الفلسفة وعلم الاجتماع > مصطلحات
التماثل - Analogy
يُعدُّ «التماثل - Analogy» مقارنةً بين شيئين أو سلستين من الأشياء التي تسلِّط الضوء على الجوانب التي يُعتقَد أنها متشابهةٌ (1)، ولا تكون «المماثلة» إلا بين المتفقيْن في الكيفية والنوعية، وبذلك يسد الشيئان المتماثلان مسد بعضهما في الأحكام (2)، كأن نقول: "إن التطور التكنولوجي يشابه التطور البيولوجي في بعض الجوانب".
وأما «الاستدلال التماثلي - Analogical Reasoning»؛ فهو أي نوعٍ من أنواع التفكير التي تعتمد على تماثلٍ من نوعٍ ما، وبهذا يكون ما يُعرَف بـ«الحجة التماثلية - Analogical Argument» عبارةً عن تمثيلٍ صريحٍ لشكلٍ من أشكال ذلك «الاستدلال التماثلي»، إذ يُستدَل بأوجه التشابه المسلَّم بها بين سلسلتين من أجل دعم الاستنتاج القائم على وجود أوجه تشابهٍ أخرى، كأن نقول: "إنه يمكن أن يكون هنالك حياةٌ على كوكب المريخ بما أنه ثبت احتواؤُه المياهَ كما في كوكب الأرض؛ ولذا لا بد من وجود حياةٍ عليه كما هي موجودةٌ على سطح الأرض"، وتندرج مثل هذه الحجج بصورةٍ عامةٍ -ولكن ليس دائما- تحت فئة «الاستدلال التوسعي - Ampliative Reasoning»؛ ذلك لأن استنتاجاته لا تتَّسم باليقينيِّة، بل تكتفي فقط بالاستعانة بدرجاتٍ متفاوتةٍ من القوة، ومع ذلك؛ فإن التوصيف الصحيح للحجج التناظرية يظل موضوعًا خاضعًا للنقاش (1).
ويكون «التماثل بالتناسب - Analogy of Attribution» عبارةً عن تشارك شيئين أو ذاتين مختلفتين في الماهية لصفةٍ ما، على أن مثل هذه المشاركة في الصفة تختلف تبعًا لماهية كلٍّ منهما (3)، مثل اليد عند الإنسان والجناح لدى الطير.
وإنَّ قدرًا كبيرًا من معرفتنا قائمٌ على إدراك التشابه بين الأشياء، ومن ثم تصنيفها ضمن فئاتٍ محددة، فينتقل بذلك من الخاص إلى العام كـ«القياس القضائي» الذي يُطبَّق على سابقةٍ أو سوابقَ قضائيةٍ لوجود تشابهٍ مع القضية الراهنة، ولا نبالغ إن قلنا: "إنَّ كل صور الاستدلال وإعمال العقل إلى جانب جميع أنواع الإدراك الحسي والذهني تستند إلى قدرتنا على تمييز أوجه التشابه ذات الصلة ومعاينة القواسم المشتركة بين الأشياء، غير أن الأشياء (وكذلك الأحداث والمواقف والتصورات) لا يمكن أن تتماثل بصورةٍ تامة، وإلا لغدت العلاقة بينها علاقة (هُويَّةٍ - Identity) لا مجرد تماثل؛ إذ ثمة نقطةٌ ينهار عندها التماثل دائمًا وتبدأ الاختلافات بالظهور، وهنا يحدث التمادي في التماثل بالتحديد حين لا يوجد تماثل، وإنه لأمرٌ غايةٌ في الخطورة؛ لأن تأثير مثل هذا التماثل الزائف أو المبالغ فيه قد يتمخض عنه استنتاجاتٌ خاطئةٌ (4)، وهو ما سنتحدث عنه في «مغالطة الاستدلال بأوجه التشابه».
المصادر: