الطب > معلومة سريعة
أذيات البرد Cold Injuries
يمكن أن يؤدي التعرض للبرد إلى مجموعة من الأذيات الناتجة عن عدم قدرة الجسم على التكيف مع درجات الحرارة المنخفضة. تُصَنَّف هذه الأذيات إلى أذيات موضعية تقتصر على جزء واحد أو أكثر من الجسم، أو أذية جهازية عامة ناتجة عن برودة الجسم كاملًا (1).
لنتحدث في البداية عن الإصابة المعممة المتمثلة بانخفاض حرارة الجسم Systemic Hypothermia:
وهي هبوط في درجة حرارة الجسم لتبلغ (35०C (98०F أو ما دون ذلك؛ أي الدرجة التي تتدهور عندها الوظائف العضلية والدماغية، ويحدث هذا الانخفاض في حرارة الجسم نتيجة انخفاض معدل الاستقلاب، ويُقسم بحسب أسبابه إلى انخفاض حرارة أوليٍّ أو ثانوي، إذ يحدث انخفاض حرارة الجسم الأولي في الأفراد الأصحاء الذين لا يرتدون ملابس كافية أو مناسبة ويتعرضون للبرد الشديد.
أما في انخفاض حرارة الجسم الثانوي، فإن هناك عاملًا مسببًا آخر (كمرض ما) يؤدي إلى تعطُّل آليات التنظيم الحراري ويجعل الفرد أكثر عرضةً لانخفاض حرارة الجسم.
ننتقل الآن للحديث عن أذيات البرد المحيطية أو الموضعية فتشمل:
أولًا- لسعة الصقيع frostnip:
تُعد النمط الأخف من الأذيات المحيطية، وتصيب عادة البنى البعيدة عن مركز الجسم كالأنف والأذنين واليدين والقدمين، إذ تتجمد الطبقات السطحية من أنسجة الجلد فتصبح صلبة ومطاطية القوام، في حين تحافظ الأنسجة العميقة على طراوتها.
وتكون الإصابة في هذه الحالة معكوسة ويعود النسيج لطبيعته بالتدفئة البسيطة (بالهواء الدافئ مثلًا أو بملامسة منطقة الإصابة منطقةً دافئة من الجسم كالإبط أو البطن) مع تجنب الفرك.
ثانيًا- الشرث chillblain:
يحدث بعد التعرض لدرجات الحرارة المنخفضة (لكن تبقى أعلى من درجة التجمد) مع رطوبة عالية ورياح شديدة سواء كان التعرض لها متواصلًا أو متقطعًا.
ويعد هذا النمط أكثر شدةً من سابقه، إذ يبدأ بشحوب يليه احمرار وحكة في المنطقة المصابة، ويؤذي البرد في هذه الحالة الأوعية الدموية إيذاءً دائمًا، لذا فإن التظاهرات -ولو أنها تزول عفويًّا خلال 1-3 أسابيع- قد تتكرر عند التعرض للبرد من جديد.
ومن الشائع تأثير الشرث في الأطفال والنساء الشابات ومتوسطات العمر، ويرتبط بمجموعة متنوعة من الاضطرابات المزمنة لا سيما ظاهرة رينو Raynaud phenomenon.
ثالثًا- قدم الخندق trench foot أو قدم الغطس Immersion foot:
وتحدث هذه الإصابة عند تعرض القدم لظروف باردة ورطبة فترات طويلة؛ وقد تحدث بدرجات حرارة تصل إلى 15.5०C بحال كانت القدم رطبة باستمرار (تفقد القدم الرطبة حرارتها أسرع بـ25 مرة من القدم الجافة).
يدافع الجسم عن نفسه ضد البرد عن طريق تقبُّض الأوعية للتقليل من فقدان الحرارة، مما يحرم الجلد من الأوكسجين والمغذيات.
وإذا استمر ذلك مدة تزيد على 6 ساعات تحدث أذية نسيجية دائمة، أما إذا استمر مدة تزيد على 24 ساعة فيصبح المصاب في خطر حدوث تموُّت كامل للقدم، وتشمل الأعراض النَمَل والشعور بالوخز والحكة، وتتطور إلى حدوث تشنجات عضلية ثم خدر كامل، أما لون الجلد ففي البداية يكون أحمر ثم يصبح شاحبًا ومبقعًا تدريجيًّا ثم رماديًّا وأزرق.
رابعًا- عضة الصقيع frostbite:
هي الإصابة الأكثر شدة وتشمل تأذي جميع طبقات الجلد، ويأخذ الجلد مظهرًا أبيض وملمسًا "خشبيًّا"، ويعاني المصاب الخدر، وقد تؤدي الإصابة العميقة إلى تجمد العضلات أو العظام.
ومن الجدير بالذكر أنه غالبًا ما يأتي مرضى عضة الصقيع بإصابات أخرى متعددة كالرضوض وانخفاض حرارة الجسم… (1,2)
أما فيما يخص التدبير، فيكون بإعادة تدفئة سريعة تليها العناية بالأنسجة وتنضير النُّسج المتموتة جراحيًّا.
وكذلك تضمنت بروتوكولات العلاج الأحدث استخدام عديد من الأدوية مثل: الإيبوبروفين والأسبرين والوارفارين... وقد ذُكِرَ دور طرائق التصوير (مثل: ومضان العظام أو تصوير المفاصل بالرنين المغناطيسي MRI أو تصوير الأوعية) في التحديد المبكر لمدى تأذي الأنسجة.
في الختام، نُذكِّر بأنه وعلى الرغم من كون إصابات البرد الأخرى أقل حدة من عضة الصقيع، فإنها قد تؤدي إلى مضاعفات، سواء كانت قصيرة الأمد أو طويلة، وتتطلب المتابعة والعلاج أيضًا (3).
المصادر:
2. Nagpal B, Sharma R. (2004). Cold Injuries : The Chill Within. Medical Journal, Armed Forces India. 60(2):165-171. Available from: هنا
3. Ingram, B. J., & Raymond, T. J. (2013). Recognition and treatment of freezing and nonfreezing cold injuries. Current sports medicine reports. 12(2), 125–130. هنا