الطب > مقالات طبية
الدم ومكوناته
يبلغ متوسط حجم الدم في جسم الإنسان البالغ أكثر من 5 لترات، وللدم وظائف كثيرة ومهمة؛ كنقل الأوكسجين والمواد المغذية إلى الخلايا الحية وإزالة فضلاتها. ويحتوي الدم على الصفيحات الدموية أيضًا، وهي تسهم في تشكل سدادة ضمن الأوعية الدموية المتأذية لمنع خسارة الدم من الجسم. ويتمكن الدم من التكيف مع احتياجات الجسم؛ فعند ممارسة الرياضة يعمل القلب بسرعة وبقوة أكبر لتوفير مزيد من الدم، وبذلك توفير مزيد من الأوكسجين للعضلات، وفي حال حدوث الالتهاب؛ يوصل الدم مزيدًا من الخلايا المناعية إلى موقع الإصابة، فتتراكم للدفاع عن الجسم ضد الأجسام الأجنبية؛ هذه الوظائف السابقة الذكر كلّها تجعل الدم سائلًا ثمينًا.
وسنتحدث فيما يأتي عن مكونات الدم:
إذا تُرك أنبوب اختبار يحتوي على دم مدة نصف ساعة، سينقسم الدم إلى ثلاث طبقات، إذ تترسب المكونات الأكثر كثافة في قاع الأنبوب ويطفو السائل في الأعلى.
يدعى السائل ذو اللون القشي الذي يشكل الطبقة العليا بالبلازما، ويشكل قرابة 60٪ من الدم، وأما الطبقة الوسطى ضمن الأنبوب فتتكون من كريات الدم البيضاء (WBCs) والصفيحات الدموية، وأما الطبقة الحمراء السفلية فهي مكونة من كريات الدم الحمراء (RBCs)، وتشكل الطبقتان الوسطى والسفلية من الخلايا قرابة 40٪ من الدم (1).
ومثلما ذكرنا؛ نحصل على البلازما عن طريق فصل الجزء السائل من الدم عن الخلايا، وتؤدي البلازما وظائف مهمة عدّة في الجسم، وعلى الرغم من أن الماء يكوّن قرابة 92٪ من حجمها، فإنها تحوي مواد أخرى عدّة؛ بما فيها قرابة 7٪ بروتينات حيوية مثل الألبومين وغاما غلوبيولين والعامل المضاد للناعور، وتحوي 1٪ أملاح معدنية وسكريات ودهون وهرمونات وفيتامينات.
تساعد البلازما على الحفاظ على ضغط دم وحجم دم مقبولَين، وتزود الجسم بالبروتينات المهمة لتخثر الدم وللمناعة، وتحمل الشوارد مثل الصوديوم والبوتاسيوم إلى العضلات، وتساعد على الحفاظ على التوازن الحمضي القاعدي (PH) في الجسم، وهو أمر بالغ الأهمية لتُجري الخلايا وظائفها (2).
وفيما يخص الصفيحات الدموية؛ فهي بعكس خلايا الدم الحمراء والبيضاء؛ أي إنها ليست خلايا في الواقع (3)، بل شظايا غير منتظمة الشكل من الخلايا، تجول في الدم حتى تُفعّل لتشكيل خثرة دموية، وتبقى في الدوران مدة 9 أيام تقريبًا حتى تُزال في نهاية فترة حياتها من الدورة الدموية بواسطة الطحال (1).
تساعد الصفيحات الدموية على عملية تخثر الدم عن طريق التجمع في موقع الإصابة، والالتصاق ببطانة الأوعية الدموية المصابة، ومن ثم تشكيل طبقة يمكن أن يحدث عليها تخثر الدم، وينتج عما سبق تكوين خثرة الفيبرين التي تغطي الجرح وتمنع الدم من التسرب خارج الجسم.
يمكن أن يؤدي ازدياد عدد الصفيحات الدموية إلى حدوث تخثر غير ضروري، مما قد يؤدي إلى حدوث السكتات الدماغية والنوبات القلبية، وعلى العكس من ذلك؛ فمن الممكن أن يؤدي العدد الأقل من الطبيعي للصفيحات الدموية إلى حدوث نزيف شديد (3).
المصادر: