الطب > السرطان
سرطان البلعوم الأنفي Nasopharyngeal cancer
سرطان البلعوم الأنفي Nasopharyngeal cancer :
هو ورم عالي الخباثة، ينشأ على حساب النسيج الظهاري، وذلك في منطقة البلعوم الأنفي التي تقع خلف الأنف وفوق الحلق. ويكثر وجوده في آسيا الشرقية والجنوبية، ويندر في كل من أوروبا وأمريكا والمملكة المتحدة (1,2,3,4,5).
وتأتي خطورته من صعوبة تشخيصه باكرًا؛ وذلك لتشابه أعراضه في كثير من الأحيان مع أعراض لأمراض أخرى أقل خطورة، ولأن نقائل العقد اللمفية الرقبية والنقائل البعيدة في أنحاء الجسم تحدث في وقت باكر من تطور المرض دون أعراض ملحوظة (1,4,5) .
ومنذ العقد الماضي حتى يومنا هذا؛ انخفضت نسبة سرطان البلعوم الأنفي ونسبة الوفيات الناجمة عنه على نحوٍ ملحوظ. وقد يُعزى ذلك إلى تغير نمط الحياة والتغيّرات البيئية، والفهم الأفضل للآلية المرضية وعوامل الخطر، إضافة إلى تطور تقنيات المسح والتصوير الشعاعي وطرق العلاج الحديثة (2).
عوامل الخطر و المسببات :
تكون نسبة حدوث هذا الورم عند الرجال أعلى منه عند النساء، ولاسيما في الأعمار بين 30-50 سنة. وبالرغم من إمكانية مشاهدته أيضًا لدى الأصغر سنًا؛ إلا أن معدل العيش لخمس سنوات تالية للمرض أعلى في هذه الحالة. وثمة عوامل خطورة أخرى، بما فيها تناول الأغذية المحفوظة بالملح مثل اللحوم والأسماك المجففة، وتناول الكحول، والتدخين، ووجود قصة عائلية للمرض (قريب من الدرجة الأولى كالأب أو الأم)، بالإضافة للإصابة بفيروس إيبشتاين بار EBV والفيروس الحليمي البشري HPV والتعرض لغبار الخشب (2,4,5).
الأعراض (4,5):
قد لا يكون عرضيًا في المراحل الباكرة؛ إلا أنه قد تظهر بعض الأعراض مثل:
- ضخامة في العقد اللمفية الرقبية.
- وجود دم في اللعاب.
- سيلان دموي من الأنف.
- احتقان أو انسداد أنفي.
- طنين.
- نقص سمع.
- إنتانات متكررة في الأذن.
- ألم حلق.
- صداع.
التشخيص و تحديد المرحلة:
للتأكد من التشخيص الصحيح، تؤخذ خزعة موجهة بالتنظير من الورم مباشرة. ومع أن ضخامة العقد الرقبية من الأعراض الباكرة؛ إلا أنه لا تُجرى خزعة لهذه العقد روتينيًا عند التشخيص، وذلك لأنها قد تُخفض احتمالية الشفاء.
أما تحديد المرحلة؛ فهو سريري، إذ يُبنى على القصة المرضية والفحص السريري بما في ذلك فحص الأعصاب القحفية (الدماغية)، والتحاليل المخبرية، وصورة الصدر البسيطة، وتنظير الأنف والبلعوم، والتصوير الطبقي المحوري أو المرنان للبلعوم الأنفي و قاعدة الجمجمة والعنق.
ويمثل أيضًا الحمض النووي لفيروس EBV-DNA دورًا مهمًا كقيمة إنذارية قبل العلاج وبعده (3) .
العلاج:
يكون أساس العلاج شعاعيًا وكيميائيًا. ولا يلجأ الطبيب إلى لجراحة عادة بسبب الموقع التشريحي المميز للورم؛ والذي يجعل التداخل الجراحي عليه صعبًا.
والعلاج المفضل هو العلاج الشعاعي، وتختلف حساسية الورم للأشعة باختلاف درجة تمايزه. وتجرى جلسات قصيرة عدة مرات أسبوعيًا، وهو علاج غير مؤلم؛ لكنه قد يسبب جفافًا في الفم و تساقطًا في الشعر.
أما العلاج الكيماوي، فهو يستخدم للحالات الأكثر تقدمًا؛ إذ يعطى وريديًا مرة كل 3-4 أسابيع، ويعتبر العقم من الآثار الجانبية الرئيسية للعلاج الكيميائي. ويمكن اللجوء أيضًا إلى العلاجات المناعية، وهي من العلاجات الحديثة التي أحرزت تقدمًا كبيرًا في علاج الورم الناكس والمنتشر، ويُعتقد أن لها مستقبلًا واعدًا (2,5).
المصادر: