على المسافة هنا أكثر من اعتمادها على الكتلة، وهذا ما يجعل تأثير القمر في المد والجزر أقوى من تأثير الشمس بـ59 مليون مرة (3,4).

أما عن تأثير القمر الفعلي في المد والجزر فيأتي من تأثير القوى الجاذبية القمرية؛ إذ يستجيب القسم المواجه للقمر لهذه القوى بنحو أكبر مقارنة بمركز الأرض فيشدُّ الماء إليه وينتفخ لينتُج المدُّ العالي (2,3)، ويقابل ذلك حدوث مدٍ عالٍ آخر في الجهة المعاكسة نتيجة التفاوت بين قوة جاذبية القمر وجاذبية الأرض (5).

لا يخفى علينا بعد الآن أهمية وجود القمر وتأثيراته المختلفة؛ لكن ماذا إن حدث كما في الأفلام واختفى القمر! ماذا يمكن أن يحدث للأرض؟ ولكائنات الأرض؟

ما رأيكم أنتم؟

المصادر: