الطب > معلومة سريعة
زنار النار (الحلأ النطاقي) Shingles
الحلأ النطاقي Herpes Zoster أو ما يُطلق عليه بالعامية (زنار النار Shingles): هو إعادة تفعيل لعدوى فيروسية كامنة ناجمة عن فيروس الحماق النطاقي (varicella zoster virus (VZV، وهو الفيروس المسبب لجدري الماء نفسه؛ بعد الإصابة بجدري الماء في الطفولة تستقر بعض جزيئات الفيروس في الخلايا العصبية للعقد الحسية (مجموعة من الخلايا العصبية التي تربط الحس المحيطي والجهاز العصبي المركزي)، وتحتوي هذه الخلايا على ألياف عصبية تعصب الجلد وتنقل المعلومات إلى الدماغ عما يشعر به الجسم من حرارة وبرودة ولمس وألم، ويبقى الفيروس كامنًا ضمن هذه الخلايا سنوات عديدة، ولكن قد يُعاد تنشيط هذا الفيروس ليصبح على أهبة للهجوم مرة أخرى في وقت لاحق من الحياة، وعندما ينشط، فإنه ينتشر عبر الألياف العصبية الطويلة التي تمتد من هذه الخلايا الحسية إلى الجلد، فيندلع الطفح الجلدي، لذا لا يمكن حدوث الحلأ النطاقي إلا إذا كان الشخص قد تعرض لجدري الماء سابقًا، وتجدر الإشارة إلى أن فيروس VZV ينتمي إلى مجموعة من الفيروسات تُسمى فيروسات الهربس herpesviruses (1).
لمزيد من المعلومات عن هذه الفيروسات إليكم الرابط الآتي: هنا;
يتظاهر الحلأ النطاقي بطفح جلدي أحمر يبدأ بعد أيام قليلة من الإحساس بالألم ويكون على شكل شريط من البثور يحيط بالجانب الأيمن أو الأيسر من الجذع، وقد يظهر حول عين واحدة أو على جانب واحد من الرقبة أو الوجه، ويعاني المريض في منطقة الطفح ألمًا وحكة وشعورًا بالحرق أو التنميل أو الوخز، إضافة إلى حساسية تجاه اللمس، وتكون البثور مملوءة بسوائل تنفتح ويتكون فوقها قشور.
عادة ما يكون الألم أول الأعراض، وقد يعاني بعض الأشخاص الألم من دون الإصابة بالطفح.
يمكن لأي شخص سبق أن أُصيب بجدري الماء أن يصاب بالحلأ النطاقي، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين قد يزداد لديهم خطر الإصابة؛ كالأشخاص فوق الـ50 عامًا، والمصابين بأمراض تضعف الجهاز المناعي كالإيدز والسرطان، والخاضعين للعلاجات الشعاعية أو الكيمياوية، والمرضى الذين يتناولون بعض الأدوية كما في الاستخدام المطول للستيروئيدات (2).
المضاعفات الأكثر شيوعًا للحلأ هي آلام الأعصاب الطويلة الأمد التي تُسمى بالألم العصبي التالي للهربس postherpetic neuralgia (PHN، إذ يحدث في المناطق التي ظهر فيها الطفح، ويمكن أن يستمر أشهرًا أو سنوات بعد اختفاء الطفح، وقد يكون الألم الناتج عن PHN شديدًا ومضنيًا لدرجة أنه يتعارض مع الحياة اليومية، وقد يؤدي الحلأ إلى مضاعفات خطيرة أخرى أيضًا تشمل العين -بما في ذلك العمى- وفي حالات نادرة جدًّا، وكذلك يمكن أن يؤدي إلى التهاب رئوي، ومشكلات في السمع، والتهاب الدماغ، أو الموت.
إن الحلأ النطاقي مُعْدٍ، فالاتصال المباشر بالسائل الناتج عن البثور يمكن أن ينقل فيروس VZV إلى الأشخاص الذين لم يُصابوا بجدري الماء قط، وإذا حدثت العدوى بالفعل فإنهم سيُصابون بجدري الماء وليس الحلأ النطاقي، ومن ثم قد يُصابون بالحلأ النطاقي في وقت لاحق من الحياة.
لمنع انتشار فيروس VZV يجب تغطية الطفح وتجنب لمسه أو حكه، وغسل اليدين جيدًا، وتجنب الاتصال بالحوامل اللواتي لم يسبق لهن الإصابة بجدري الماء والخُدَّج، والأشخاص الذين يعانون ضعفًا في جهاز المناعة (3).
لا يوجد حاليًّا علاج للحلأ النطاقي، ولكن يمكن تقليل حدة النوبات وجعلها أقصر باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير أو فالاسيكلوفير، ويفضل البدء بالمعالجة الدوائية بأسرع وقت ممكن من بدء الأعراض.
يقلل العلاج المبكر من شدة الألم، ويساعد على تجفيف البثور أسرع، ويمكن أن تقلل الأدوية من خطر الإصابة بـ PHN، ومن العلاجات الأخرى الممكنة الكورتيكوستيروئيدات المضادة للالتهابات مثل بريدنيزون.
وينبغي أن يحاول الأشخاص المصابون الاسترخاء وتقليل التوتر، وكذلك تناول وجبات متوازنة وأداء تمارين لطيفة كالمشي للحفاظ على النشاط والتوقف عن التفكير بالألم، وقد يُساعد وضع منشفة باردة ورطبة على البثور على تجفيفها أسرع وتخفيف الألم، ولا بد من الحفاظ على نظافة المنطقة المصابة لتجنب حدوث عدوى بكتيرية ثانوية (1).
المصادر: