العنف ضد النساء

يشمل التعرُّض لـ«العنف القائم على الجندر - Gender-Based Violence» النساءَ والرجالَ معًا، ولكن نتيجة العلاقات غير متساوية القوة بينهما وفرض تبعية المرأة للرجل في العديد من المجتمعات؛ فإننا نرى أن هذا النوع من العنف مُوجَّهٌ تحديدًا ضد النساء، ويُعرَّف «العنف ضد النساء - Violence Against Women» بحسب منظمة الصحة العالمية بأنه: "أي فعلٍ عامٍّ أو خاصٍّ من أفعال العنف ينتج عنه أذًى جسديٌّ أو جنسيٌّ أو نفسي، بما في ذلك التهديد بهذه الأفعال والتخويف والمعاناة والإكراه والحرمان من الحرية" وينتج هذا العنف من القوة والسلطة اللتان تُعطَيان من الصور النمطية للرجل والمرأة في المجتمع (1).

وواصل باحثون التحقيقَ في الأسباب الجذرية التي تدفع شخصًا إلى استخدام العنف ضد شخصٍ آخر، فكانت النتائج نفسيةً لكسب السلطة والحفاظ عليها.

ونرى أنَّ «العنف المنزلي - Domestic Violence» هو السبب الرئيس لإصابات النساء حول العالم؛ إذ يحدث بتكرارٍ أكبر من حوادث السيارات والسرقة، على الصعيد العالمي تتعرض واحدةٌ من كل ثلاث نساءٍ للعنف الجسدي أو الجنسي من قِبَلِ الشريك، وأهمية التدخل للحد من العنف المنزلي طارئةٌ لانتقال تأثيره بين الأجيال؛ إذ أظهرت الدراسات أن مشاهدة العنف بين واحدٍ من الوالديْن ومقدمي الرعاية هي واحدةٌ من أقوى عوامل الخطر لنقل سلوك التعنيف من جيلٍ إلى آخر، وسببٌ ليصبح الأطفال أكثر عرضةً لاستخدام العنف المنزلي بمرَّتين عندما يصبحون كبارًا (2).

وذكرت (هيئة الأمم المتحدة للمرأة - UN Women) بأن الوقاية ومعالجة الأسباب الجذرية والهيكلية وعوامل الخطر والحماية المرتبطة بالعنف هي أمرٌ محوريٌّ للقضاء على العنف ضد النساء عمومًا، وتشمل الوقايةُ إيقافَ العنف قبل أن يحدث حتى، وهذا يتطلب تنفيذ قوانين المساواة الجندرية والاستثمار في المنظمات النسائية والتصدي لأشكال التمييز المتعددة التي تواجهها المرأة يوميًا (3).

ما هي الحلول الممكنة للحد من العنف ومنعه؟!

إن تعزيز المساواة الجندرية جزءٌ حاسمٌ في منع العنف، إضافةً إلى تعزيز المبادرات المدرسية لوضع حدٍّ للعنف ضد المرأة مما يساهم في تثقيف الأطفال واليافعين منذ الصغر لأنها تعالج المعايير قبل أن تصبح متأصلةً في الأطفال والمراهقين، وإقامة المبادرات المجتمعية التي تعزز إشراك الرجال والنساء مع بعضهم، ويمكن للتدخلات الإعلامية أن تغير المعايير الجندرية المُتعارَف عليها وتعزز حقوق المرأة أيضًا (1).

المصادر: