التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
ما هو القساح"priapism"?
يحدث الانتصاب في أغلب الأحوال عندما يثار الذكر جنسيًّا، إذ تتوسع مجموعة من الشرايين الحوضية لتوصل مزيدًا من الدم إلى الأنسجة الإسفنجية في جسم القضيب، وفي الوقت عينه؛ تنغلق صمامات الأوردة في المنطقة التشريحية نفسها، حابسًة الدم في جيوب القضيب الدموية، مما يحافظ على الانتصاب فعالًا خلال النشاط الجنسي، وحالما تنتهي الإثارة الجنسية؛ تعود الصمامات لوضعها السابق لتؤمن تدفق الدم بالاتجاه المعاكس لما سبق، مما يؤدي بالنتيجة إلى عودةِ القضيب إلى الحالة المعتادة.. (1,2).
هنا نستطيع تعريف القساح بأنَّه: حالة من الانتصاب -المؤلم في الغالب- المستمر أكثر من 4 ساعات متواصلة دون وجود إثارة جنسية مرافقة للانتصاب. هو حالة طبية ليست شائعة الحدوث (1,2,3)، ويمكن أن تشاهَد عند الذكور في جميع الأعمار حتى عند حديثي الولادة (2) لكن يبقى الأشيع لدى الذكور بعمر الثلاثينيات (1,3).
قبل أن ننتقل إلى الحديث عن أعراض القساح؛ علينا أولًا أن نوضح لكم -أصدقائنا- النمطين الأساسيين للقساح:
نبدأ بالنمط الأول الذي يدعى القساح الإقفاري أو ذا الجريان الدموي المنخفض "low-flow or ischemic priapism": هنا يحتبس الدم ضمن الجيوب الدموية للقضيب نتيجة وجودِ عائق أمام عودته نحو الدوران الجهازي، وهو النمط الأشيع من القساح (2,3).
أما النمط الثاني فهو القساح اللاإقفاري أو ذو الجريان الدموي العالي "High-flow or non-ischemic priapism" الذي يُعدُّ أقل شيوعًا من سابقه وأقل إيلامًا عادةً، ويحدث عندما يتعرض القضيب أو العجان Perineum (المنطقة التشريحية الممتدة بين الصفن وفتحة الشرج) لرضٍّ أو أذيةٍ ما تسبب تمزق أحد الشرايين التي تزود القضيب بالدوران الدموي المناسب (2,3).
يتظاهر النمطان بأعراض سريرية تتشابه بين النمطين ويختلف بعضها عن الآخر، إذ يتشارك النمطان بحدوث انتصاب أكثر من 4 ساعات متواصلة غير مترافق مع حدوث إثارة جنسية أو نشاطٍ جنسي، ويأتي ذلك الانتصاب في النمط الإقفاري على شكل قساوة في جسم القضيب ورخاوة في منطقة الحشفة مع إيلام متزايد الشدة تدريجيًّا، في حين يكون الانتصاب في النمط اللاإقفاري أقل إيلامًا وقساوةً من النمط السابق (1,3).
وتُعدُّ الاضطرابات الدموية الموروثة المترافقة مع أشكال غير نمطية من الكريات الحمر "فقر الدم المنجلي Sickle cell anemia" من أشيع أسباب القساح عند الذكور التي تحدث فيها هجمات متكررة من الانتصاب المستمر نتيجة انسداد الأوعية الدموية بالكريات الحمر المنجلية الشكل "نمط إقفاري" (3). يعاني قرابة 42% من الذكور المصابين بفقر الدم المنجلي هجمةً واحدة على الأقل من القساح في فترةٍ ما من حياتهم (1)، ويُعدُّ فقر الدم المنجلي السبب الأشيع لحدوث القساح عند الأطفال (3).
من الاضطرابات الدموية الأخرى المسببة للقساح نذكر:
- ابيضاضات الدم Leukemia"
- التلاسيميا "Thalassemia"
- الورم النقوي المتعدد "Multiple Myeloma" وغيرها... (3) .
ومن الشائع حدوث القساح عند تناول أنواع معينة من الأدوية منها (1,2,3):
- بعض أصناف الأدوية المضادة للاكتئاب.
- الأدوية المستخدمة في حالات ضعف الانتصاب خصوصًا تلك التي تحقن مباشرة في القضيب مثل: alprostadil, papaverine, phentolamine وغيرها (3).
- الأدوية المستخدمة في علاج اضطرابات القلق والاضطرابات الذهانية (الاضطرابات النفسية).
- المميعات الدموية مثل الهيبارين heparin والوارفارين warfarin.
- العلاج الهرموني بالتستوسترون أو الهرمون المطلق لموجهة الأقناد gonadotropin-releasing hormone (3).
- الأدوية المستخدمة في اضطراب فرط الحركية/نقص الانتباه (ADHD) مثل الأتموكسيتين atomoxetin.
إضافة إلى الأسباب الدوائية، تُعدُّ رضوض النخاع الشوكي ورضوض المنطقة التناسلية من الأسباب الشائعة لحدوث القساح من النمط اللاإقفاري "عالي الجريان" (2)، ومن الأسباب الأخرى نذكر (1,2,3):
- التسمم بأحادي أكسيد الكربون.
- تناول المشروبات الكحولية والقنب الهندي (الماريجوانا) والكوكايين وغيرها من المخدرات يسبب قساح من النمط الإقفاري (3).
- سرطانات القضيب.
- الاضطرابات الاستقلابية (مثل النقرس Gout) والاضطرابات العصبية (مثل السفلس).
- لدغات أنواع معينة من العناكب والعقارب فد تسبب قساحًا أيضًا.
وتكمن خطورة القساح "خصوصًا النمط الإقفاري منه" في أن الدم المحتبس ضمن أنسجة القضيب يكون فقيرًا بالأكسجين، ومع استمرار الانتصاب فترات طويلة يمكن أن يسبب هذا الدم المحتبس تخريبًا في أنسجة القضيب.. لذلك، فإن حالات القساح غير المعالجة ممكن أن تسبب ضعف انتصاب مزمن (3).
وهو ما يؤكد ضرورة مراجعة الطبيب المختص في حال كان يعاني المريض نوبات متكررة من الانتصاب المؤلم والمطول دون وجود إثارة جنسية مسببة للانتصاب، إذ يأتي دور الطبيب المعالِج في كشف المسببات ووضع الخطة العلاجية المناسبة سواء الجراحية منها أو الدوائية أو الاثنين معًا (1,2,3) ..
أما فيما يتعلق بطرائق تشخيص القساح ومعالجته، فللحديث تتمة في مقالٍ قادم فكونوا بالانتظار...
المصادر:
1-1. Priapism: Symptoms, Causes, and Diagnosis [Internet]. Healthline. 2018 [cited 29 December 2020]. Available from: هنا
2-2. (COVID-19) C, Health E, Disease H, Disease L, Management P, Conditions S et al. Erectile Dysfunction and Priapism [Internet]. WebMD. 2019 [cited 29 December 2020]. Available from: هنا
3-3. Priapism - Symptoms and causes [Internet]. Mayo Clinic. 2019 [cited 29 December 2020]. Available from: هنا