التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
الاستمناء بوضعية الاستلقاء البطني (المنبطح) "متلازمة الاستمناء الرضحي"
الاستمناء أو ممارسة العادة السرية عموماً هو عملية تحريض ذاتي للأعضاء التناسلية بهدف تحقيق المتعة والإثارة الجنسية وصولاً إلى النشوة، ولا يُعد الاستمناء مشكلةً حقيقيةً إلا في حال تثبّط النشاط الجنسي للفرد مع الشريك نتيجةً له، أو إذا تسبب بحالةٍ من الانزعاج نتيجةً لتكراره القسري، أو في حال تخلّف الشخص عن أداء مهامه اليومية بسببها (1,2,3).
لكن ما المختلف حيال الاستمناء بوضعية الاستلقاء البطني؟ دعونا في البداية نتعرف إلى هذه الظاهرة:
-ما هو الاستمناء بوضعية الاستلقاء البطني (المنبطح)؟
يعني ذلك استمناء الشخص وهو مستلقٍ على بطنه عن طريق تطبيق قوةِ ضغطٍ شديدةٍ على الأعضاء التناسلية (البظر-القضيب) حتى بلوغه النشوة الجنسية، بهدف الحصول على لذةٍ جنسيةٍ أفضل. إذ يُطبق الضغط إما على القضيب و/أو الخصيتين أو كليهما، أو على البظر، إمّا باستخدام اليد أو الوسادة أو الملاءة أو أي أداةٍ أخرى، أو حتى ضغطه باتجاه أرضية الغرفة مباشرةً (1,2).
-حوالي 90% من الرجال يستمنون بالاستلقاء الظهري مع تحريك قبضة اليد على القضيب حتى الوصول إلى نشوةٍ جنسية. بالمقابل، فإنّ 5-10% من الرجال يستمنون مستلقين على بطونهم.
يعاني غالبية أفراد المجموعة الأخيرة الممارسين لهذه الوضعية في أساس الأمر الإدمان على الاستمناء على نحوٍ يومي مراتٍ عدة، ويكونون غير قادرين على كبح أنفسهم حيالها (2).
- لِمَ ممارسة الاستمناء البطني ضارة؟
بالنسبة إلى الرجال، فإن الاستمناء بهذه الوضعية يسبب ضغطاً كبيراً على القضيب، وبالأخص على قاعدة القضيب إذ يوجد فيه مركز الأعصاب الحيوية.
يؤدي إدمان هذه الممارسة مع مرور الوقت إلى خدرِ الإحساس الجنسي في المنطقة التناسلية وما يترتب عليه من تأخيرٍ ببلوغ نشوةٍ جنسية، وينتهي ذلك بعد مدةٍ بالإصابة بمتلازمة الاستمناء الرضحي Traumatic masturbatory syndrome (1,2).
-إن نسبة إصابة الرجال الذين يمارسون الاستمناء المنبطح بالعجز الجنسي هي خمسة أضعاف باقي الرجال، ونسبة عجزهم عن بلوغ النشوة الجنسية تبلغ إثنا عشر ضِعف باقي الرجال الذين قد تصيبهم لأسبابٍ مرضيَّةٍ أخرى (2).
-يظن أغلب الرجال الذين يمارسون الاستمناء المنبطح على البطن أنه يعطي شعوراً أقرب إلى الممارسة الجنسية الفعلية، لكن هذا لا يمثل الواقع أبداً، بل على العكس فإن الاستمناء بهذه الوضعية يطبق ضغطاً هائلًا على القضيب يفوق قوة المقاومة التي يُبديها مهبل المرأة في أثناء الجماع، وإنَّ الاستمناء بقبضة اليد هو أكثر قرباً للشعور بممارسة الجنس مع الشريك (1).
-الأمرسيان بالنسبة إلى النساء، فإنَّ الضغط على البظر بهذه الوضعية يسبب خدراً لاحقاً في تلك المنطقة، وتأخر مدة بلوغ النشوة الجنسية الطبيعية (2).
-لكن لِمَ الأضرار عند الرجال أكثر من النساء؟
وذلك بسبب الفروق التشريحية للجهاز التناسلي وما يعطيه الجهاز التناسلي الذكري من خيارات وضعياتٍ جنسيةٍ وطرائق للاستمناء أكثر من خيارات الجهاز الأنثوي، وهو ما يفسر ارتفاع نسبة المضار عند الذكور (2).
-هل توجد أضرارٌ جسديةٌ ونفسيةٌ أخرى؟
في الحقيقة يوجد، إذ يصبح الرجال الذين يستمنون بالاستلقاء البطني غير قادرين على تحفيز أنفسهم جنسياً بأي وضعيةٍ أخرى، لدرجةِ إبلاغ معظم الرجال بعدم شعورهم بالتحفيز الجنسي في أثناء ممارسة الجنس الفموي مع الشريك أيضاً، وتقتصر وضعياتهم الجنسية الفعلية (وذلك إن كانوا قادرين على ممارسة الجنس) على الطريقة بالوضعية ذاتها، ويُعزى ذلك إلى وصولهم لمرحلة عدم قدرتهم على تحفيز أنفسهم يدوياً دون تطبيق الضغط الشديد ذاته الذي اعتادوا تطبيقه في أثناء الاستمناء المنبطح (2).
-أمّا الأضرار النفسية؛ بالنسبة إلى الرجال فإنَّ عدم قدرة الرجل على تحقيق انتصابٍ فعالٍ وبلوغ النشوة الجنسية (الناتج عن فرط تكرار الاستمناء بالاستلقاء البطني) يصيبه بقلة الثقة بالنفس والتوتر في أثناء ممارسة الجنس مع الشريك الذي يتطّور لاحقاً إلى مشكلاتٍ نفسيةٍ أخرى مثل الاكتئاب (2). أما فيما يخص الشريك، فسوف يتولد لديه شعور بعدم الارتياح والقلق، وعدم الرضا عن العملية الجنسية بأكملها، ويتطور ذلك لاحقًا إلى مشكلاتٍ عاطفيةٍ أو زوجية أكبر بين الشريكين (2).
-كيف تعرف أنك مدمن على الاستمناء بوضعية الاستلقاء البطني (1)؟
توجد علامات تدل على ذلك، نذكر منها:
- صعوبةٌ في تحقيق انتصابٍ فعّال.
- تأخر أو عدم وصولك إلى نشوةٍ جنسيةٍ بأي طريقةٍ أخرى غير هذه الوضعية.
- تتجنب أي أنشطةٍ جنسية أخرى لأنها لا تحفزك ولا تحقق لك متعةً جنسة كافية.
- الرغبة بالاستمناء بهذه الوضعية دون غيرها عدة مراتٍ يوميًا.
- الشعور بالاكتئاب والقلق بسبب الأعراض المذكورة أعلاه.
هنا يبقى السؤال الأهم، ألا وهو: كيف أتوقف عن الاستمناء بوضعية الاستلقاء البطني؟
يمكنك اتباع الإرشادات المساعدة الآتية:
- أولًا، عليك التوقف عن الاستمناء نهائياً مدةً تتراوح بين الأسبوع وحتى الشهر، وذلك كونها مهلة كافية للتعافي من الأضرار التي تسببت بها تلك العادة.
- بعد ذلك، درّب نفسك على الاستمناء باستخدام يدك فقط مع تجنُّب وضعية الاستلقاء البطني مدة شهر كامل.
- ممارسة الجنس مع الشريك في حال وجوده مع تجنب هذه الوضعية خلال مراحل الجماع كافة.
- قلل عدد مرات الاستمناء يوميًا، إذ يعزّز ذلك شعور الحافز الجنسي لديك مجددًا ويعطيك شعورًا بالرضا عن الأداء الجنسي (1,2,3).
ومن الجدير ذكره أنه قد تختلف مدة الإقلاع عن تلك العادة مع التخلص من كافة آثارها السلبية على نحوٍ كبيرٍ بين الأفراد "أربعة أشهر أو أكثر". وبالطبع، يمكنك الحصول على استشارةٍ طبية ونفسية في حال عدم وجود تحسنٍ ملحوظ.
ويبقى الأهم هو وجود الإرادة على الاستمرار، والالتزام بكل ما يتطلبه العلاج من إرشادات (1,2,3).
المصادر:
2. HealthyStrokes.com [Internet]. Healthystrokes.com. 2020 [cited 3 December 2020]. Available from: هنا
3. Overcoming prone masturbation [Internet]. Healthystrokes.com. 2020 [cited 3 December 2020]. Available from: هنا