الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
الفلفل الأسود ... يستحقّ عرشًا ملكيًّا
يُشار إلى الفلفل الأسود بـ "ملك التوابل"، وهو مكون أساس تكاد مطابخنا لا تخلو منه، ويأتي من ثمار نبات (Piper nigrum) المجففة، ويرجع أصل هذا النبات إلى الهند (1)
لا يعني وجوده في أي طبق تحسين نكهته فحسب، بل له فوائد عدّة، لنتعرف إليها:
- الإمداد بكمياتٍ جيدةٍ من مضادات الأكسدة: الفلفل الأسود غني بمركب نباتي يسمى البيبيرين (Piperine) له خصائص قوية مضادة للأكسدة. وتشير الدراسات إلى أن النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة قد يساعد على منع الآثار الضارة للجذور الحرة أو تأخيرها (الجذور الحرة: جزيئات غير ثابتة تنشأ في الجسم لأسبابٍ عدة؛ منها التعرّض للشمس والتدخين والعوامل الملوِّثة المختلفة)، وقد يكون لهذا الأمر دورٌ مهمٌ في الوقاية من التّلف الخلوي الناتج عن تطوّر السرطان (1,2,3).
- تعزيز امتصاص بعض العناصر الغذائية الأساسية ووظائفها: مثل الكالسيوم والسيلينيوم، وبعض المركبات النباتية المفيدة مثل الكركمين الموجود في الكركم وبيتا كاروتين الموجود في بعض الخضار والفواكه (1,2,3).
- تعزيز صحة الأمعاء: ترتبط تركيبة البكتيريا المعوية المفيدة بالحالة الصحية العامة للجسم، من الوظائف المناعية إلى الحالة المزاجية والأمراض المزمنة وغيرها، وتشير بعض الأبحاث إلى أن الفلفل الأسود قد يزيد من تكاثر البكتيريا النافعة في الأمعاء (2,4).
- لم ننتهِ بعد؛ هناك فوائد أخرى للفلفل الأسود ما زالت قيد البحث (2):
- التأثير المضاد للالتهابات: يؤدي البيبيرين إلى تقليل تورم المفاصل، وانخفاض علامات الالتهاب في الدم والتهاب المجاري التنفسيّة الناتج عن الربو والحساسيّة الموسمية أيضًا.
- تحسين وظائف الدماغ: له فوائد متعلقة بأعراض أمراض الدّماغ التنكسية؛ مثل ألزهايمر ومرض باركنسون.
- التحكم في نسبة السكر في الدم: وذلك عن طريق تحسين استقلاب السكّر، وربّما تقليل الارتفاع الحاد في نسبته في الدّم.
- خفض مستويات الكوليسترول في الدم: قد ساعدت خلاصة الفلفل الأسود على خفض الكوليسترول في الدّم، بما في ذلك الكوليسترول السيئ (LDL)، وتحسين امتصاص المكملات التي لها دورٌ في هذا التأثير.
استكمالًا لما سبق من فوائد وميزات؛ يُستخدم الفلفل الملكي في صنع زيت الفلفل الأسود، وهو زيت أساس ذو استخداماتٍ متعدّدة منها (5):
- المساعدة على الإقلاع عن التدخين: إذ أظهرت دراسةٌ أن استنشاق زيت الفلفل الأسود يمكن أن يقلل على نحو فعال من الرغبة في الحصول على النيكوتين، حتى إن بعض المشاركين في الدراسة قد تركوا التدخين تمامًا.
- إدخال القثطرة الوريدية: أُضيف زيت الفلفل الأسود في دراسةٍ تجريبية إلى هُلام، ثم دُهن هذا المزيج على جلد المرضى، فساعد على إدخال القثطرة الوريدية بسهولة.
- مشكلات البلع: بيّنت دراسة أن استنشاق زيت الفلفل الأسود وسيلةٌ آمنة لتحفيز المنعكسات المسؤولة عن البلع في الجسم، وهذا أمرٌ مفيدٌ لتقليل مشكلات البلع التي قد يعانيها كبار السن؛ خاصة لأنه سهل الاستخدام.
- مكافحة البكتيريا: يمتلك زيت الفلفل الأسود بعض الخصائص المهمة التي تساعد علي مكافحة البكتيريا. وفقًا لإحدى الدراسات؛ يمكن أن يساعد هذا الزيت على مكافحة العدوى بالبكتيريا من نوع (E. coli) التي تنتقل عن طريق الغذاء وتسبب المرض، والبكتيريا من نوع (staphylococcus)، والتي تؤدي إلى ظهور دمامل على الجلد.
يعني وجود الفلفل الأسود في أي طبق إضافةَ مذاقٍ شهيّ ونكهة شهيّة، كيف سنحصل على ذلك؟
الفلفل الأسود هو عنصر متعدد الاستخدامات يمكن إضافته إلى مجموعة متنوعة من الوصفات لإضفاء النكهة الحادة المميزة؛ فمن الممكن إضافته إلى اللحوم والأسماك والبيض والسلطات والأطعمة المقلية والمعكرونة والبيض المخفوق وغيرها الكثير.
ويجب مراعاة مدة صلاحيته لما لذلك من تأثير في خواص الطبق الذي يضاف إليه، ويُذكر أن مدى صلاحيته تتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات، ويجب حفظه في مكان بارد وجاف (1).
وبالطبع؛ لا يجب الإكثار من تناول الفلفل الأسود لتلافي بعض آثاره الجانبية المحتملة؟
- يُعدّ وجود البيبيرين بكميات تتراوح بين 5 - 20 مغ في الجرعة الواحدة من المكملات الغذائية آمنًا للاستهلاك، ولكن الدراسات محدودة، ومع ذلك؛ قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الفلفل الأسود أو تناول مكملات عالية الجرعة إلى آثار جانبية ضارة؛ مثل حرقان في الحلق أو المعدة (1).
- قد يعزز امتصاص بعض الأدوية، بما في ذلك مضادات الهيستامين المستخدمة لتخفيف أعراض الحساسية، وبذلك قد يكون مفيدًا للأدوية التي تُمتَصُّ على نحوٍ سيئ؛ لكنه قد يؤدي إلى ارتفاع امتصاص الأخرى على نحوٍ خطِر أيضًا (1,8,9).
من كان يظن أن هذه التوابل البسيطة يمكن استخدامها في أشياء كثيرة مع فوائد كثيرة؟!
اجعل الفلفل الأسود جزءًا من نظامك الغذائي؛ فهذه طريقة سهلة لإضافة نكهة إلى وجباتك، والحصول على بعض الفوائد الصحية.
المصادر:
2-11 Science-Backed Health Benefits of Black Pepper [Internet]. Healthline. 2020 [cited 29 June 2020]. Available from: هنا
3-Butt M, Pasha I, Sultan M, Randhawa M, Saeed F, Ahmed W. Black Pepper and Health Claims: A Comprehensive Treatise. Critical Reviews in Food Science and Nutrition. 2013;53(9):875-886. Available from: هنا
4-Lu Q, Summanen P, Lee R, Huang J, Henning S, Heber D et al. Prebiotic Potential and Chemical Composition of Seven Culinary Spice Extracts. Journal of Food Science. 2017;82(8):1807-1813. Available from: هنا
5-Black Pepper: The King of Spices [Internet]. Healthline. 2020 [cited 29 June 2020]. Available from: هنا
6-Patil V, Das S, Balasubramanian K. Quantum Chemical and Docking Insights into Bioavailability Enhancement of Curcumin by Piperine in Pepper. The Journal of Physical Chemistry A. 2016;120(20):3643-3653. Available from: هنا
7-Gorgani L, Mohammadi M, Najafpour G, Nikzad M. Piperine-The Bioactive Compound of Black Pepper: From Isolation to Medicinal Formulations. Comprehensive Reviews in Food Science and Food Safety. 2016;16(1):124-140. Available from: هنا
8-Jin M, Han H. Effect of Piperine, a Major Component of Black Pepper, on the Intestinal Absorption of Fexofenadine and Its Implication on Food-Drug Interaction. Journal of Food Science. 2010;75(3):H93-H96. Available from: هنا
9-Bedada S, Boga P. The influence of piperine on the pharmacokinetics of fexofenadine, a P-glycoprotein substrate, in healthy volunteers. European Journal of Clinical Pharmacology. 2016;73(3):343-349. Available from: هنا