الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
بدائل الحليب... دور حليب اللوز في الصحة والتغذية
حليب اللوز هو أحد أنواع الحليب النباتية الأصل، يمتلك نكهة مميزة وقوامًا كريميَّا لطيفاً يشبه الحليب العادي. يُصنع منزليًّا عن طريق نقع كوب من اللوز في الماء لمدة 8-12 ساعة، وذلك من أجل تسهيل عملية نزع القشرة عنه، ثم يضاف كوب من اللوز المقشور إلى 4 أكواب من الماء في الخلاط حتى الوصول إلى درجة النعومة المطلوبة، ثم يُصفى للتخلص من الشوائب. يؤدي استخدام اللوز المقشور إلى خفض محتوى حليب اللوز من الألياف ومضادات الأكسدة، ولكن؛ قد تُدعَّم بعض الأصناف بالفيتامينات والمعادن وإضافة السكر. ويعتمد تركيز العناصر الغذائية الموجودة في حليب اللوز على كمية اللوز المستخدمة عند التصنيع وكمية الماء المضافة ونسبة المغذيات إن كان الحليب مدعَّمًا (1).
وعلى الرغم من عدم تطابقهما في القيمة الغذائية؛ يعد حليب اللوز بديلًا شائعًا عن حليب البقر بين الأشخاص الخُضريين والمصابين بالحساسية لمشتقات الحليب أو عدم تحمُّل اللاكتوز، ويوضح الجدول الآتي الفروقات بين كوب من حليب اللوز التجاري المُدعَّم مقارنة بالكمية نفسها من حليب البقر المنخفض الدسم (1):
وتلجأ بعض الشركات إلى إضافة بعض المحليات الصناعية إلى حليب اللوز أوتخفيفه بالماء لخفض محتواه من الدهون والسعرات الحرارية له، لذلك يجب قراءة الملصق الغذائي قبل الشراء لأن حليب اللوز -كما لاحظنا- يمتلك محتوى منخفضًا من الكربوهيدرات؛ ما يعني أنه لا يسبب ارتفاعًا في مستوى سكر الدم، لذلك فهو مناسب للأشخاص الذين يعانون مرض السكري أو أولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًّا منخفض الكربوهيدرات (1)، في حين يمتلئ حليب اللوز المحلى بالسكر؛ وقد تزيد كميته على 5 ملاعق صغيرة من السكر في الكوب الواحد أحيانًا (2).
ويُضاف كل من الكالسيوم وفيتامين D إلى حليب اللوز في أثناء التصنيع، لكونه فقيرًا بهما من جهة؛ ولجعله مشابهًا لحليب البقر الطبيعي من جهة أخرى، بحيث يؤمن كل كوب من الحليب التجاري 25% من الاحتياج اليومي من هذا الفيتامين الذي يعاني قرابة نصف البشر من نقصه لأسباب مختلفة، وبهذا يكون خيارًا جيدًا للوقاية من هشاشة العظام والكسور، أما حليب اللوز المنزلي الصنع فهو خال من فيتامين D. كذلك؛ يعد حليب اللوز خيارًا جيدًا للأشخاص الراغبين بالحد من مدخول البوتاسيوم والفوسفور بسبب أمراض الكلى (باستثناء مرضى حصى الكلية)؛ إذ إن كمياتهما فيه أقل من حليب الأبقار، ويُشترط هنا قراءة المعلومات الغذائية للعبوة لأن بعض الشركات قد تُدعِّمه بهذه المركبات (1,3).
ويتميز حليب اللوز بمحتواه الجيد من فيتامين E الضروري لصحة العين والبشرة والعظام والدماغ أيضًا؛ فهو يقلل خطر الإصابة بمرض آلزهايمر، وقد يبطئ من تطوره لدى المصابين به ويحسن المهارات العقلية، إضافة إلى أنه يعمل مع المركبات النباتية الحيوية مثل البوليفينولات ذات الخصائص المضاد للأكسدة والالتهاب (1,3).
ويُذكَر أن حليب اللوز يحتوي نسبًا بسيطة من مواد أخرى عدة مثل الصوديوم والزنك والنحاس، وفيتامينات A وC وبعض فيتامينات المجموعة B، والفلوريد والكولين والفولات والريتينول (4).
من جهةٍ أخرى، تُشكِّل الزيوت 1% من وزن حليب اللوز، 90% منها عبارة عن دهون غير مشبعة. وقد بيَّنت دراسة على مجموعة بالغين أصحّاء أن استهلاك 66 غ من اللوز أو زيت اللوز يوميًّا لمدة 6 أسابيع قد قلل نسبة الكوليسترول السيء (LDL) بنسبة 6% والشحوم الثلاثية بنسبة 14% ورفع الكوليسترول الجيد بنسبة 6%؛ الأمر الذي يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب (1,3).
بعد سرد إيجابيات تناول حليب اللوز لا بد أن نشير إلى بعض المآخذ عليه وهي:
- لا يستطيع الأشخاص المعرضون للإصابة بحصيات الكلى تناول حليب اللوز المُصنَّع منزليًّا بكميات كبيرة؛ وذلك بسبب محتواه المرتفع من أوكسالات الكالسيوم (1).
- يفقد حليب اللوز التجاري معظم محتواه من الألياف ومضادات الأكسدة في أثناء التقشير والتصفية (1).
- لا يعد حليب اللوز بديلًا عن حليب البقر عند الأطفال الرُّضع (بعد عمر السنة) لافتقاره إلى العديد من المغذيات الضرورية للنمو والتطور، إضافة إلى أنَّ جسم الإنسان لا يستطيع امتصاص بعض المعادن الموجودة فيه بكفاءة امتصاص حليب البقر نفسها؛ وذلك بسبب احتواءه على حمض الفايتيك الذي يقلل امتصاص الزنك والمغنزيوم والحديد (1).
- يعد حليب اللوز فقيرًا بالبروتين بخلاف أغلب الأطعمة النباتية مثل العدس والبقوليات والتوفو والمكسرات والبذور؛ إذ يحتوي الكوب الواحد (240 مل) منه على 1غ من البروتين فقط، في حين يحتوي كوب حليب الصويا على 7غ وكوب حليب البقر 8غ (2).
- يضاف إلى حليب اللوز المصنع تجاريًّا مواد حافظة لإطالة فترة الصلاحية، وبعض المنكهات والمحليات ومثخنات القوام (2).
- لا يناسب حليب اللوز الأشخاص الحساسين للمكسرات (2).
يبدو حليب اللوز مشروبًا يستحق التجربة؛ فهو سهل التحضير وقابل للاستخدام في وصفات غذائية عدة، إضافة إلى أنه يُحفظ في الثلاجة لعدة أيام، إذًا لا بأس من الاستمتاع بتناوله بين الحين والآخر عزيزي المتابع، أما إن كنت تنوي الاعتماد عليه؛ فلا تنسى اختيار الأصناف المدعمة وإضافة مصادر بروتين متنوعة إلى حميتك اليومية.
المصادر:
2- Is Almond Milk Healthy? Nutrition, Benefits, and Downsides [Internet]. Healthline. 2019 [cited 3 September 2020]. Available from: هنا
3- 9 Science-Based Health Benefits of Almond Milk [Internet]. Healthline. 2017 [cited 4 September 2020]. Available from: هنا
4- [Internet]. 2020 [cited 25 December 2020]. Available from: هنا