الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
الكاري؛ قنبلةُ نكهات!
عندما نتحدث عن مسحوق الكاري، فإننا نعني عادةً مزيجًا من التوابل المتنوعة من المطبخ الهندي الشرقي، وقد يضم هذا المزيج: الكركم وبذور الكزبرة وبذور الكمون والفلفل الأسود وبذور الحلبة وأوراق الكاري وبذور الخردل والقرفة والهال والقرنفل والزعتر وجوزة الطيب والفلفل المجفف وأوراق الغار (1) والفلفل الحار وبذور الشم والزنجبيل (2). مع الإشارة إلى أن مكونات المسحوق عند تصنيعه تختلف حسب الرغبة، لكنه غالبًا ما سيحتوي على الكركم وبالتالي سيكتسب لونًا مائلًا إلى اللون الذهبي (1). وبذلك يستحق الكاري أن يسمى بقنبلة النكهات لما فيه من مكونات متنوعة وفريدة تكسبه مجموعةً واسعةً من الفوائد التي سنتعرف إليها فيما يأتي:
له خصائص مضادة للالتهابات:
يبدو أن الدراسات العلمية تدعم فكرة أن الكُركمين (curcumin) -المكوّن النَّشِط للكركم- هو أحد مضادات الأكسدة القوية الذي يُخفض مستويات اثنين من الإنزيمات المسببة للالتهابات. حتى أن بعض الباحثين يشيرون إلى أنه ينافس الإيبوبروفين ibuprofen، إضافةً إلى مركب يسمى الكابسيسين (capsaicin) موجودٌ في الفلفل الحار ويمتلك خصائصَ مضادة للالتهابات أيضًا (1-4).
يحتوي على مضادات أكسدة:
يحتوي المسحوق على وفرةٍ من مضادات الأكسدة مثل: الكُركمين (curcumin) والكويرسيتين (quercetin) والبينين (pinene) واللوتين (lutein) والزياكسانثين (zeaxanthin)، فإضافته إلى الوجبات أدت إلى التقليل الواضح من الآلانتوين allantoin -وهو واسِمٌ يدل على الإجهاد التأكسدي- وخطر الإصابة بالأمراض (5-8).
له خصائص مضادة للسرطان:
يمتلك مركّب الكركمين (curcumin) خصائصَ قوية في مكافحة عددٍ من السرطانات مثل سرطان البروستات والثدي والقولون؛ إذ إنّه يحرض على موت الخلايا السرطانية ويمنع انتشارها (1,2)، وربما يمكنه القضاء على تلك الخلايا بالتزامن مع العلاج الكيماوي (1)، كذلك أشارت الدّراسات إلى أن لمكوّناتٍ أخرى في مسحوق الكاري -مثل الفلفل الحار والكزبرة والكمون- خصائص قوية في مكافحة السرطان (2,9).
قد يحسن صحة الدماغ:
سنذكر مركب الكركمين (curcumin) مجددًا فهو يعدّ مركّبًا فعّالًا بوصفه مضاد أكسدة، إذ يُظَن أنه يحسّن كثيرًا من علامات التدهور العقلي، ويقلل من خطر الإصابة بعددٍ من الأمراض مثل ألزهايمر وباركنسون والتصلب المتعدّد، أضف أنَّ مادةً كيميائيةً أخرى في الكركم -هي التورميرون (turmerone)- يمكن أن تساعد أيضًا في هذه الأنواع من حالات التنكس العصبي عن طريق تحفيز الخلايا الجذعية على تكوين خلايا دماغية جديدة (1,10).
له خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا:
يساهمُ وجودُ الكزبرة والكمون في مسحوق الكاري في مكافحة البكتيريا والفطريات الضارة التي تسبب فساد الأطعمة (2,11).
يحسن الشعور بالامتلاء:
وُجِد أن إضافةَ مسحوق الكاري إلى الغذاء عمِل على زيادة الشعور بالشبع بسبب استهلاك التوابل المختلطة، إذ تنخفض الرغبة في تناول الطعام والإحساس بالجوع (2,12).
إضافةً إلى ما ذُكر أعلاه، نرى فوائدَ أخرى لكنها ما زالت قيد الدراسة والتجرِبة على الفئران وحيوانات التجارِب الأخرى:
- قد يكون للكاري دورٌ في تقوية العظام؛ إذ تقترح بعض الدراسات أن الكركم يمكن أن يزيد من إعادة نمو العظام وترميمها، وربّما تحمل هذه الدّراسات نتائج واعدة بالنسبة إلى مرضى هشاشة العظام (1,13).
- قد يحسن استهلاك الكاري صحة القلب من خلال تقليل عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب مثل ارتفاع الكولسترول والشحوم الثلاثية (2,14).
والآن؛ ماذا عن مسحوق الكاري وإضافته إلى وجباتك؟
يُمكن استخدام مسحوق الكاري في عديدٍ من الأطباق مثل السلطات والشوربات وتتبيل اللحوم والبطاطا بمختلف وصفاتها؛ نظرًا لأنه مزيجٌ من التوابل ويتميز بنكهة فريدة ولذيذة وقد تكون خفيفة أو حارة نتيجةَ استخدام الفلفل الحار، وينجمُ هذا الاختلاف عن مزيجِ التوابل المُستخدم عند التحضير سواءٌ من قِبَلك أو من قِبَل الشركة المصنعة. فتذكر: لا توجد وصفة واحدة للكاري، وقد تختلف التوابل المُستخدَمة من شخص لآخر، ومن منطقة ودولة لأُخرى (2).
ومتابعةً لسلسلةِ الاهتمامِ بالغذاء الصحي؛ يُعدُّ مسحوق الكاري إضافةً ممتازةً إلى مجموعة واسعة من الوصفات، فكل ما عليك فعله هو أن تدلّل عينك وجسمك بلونه وفوائده.
المصادر: