السمك يزيد معدل الكوليسترول الجيد

كما هو معروف ينقسم الكوليسترول إلى الكوليسترول "الضار" LDL (Low-density lipoprotein ) والكوليسترول "الجيد" HDL (High-density lipoproteins). كما أن استهلاك الأسماك مفيدٌ للصحة، إلا أن الآلية التي تعمل بها الدهون والمغذيات المفيدة الأخرى الموجودة في السمك داخل جسم الإنسان ليست معروفة تماماً. إلا أنّه وبحسب دراسة في جامعة شرق فنلندا فإنّ زيادة تناول الأسماك الدهنية يزيد عدد الجزيئات الكبيرة من البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL.

قدمت هذه الدراسة معلوماتٍ جديدة عن كيفية تأثير استهلاك الأسماك على كثافة وحجم دهون البروتينات الدهنية والتي تقوم بنقل الدهون في الدم. حيث اتضح أن تناول كميات أعلى من السمك يزيد عدد الجزيئات الكبيرة من HDL والدهون التي تحتويها. وقد أظهرت الدراسات فعاليّة الكوليسترول HDL - المعروف أيضاً باسم الكوليسترول الجيد – والجزيئات الكبيرة من HDL في التخلص من الكوليسترول الإضافي على جدران الشرايين.

لقدارتبطت الجزيئات الكبيرة من HDL مع انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك على عكس الجزيئات الصغيرة من HDL.

ولوحظت التغييرات الإيجابية في استقلاب الشحوم عند الأشخاص الذين زاد تناولهم للأسماك، أي عند الأشخاص الذين يتناولون وجبات الأسماك 3-4 مرات في الأسبوع على الأقل. - تناول المشاركون في الدراسة الأسماك الدهنية مثل السلمون والسلمون المرقط والسمك المملح والسمك الأبيض الأوروبي بدون إضافة الزبدة أو القشدة في إعداد الأسماك-.

ولكن لم تعط هذه الدراسة الإجابة على ما إذا كان للأسماك منخفضة الدهون مثل سمك الزندر والسمك النهري تأثيراً مماثلاً على المشاركين في الدراسة، إلا أنّ دراسة سابقة أجريت في نفس الجامعة تُشير أنّه قد يكون للسمك قليل الدسم فوائد صحيةً أخرى مثل خفضِ ضغط الدم.

يوضح أحد الباحثون المشاركون في هذه الدراسة: "يجب على الأشخاص ألا يخدعوا أنفسهم بالتقليل من أهمية النظام الغذائي إذا ما كانت مستويات الدهون لديهم جيدة، فالأمور أكثر تعقيداً من ذلك. تبقى الدهون النباتية اللينة والأسماك ضمن الأطعمة المفضلة في كل الحالات"

ومع ذلك، يؤكد الباحثون على أهمية الطريقة الغذائية في علاج ارتفاع مستوى الكوليسترول الكلي و الكوليسترول الضار LDL.

توافقت نتائج البحث مع توصيات التغذية الفنلندية التي تشجع الناس على التقليل من استهلاك اللحوم الحمراء وزيادة استهلاك الأسماك والأطعمة البحرية الأخرى.

ستكون المزيد من المعلومات عن الآثار الصحية للأسماك متاحةً في المستقبل القريب كنتائج لمشروع Alfakala في معهد جامعة شرق فنلندا للصحة العامة والتغذية السريرية. تأخذ الدراسة نهجاً أكثر تفصيلاً في الآثار الصحية للأسماك والأحماض الدهنية أوميغا 3 المشتقة من النباتات، كما تدرس الآثار الصحية للأسماك الدهنية والأسماك قليلة الدسم .

وفي النهاية لابدّ من ذكر أنّ هذه الدراسة تمت باستخدام الطريقة الأيضية، مما يتيح على سبيل المثال إعطاء تحليل مفصل جداً لجزيئات البروتين الدهني. أجريت التحاليل من قبل مختبر الجامعة بواسطة الرنين النووي المغناطيسي(Nuclear magnetic resonance) NMR

المصدر: هنا