الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
خل البلسميك ماذا يخبئ لنا اسمه الغريب؟
يُضاف خل البلسميك إلى وصفات الغذائية عدة، وقد ذاع صيته منذ زمن بعيد بسبب طعمه المميز وفعاليته المُحتمَلة في تعقيم الأغذية والأسطح وعلاج بعض المشكلات الهضمية، فكيف يُصنع خل البلسميك؟ وما صحة الادعاءات المتعلقة به؟ لنتابع معًا.
تُطلَق كلمة (Balsamic) على أنواع الخل والصلصات ذات الطعم الحلو المائل إلى الحامض. ويعود أصل خل البلسميك التقليدي إلى مدينة Modena الإيطالية، ويُحضَّر من أحد أنواع العنب الأبيض المُسمّى (Trebbiano)؛ يُحصد في نهاية موسمه ثم يُعرَّض لتخمير وتركيز بطيء في براميل خشبية، ويُعتَّق أكثر من عشر سنوات، في حين يُكتفى بعدة أشهر عند تصنيع النوع التجاري من خل البلسميك (1,2).
القيمة الغذائية لخل البلسميك:
تُشكّل كل من سكريات الغلوكوز والفركتوز المكونات الرئيسة لخل البلسميك، إضافةً إلى وجود المركبات الفينولية مثل التانينات المسؤولة عن إعطاء المُنتَج النهائي لونه المميز (2). ويحتوي كوب واحد من خل البلسميك 224,39 سعرة حرارية؛ مصدرها الكربوهيدرات والسكريات والبروتين، والتي تشغل 43,42 غ و38,12 غ و1,25 غ من وزنه على الترتيب. ولا يحمل أيّ نوعٍ من الدهون، إلا أنه غني بالمعادن مثل الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والمغنيزيوم والنحاس والصوديوم، وبدرجةٍ أقل الحديد والسيلينيوم والزنك (3).
الفوائد الصحية لخل البلسميك:
يحتوي خل البلسميك حمض الخل بتركيز 6%؛ وهو ما يتجاوز قليلاً تركيز الحمض في خل التفاح والأنواع الأخرى. وهذا ما دفع الأطباء منذ القِدَم إلى استخدامه في علاج أمراض عدة، وتشير الدراسات الحديثة إلى فعاليته المُحتمَلة في الحالات الصحية الآتية:
1- محاربة البكتيريا:
تقترح الأبحاث وجود فعالية مضادة للبكتيريا الضارة الموجودة في الخضار الورقية مثل الخس والجرجير عند إضافة خل البلسميك إليها بفضل محتواه من حمض الخل (1).
2- خفض كوليسترول الدم:
يعد خل البلسميك خيارًا ممتازًا للأشخاص الذين يحاولون الحفاظ على نسبة الكوليسترول في دمهم أو خفضها، وذلك بفضل احتوائه مضادات أكسدة تستهدف الخلايا الضارة التي ترفع مستوى الكوليسترول السيّئ (LDL)، مما يسهم في حماية الشرايين من حدوث الانسدادات (4,5).
3- تحسين عملية الهضم:
يحتوي حمض الخل الموجود في خل البلسميك سلاسل من بكتيريا البروبيوتيك التي تحفظ الطعام وتحسّن عملية الهضم وصحة الأمعاء، فضلًا عن تأثيرها الإيجابي في الجهاز المناعي (4,5).
4- خسارة الوزن الزائد:
إن وجود مركبات البروبيوتيك التي تعطي الشعور بالشبع في تركيب خل البلسميك وانعدام محتواه من الدهون يجعل منه إضافةً جيدةً للأشخاص الذين يخططون لخسارة الوزن الزائد، وتشير بعض الأبحاث إلى احتمالية تناول الشخص سعرات حرارية أقل على مدار اليوم في حال إضافة الخل إلى الوجبة الصباحية (4,5).
5- دعم جهاز الدوران:
تؤثر إضافة (1-2) ملعقة شاي من خل البلسميك إلى الطعام بانتظام في خفض ضغط الدم المرتفع، وخاصة إذا استعضنا بالخل عن الإضافات الدهنية مثل الزيت والزبدة، فضلًا عن احتوائه مركبات تدعى البوليفينولات يُعتقد بأنها صديقة للجهاز القلبي الوعائي، وتشير الأبحاث إلى دور العنب -المادة الأساسية فيه- في منع التصاق الصفيحات الدموية داخل الشرايين، وبذلك الوقاية من أمراض القلب (4,5).
6- المحافظة على نضارة البشرة:
قد يسهم تناول خل البلسميك بانتظام في إعطاء البشرة مظهر أكثر نقاءً ولمعانًا بفضل محتواه من حمض الخل والمواد المضادة للأكسدة والبكتيريا (4,5).
7- تخفيف الاحتقان الأنفي:
قد تفيد إضافة بضع قطرات من خل البلسميك إلى الماء المغلي واستنشاق بخاره في تسكين الألم الناتج عن احتقان الأنف (5).
8- تقليل الحموضة المعديّة:
قد يقلل حمض البلسميك من الارتجاع الحمضي المزعج لدى بعض المرضى، في حين يزيد الأعراض لدى آخرين، لذلك من الأفضل تجربة كميات قليلة في البداية ومراقبة الأعراض اللاحقة لتناوله (5).
9- ضبط سكر الدم:
يُعتقد أن للخل دورٌ في الحد من ارتفاعات غلوكوز الدم لدى مرضى السكري من النمط الثاني، إذ تقترح دراسةٌ شملت عيّنة صغيرة من المرضى بأن تناول خل البلسميك باعتدال قبل الوجبة يساعد على ضبط نسبة السكر في الدم (1). ومن جهةٍ أخرى؛ أشارت مراجعة عام 2006 إلى أنه نتج عن تناول مرضى السكري المُقاومين للأنسولين خل البلسميك استقرار نسبة سكر الدم لما يقارب الخمس ساعات (4,5). وقد أُجريَت دراسةٌ على الفئران قُسّمت إلى أربع مجموعات، قُدِّم لنصفها حمية عادية ولنصفها الآخر حمية مرتفعة المحتوى من الدهون مع إضافة الماء العادي أو خل البلسميك المخفف لكلا الحالتين مدة 4 أسابيع، ثم أُجريَ اختبار الغلوكوز الفموي بعد صيام (13-15) ساعة، فلوحِظ أن تناول خل البلسميك حسّن مستويات غلوكوز المصل بعد مرور 60 دقيقة و120 دقيقة سواءً تناول الفئران حمية عادية أو غنية بالدهون، في حين تناقص مستوى الغلوكوز لدى المجموعة التي تناولت حمية مرتفعة الدهون إلى مستواه نفسه لدى المجموعة التي تناولت حمية عادية بعد مرور ساعتين من الاختبار، وأظهرت المجموعة الخاضعة لحمية مرتفعة الدهون بوجود خل البلسميك معدل غلوكوز أقل مقارنةً بالمجموعة الخاضعة للحمية نفسها، لكن مع وجود الماء. وتقترح الدراسة قدرة خل البلسميك على معادلة ارتفاع سكر الدم الناتج عن ارتفاع الكوليسترول عن طريق زيادة إفراز الإنسولين، إذ يؤدي تراكم الكوليسترول داخل خلايا بيتا البنكرياسية دورًا رئيسًا في تعطيل وظيفتها وبذلك الإسهام في ظهور داء السكري من النمط الثاني (6).
الآثار الجانبية المُحتمَلة لتناول خل البلسميك:
قد يسبب المحتوى الحمضيّ لخل البلسميك مشكلات صحية مثل تآكُل ميناء الأسنان (1) وحرقة المعدة في حال الإفراط في تناوله (1,5)، وقد يؤذي تناول الخل دون تمديد الحنجرةَ والمريء (4,5)، لذا يُنصَح بعدم تجاوز ملعقتي طعام منه يوميًّا (5).
بعد أن تعرفتَ عزيزي القارئ ما هو خل البلسميك وفوائده؛ لا بأس من تجربته إن أمكن، ولكن تذكّر تناوله باعتدال فالحاجة إلى مزيد من الدراسات لا تزال قائمةً، ومن البديهيّ أن تناول الخل لا يُغني عن اتباع إرشادات الطبيب ولا يحلّ محلّ أي دواء.
المصادر: