الفُسيفساء (Mosaic)؛ سحرُ التفاصيل في خلقِ الجمال.

تتلخّص تقنيّة الفسيفساء برصفِ ولصقِ عدد من قطعٍ صغيرة من الحجرِ الملوّنِ أو الزّجاجِ أو السيراميك مع بعضها البعض مشكِّلةً تُحفةً مُعتّقة تُبهِر بجمالها عين النّاظر.

نستعرض لكم في هذا الألبوم نشأةَ هذا الفنِّ، فتابعوا معنا..

فنُّ الفسيفساء هو فنّ عريق يقوم على صُنع لوحة فنّية بدءًا من قطع صغيرة من الزّجاج الملّون أو الحجارة أو غيرها من المواد الأُخرى (1).

الأدلّة التاريخيّة تُخبِرنا بأنَّ أصول وبدايات هذا الفنّ تعود إلى الألفيّة الثّالثة قبل الميلاد للمنطقة الجنوبيّة من بلاد ما بين النّهرين (العراق) (2).

من القرن الرابع حتى عصر النّهضة، ظهرتْ الفسيفساء في البازيليكا الكاثوليكية عن طريق إيطاليا. زيّنت هذه الأعمال -الزجاجيّة الأثريّة- السقوفَ والأرضيّات وصوّرت صورًا للقدّيسين والشّخصيات الدّينيّة(2).

أدّت الفسيفساء دورًا مهمًّا في الفنِّ البيزنطيّ، ووصلت لأعلى مراحل ازدهارها وتقنيّاتها، زيّن الحرفيّون واجهات المعابد والقصور مستعملين قِطعًا لأوراق الذهب المتلألئة (2).

وتُعَدُّ أيضًا عنصرًا أساسيًّا في العمارة الإسلاميّة، وغالبًا ما تتميّز بأشّكالٍ هندسيّة متكررّة وألوانٍ زاهية وأنماطٍ مزخرفة تَظهرُ داخل المباني وعلى واجهاتها(2).

تطوَّر إنتاج الفسيفساء الرومانيّ في سورية القديمة مباشرةً من التّقاليد اليونانيّة السّابقة؛ إذ قلَّدتْ الفسيفساء المصوّرة (التفصيليّة) اللوحات الجدارية (3).

سيطرَ تأثيرُ الفنِّ اليونانيّ وتفضيل موضوعات من الأساطير الكلاسيكيّة على الفسيفساء السوريّة حتّى العصر المسيحي (3).

لكن بحلول القرن الخامس بعد الميلاد، تضاءل بروز الموضوعات السردية لصالح الموضوعات التصويرية الأصغر الموضوعة ضمن التصاميم المجرّدة (3).

مثل الفخار، نادرًا ما كانت الفسيفساء تغري اللصوص، ولذلك غالبًا ما توجد في أماكن اختفى فيها كل شيء آخر منذ فترة طويلة. إذ تُعدُّ مصدرًا مهمًّا لكشف ماضي الشعوب قديمًا (4).

المصادر: