الطب > معلومة سريعة
قلة النوم قد تطلق العنان لغضبك!
يُعدّ النوم من سبع إلى ثماني ساعات يومية كفيلًا بالحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية أيضًا (1)، لكنّ عديدًا منا يعاني مشكلات مرتبطة بالنوم كقلة النوم والأرق المزمن، ويرجع ذلك إلى تغيرات جذرية في الظروف المعيشية؛ مثل العمل فترات طويلة، والعديد من الضغوط الاجتماعية والنفسية (2)، وكثرة الضوضاء المحيطة (3).
ومن منا لم يلاحظ أنّ النوم أقل من هذه الساعات لليلة واحدة كفيلٌ بظهور تأثيرها في النشاط اليومي؟! في حين أنّ عدم كفاية النوم عدة أيام متواصلة تجعل الشخص يدخل فيما يسمى "دَين النوم" (1)، وعندها لن تقتصر المشكلات على النعاس وقلة النشاط الجسدي فقط (2)؛ فقد وُجِد أن هناك علاقة وثيقة بين "دين النوم" والاضطرابات المزاجية الطويلة الأمد (4)، فقلّة النوم تطلق العنان لغضبك! (1,3,5).
يبدو أنّ الحرمان من النوم قد يؤثر في البالغين والمراهقين والأطفال بطرائق متماثلة؛ فقد وُجِد -وسطيًّا- أنّ الذكور يميلون إلى العدوانية الجسدية واللفظية، في حين تكون الإناث أكثر عرضة لانخفاض المزاج وانخفاض الطاقة عند قلة النوم (1) .
و قد رُبِطت هذه النتائج باللوزة الدماغية التي تؤدي دورًا مهمًّا في آليات النوم، إضافةً إلى كونها المركز العاطفي للدماغ؛ مما أكّد الارتباط بين النوم والعواطف مثل الغضب والعدوانية، فعندما يُحرَم الفرد من النوم قد يحدث عجز وظيفي بين اللوزة والقشرة الحزامية الأمامية البطينية (Ventral Anterior Cingulate Cortex)؛ مما يؤدي إلى تعكر المزاج ويتسبب بزيادة استجابة اللوزة للمثيرات السلبية والمبالغة في ردات الفعل (1,2)، كذلك تنقص قلة النوم من قدرة الفص الجبهي الإنسي على قمع النشاط في اللوزة؛ مما يؤدي إلى عدم الاستقرار العاطفي.
وبطريقة تعبير أخرى، إنّ الأفراد الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم كل ليلة يظهرون نوبات انفعالية أقل (مثل الغضب) ويُبدون سلوكيات عدوانية أقل (1).
وقد وجد الباحثون علاقة إيجابية بين الغضب والاندفاع وسلوكيات مثل تناول الكحول والتدخين وعدم تناول وجبة الإفطار وقصر مدة النوم عن الحد اللازم وتقليل المشاعر الإيجابية وزيادة الشعور بالاكتئاب واستخدام الهاتف المحمول ساعات طويلة، ولذلك؛ كان من الضروري النصح دائمًا باختيار نمط الحياة الصحي والحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة للتمتع بصحة عقلية جيدة (1).
فضلًا عن ذلك، لم تقتصر عواقب قلة النوم على تعكر المزاج فقط، بل ارتبطت بعواقب صحية طويلة الأمد أيضًا؛ بما في ذلك الأمراض المزمنة مثل الداء السكري وارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية، وذلك بسبب اضطراب الآليات المنظمة للجسم عند الحصول على عدد ساعات نوم قليلة مدةً طويلة، إضافة إلى العاقبة الأسوأ؛ وهي انخفاض متوسط العمر المتوقع (4).
وبذلك؛ هناك إجماع بأنّ الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يعزز الحالة المزاجية والصحة (1)، ومن هنا نرى أهمية الالتزام؛ ليس فقط بنوع النوم وكمّيته المطلوبة لكل فرد، وإنما باتباع أنماط حياة سليمة للحفاظ على صحة جيدة.
المصادر: