الطب > معلومة سريعة
اللحن الذي يُطرب السامع قد يؤذي العازف
حتى تَطرب الآذان بلحنٍ جميل هناك مَن يدفع ثمن تلك اللحظات من صحّته، فإتقان اللحن ليس بالأمر السّهل بل يتطلّب ساعاتٍ من التّدريب المديد، وتُشكّل سلامة الطرف العلوي عاملاً ذهبياً بالنّسبة للعازفين(1) ونظراً للاحتياجات الجسديّة الّتي يتطلّبها التّدريب والعزف فإنّهم يتعرضون لِطَيف واسعٍ من الاضطرابات الصحيّة وخاصةً في العظام والعضلات بسبب الإفراط في الاستخدام(2) والضغط المستمر على أجزاء معيّنة من الجسم(1) والذي يؤدي بالتالي إلى انضغاط الأعصاب(2).
وتملك اليد النسبة الأكبر بين الأعضاء التي تتعرض لسوء الاستخدام لدى العازفين بسبب الإفراط في الحركات المتكررة في الدقيقة، وفي بعض الحالات قد يُضطر الموسيقي إلى التوقف عن العزف لفترة طويلة بسبب إصابته(1).
تُشير إحدى الدراسات إلى أنّ نسب الإصابة تعتمد على نوع الآلة، وقد شملت نسبة الإصابة لعازفي البيانو من جميع المراجعين 41% ونسبة 19% من عازفي الكمان، ولكنّ النسبة الكبرى أمكن علاجهم فيزيائياً من دون الحاجة إلى عمل جراحي(3).
وكذلك تُشير التقارير إلى أنّ الإصابات تشمل الاضطرابات العضلية الهيكلية وتتنوع بين الألم، وتوتر العضلات والأربطة، والضعف العضلي في العضو المصاب وحس ثقل فيه وفقدان التحكم الحركي بالأجزاء المصابة(2) مما يؤدي إلى نقص في المهارة(3,4)، ومن الممكن أيضاً أن يتأثر العمود الفقري الرقبي بسبب وضعية الرأس والرقبة لفترة طويلة التي تُستخدم لتثبيت الآلة(2).
تبدأ المعالجة عادةً عن طريق تغيير نمط حياة العازف فيما يخص التدريب وذلك بتقسيم مدة التدريب لفترات تمتد لحوالي الثلاثين دقيقة مع أخذ قسط من الراحة بينها، وكذلك يمكن اللجوء لجلسات اليوغا واتباع أنشطة رياضية لتحقيق اللياقة اللازمة لوضعيات العزف(5) وعند فشل العلاجات المُحافظة يُلجَأ إلى الحل الجراحي لتحرير انضغاط العصب المحيطي، ولكن يتردد الموسيقيون عادةً في الخضوع للجراحة لما لها من آثار مترتبة على مهنتهم(3).
يحتاج العلاج الجراحي للموسيقيين إلى دراسة دقيقة من نواحٍ خاصة فيما يمس مهنتهم إذ يحتاج عازفو الكمان إلى كلتا اليدين بينما يحتاج عازف البيانو إلى مرونة في حركة الأصابع فيما يخص التبعيد والتقريب خاصةً، وهذا يتطلب علاجاً جراحياً خاصاً يراعي الآثار المحتملة على معيشتهم(4) وقد أنشأت بعض الدول المتقدمة مؤسسات متخصصة لعلاج الاضطرابات التي تُصيب الموسيقيين وبالإضافة إلى ذلك أُنشِئ اختصاص سُمّي بـ "طب الموسيقيين"(1).
المصادر: