الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية
الخضار والفواكه ومثلث الصحة النفسية
من الطبيعي أن نجد النومَ والرياضةَ عاملان مهمان من عوامل الصحة النفسية؛ ولكن من الغريب أن نعرف أن الخضار والفواكه هما العامل الثالث الذي يشكل معهما مثلثَ الصحة النفسية.
تبيَّنَ في دراسةٍ أجرتها جامعة أوتاغو (University of Otago) أن الحصولَ على نوم جيد وممارسة الرياضة وتناول مزيدٍ من الفواكه والخضروات النيئة يوفر صحة عقلية أفضل ورفاهية لدى الشباب.
فقد استطلعت الدراسة، التي نُشرت في مجلة (Frontiers in Psychology)، أكثر من 1100 شاب وشابة من نيوزيلندا والولايات المتحدة فيما يخص نومهم ونشاطهم البدني ونظامهم الغذائي وصحتهم العقلية، ووجدت أن نوعية النوم، لا كميته، كانت أقوى مؤشر على الصحة العقلية والرفاهية (1,2).
وهذا أمر مثير للدهشة؛ لأنّ توصيات النوم تركز في الغالب على الكمية بدلاً من الجودة، بينما وجدت الدراسة أن كلا نوعيْ النوم -قلة النوم (أقل من ثماني ساعات) وكثرة النوم (أكثر من 12 ساعة)- ارتبطا بأعراض اكتئاب أعلى وانخفاض الرفاهية، لذا؛ تفوقُ نوعيةُ النوم كميتَه بصورة ملحوظة جدًا في التنبؤ بالصحة العقلية والعافية، وأوصت الدراسة بوجوب تعزيز جودة النوم جنبًا إلى جنب مع كمية النوم بمثابةِ أدوات لتحسين الصحة العقلية والرفاهية لدى الشباب (2).
وإلى جانب النوم الجيد؛ جاء كل من ممارسة الرياضة وتناول المزيد من الفواكه والخضروات النيئة -بهذا الترتيب- ليُمثل السلوكيات الثلاث القابلة للتعديل والتي ترتبط بصحة عقلية أفضل ورفاهية لدى الشباب.
إذ وفقًا لهذه الدراسة:
- كانت أعراض الاكتئاب في أدنى مستوياتها لدى الشباب الذين ينامون 9.7 ساعة في الليلة، وكانت مشاعر الارتياح النفسي أعلى لدى مَن ينامون 8 ساعات كل ليلة (2).
- كان النشاط البدني أيضًا مؤشرًا مهمًا للتأثير في أعراض الاكتئاب، ولكن وصفًا، لم يكن قويًا مثل جودة النوم (1).
- كانت مشاعر الارتياح النفسي أعلى بالنسبة إلى الشباب الذين تناولوا 4.8 حصص من الفاكهة والخضروات النيئة يوميًا؛ بينما الذين تناولوا أقل من وجبتين أو أكثر من ثماني حصص، أفادوا بانخفاض الشعور بالارتياح النفسي (2).
وما يميز هذه الدراسة عن سابقاتها أن معظم الأبحاث السابقة تدرس هذه السلوكيات الصحية بمعزل عن بعضها البعض (2).
وبالعودة إلى علاقة الخضار والفواكه بالصحة النفسية؛ أشارت دراسة أخرى إلى أن تناول كميات كبيرة من الفاكهة والخضروات، وبعض المجموعات الفرعية الخاصة بها بما في ذلك التوت والحمضيات والخضروات الورقية الخضراء، قد يعزز مستويات أعلى من التفاؤل والفعالية الذاتية، وكذلك يقلل من مستوى الضيق النفسي والغموض والوفاة بسبب السرطان (3,4).
وفيما يأتي بعض مقالاتنا التي تتناول الحديث عن أهمية الخضار والفواكه وكيف تزيد من حصتها ضمن حميتك الغذائية:
كيف تتناول المزيد من الخضار والفواكه؟ هنا
الطبخ الصحي مع الخضار والفواكه هنا
الخضار والفواكه مهمة لصحة القلب هنا
الأسرار الغذائية لألوان الخضار والفواكه هنا
الفواكه والخضار لوزن مثالي هنا
الفواكه والخضار الطازجة والمعلبة هنا
المصادر:
2.
Otago study identifies ‘three pillars' of good mental health for young adults [Internet]. University of Otago. 2021 [cited 20 January 2021]. Available from:هنا3.
Głąbska D, Guzek D, Groele B, Gutkowska K. Fruit and Vegetable Intake and Mental Health in Adults: A Systematic Review. Nutrients. 2020 Jan 1;12(1):115. doi: 10.3390/nu12010115. PMID: 31906271; PMCID: PMC7019743.هنا4.
Redzo Mujcic R, and Andrew J.Oswald A. J., Evolution of Well-Being and Happiness After Increases in Consumption of Fruit and Vegetables 2016: American Journal of Public Health 106, 1504_1510, هنا. هنا