الطب > طب الأطفال
بعض المضاعفات والأضرار المحتملة لختان الذكور
المقالة الثانية – سلسلة: فوائد ومضار الختان
بعض المضاعفات والأضرار المحتملة لختان الذكور
في المقال السابق تكلمنا عن فوائد وايجابيات الختان، وفي هذه المقالة سنعرض لكم الجانب الآخر من خلال استعراض تسعة أسباب قد تدعوك لإعادة التفكير قبل ختان طفلك.
إن الختان عملية مؤلمة تجرِّد مليون طفل سنوياً من نسيج سليم و فعال وظيفياً، بينما يجب أن يتم إنفاق نقود الرعاية الصحية هذه على الخدمات الطبية الضرورية.
هذه تسعة أسباب توضح لماذا ربما يجدر إعادة النظر بإجراء ختان الأطفال:
1. لأنه لا يوجد أي سبب طبي لإجراء الختان بشكل روتيني للأطفال الذكور :
لا توجد أي مؤسسة طبية في الولايات المتحدة الأمريكية أو باقي أنحاء العالم تنصح بإجراء الختان روتينياً لحديثي الولادة ، المؤسسة الطبية الأمريكية تعتبره إجراء "غير علاجي" ، إن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال خلال سنواتها الخمس والسبعين لم تنصح أبداً بإجراء ختان الأطفال .
2. لأن القلفة نسيج سليم وظيفي وليست عيباً ولادياً :
إن القلفة هي جزء طبيعي، حساس و فعال وظيفياً من الجسم . في الأطفال الذكور، ترتبط القلفة الى رأس القضيب (الصماخ)، لتحميه من البول، البراز و التهيج، كما تبقي الملوثات بعيدة عن مدخل السبيل البولي ، إن للقلفة كذلك دور مهم للوصول للنشوة الجنسية ، تبعاً لنهاياتها العصبية المتخصصة المثيرة للنشوة الجنسية و وظائفها الطبيعية المزلقة .
3. لأن طفلك لم يوافق على أن يتم ختانه :
إن الختان يغير الأعضاء التناسلية للطفل الذكر بشكل دائم، و ذلك بإزالة نسيج صحي، يقوم بدور الحماية وفعال وظيفياً من القضيب وتعريض الطفل الى ألم ومخاطر طبية لا ضرورة لها دون فائدة طبية. ماذا تعتقد أن طفلك سيقول لك حيال ذلك لو أمكنه ذلك ؟!
4. لأن إزالة جزء من قضيب الطفل هو أمر مؤلم، خطير ومؤذي :
كلنا نعلم أن الأطفال حساسون للألم ، العديد من عمليات الختان تجرى دون تخدير، و حتى عند تطبيق إجراءات تخفيف الألم، فإن الألم لا ينقص لذلك يوصف الختان بأنه يسبب تأثيرات بعيدة الأمد على السلوك العصبي، هذه التغيرات تحفز نوعين متمايزين من السلوك يتسم بزيادة القلق عند الطفل ، تغيير حساسية الألم عنده ، اضطرابات الشدة ، اضطرابات نقص الانتباه و فرط النشاط ما يؤدي الى ضعف المهارات الاجتماعية و نماذج من سلوك التدمير الذاتي و هنا يجب منع التجارب السلبية المبكرة و المعالجة الفعالة للألم عند حديثي الولادة .
أظهرت الدراسات أن ارتباط الرض الذي يتعرض له الذكر أثناء عملية الختان مع الصعوبة في تحديد المشاعر و التعبير عنها، كما يرتبط مع زيادة استخدام الأدوية المقوية جنسياً الخاصة بعدم القدرة على الانتصاب وسرعة القذف ، مع صعوبات جنسية لدى الرجال و النساء هذا عدا أنه يساهم في جفاف المهبل.
5. لأنّ هناك قائمة طويلة من المضاعفات المحتملة للعملية:
كأي عملية جراحية، هناك العديد من المضاعفات للختان، تتضمن الالتهاب، النزف غير الطبيعي و الذي قد يكون قاتلاً في المرضى ذوي اضطرابات التخثر، إزالة الكثير من الجلد، تنخر الحشفة، قطع الحشفة و الذي يتطلب تدخلاً جراحياً فورياً ، كيسات جلدية، التصاقات القضيب، القضيب المدفون، ناسور إحليلي جلدي، التهاب الصماخ (فتحة القضيب)، تضيق الصماخ، خسارة كامل أو جزء من الصماخ البولي (فتحة السبيل البولي في القضيب)، مشاكل بولية والكثير الكثير و حتى الموت!
جميع تلك المضاعفات حدثت وتحدث بنسبٍ معينة لدى إجراء عمليات الختان، وجميع عمليات الختان تؤدي الى خسارة القلفة ووظائفها، تترك ندبة على القضيب و تنقص من حساسيته .
6. تقول الإحصائيات أن العالم يتجه نحو ختانٍ أقل للمواليد:
إن معدل الختان في الولايات المتحدة الآن أقل من 40% (و أقل من ذلك في بعض المناطق من البلاد)، بعد أن كانت 81% في العام 1981 ، أكثر من 60% من الأطفال الذكور في الولايات المتحدة يتركون المشفى دون أن يتم ختانهم، و المزيد من الآباء يدركون أن الختان غير ضروري بل خاطئ .
أغلب الدول المتقدمة طبياً لا تجُري الختان على الأطفال الذكور، حيث إن الناس في أوروبا، آسيا و أميركا اللاتينية غالباً يفزعون لدى سماع أن مشافي و أطباء أميركا يزيلون جزءاً من قضيب الطفل الذكر بعيد ولادته .
75% تقريباً من الرجال في العالم لم يخضعوا للختان و يبقون سليمين خلال حياتهم .
7. هناك بدائل بسيطة ومتوفرة تقدّم نفس الوقاية التي يقدمها الختان :
هذه البدائل هي: العناية بالنظافة الشخصية، واستعمال الواقي الذكري عند الجماع!
القضيب الطبيعي و السليم لا يحتاج الى عناية خاصة، لا يتعدى الأمر غسله بعناية خلال الاستحمام .
لاحقاً، عندما يمكن سحب القلفة (و هو أمر لا يحدث عادة حتى سن المراهقة)، يمكن تعليم الذكر على سحب القلفة للخلف لتنظيف القضيب ، السحب القسري للقلفة يتسبب بالألم و الأذى و لا يجب أن يُجرى .
8. يجب إعادة التفكير بالأهمية الوقائية التي يقدمها الختان :
عبر السنين، تم إثبات أن الإدعاء بأن الختان يمنع أمراضاً عديدة هو مبالغ به ، أغلب الرجال في الولايات المتحدة تم إجراء الختان لهم، لكن معدلات الأمراض المنقولة جنسياً هي مماثلة أو أكثر منها في الدول حيث الختان أمر نادر، إن نسبة الختان في أميركا كانت بحدود 80% في السبعينات و الثمانينات، بينما كانت أقل من 10% في أوروبا، لكن النتيجة كانت انتشار فيروس الإيدز بنسبة 0.6% في أميركا لتحل بالمرتبة 64 على مستوى العالم، بينما كانت النسبة أقل من ذلك في دول أوروبا لتحل هذه الدول في المرتبة 75 وما بعد !
علينا ألا ننسى أن الواقي الذكري أكثر فعالية بنسبة 95% في منع انتقال فيروس الايدز، كما أنه أقل كلفة وبلا آثارٍ ومضاعفات جانبية.
أما لو أردنا مناقشة أمر خفض الاصابة بسرطان القضيب، فيكفي أن نذكر أن نسبة انتشار سرطان القضيب هي تقارب 1 لأجل كل 100،000 رجل ! و هي بالتأكيد نسبة لا تتطلب إجراء هذا العمل الجراحي الراض و المؤلم للطفل لخفضها، بينما في الوقت ذاته لنراقب هذه الإحصائيات المذهلة :
في العام 2014 سيتم تشخيص 1570 حالة من سرطان القضيب .. بينما سيتم تشخيص:
-232،670 حالة من سرطان الثدي الغازي لدى النساء
- 62،570 حالة من سرطان الثدي بمراحله الباكرة (سرطان في الموضع)
و 40،000 امرأة سوف تموت بسبب سرطان الثدي ! و رغم ذلك لم تنتشر في العالم ثقافة استئصال الثديين لدى النساء لأسباب .. وقائية!
أكثر من ذلك، إن نسبة انتشار سرطان الثدي لدى الرجال أنفسهم هي 1 لأجل كل 1000 رجل، أليس من الأجدر الاتجاه لاستئصال براعم الثدي لدى الرجال ؟!
9. لأن الأطفال يجب أن تتم حمايتهم من التعديل الدائم على أجسادهم دون موافقتهم و ذلك باسم الثقافة، الدين، المنفعة أو تفضيلات الأبوين:
تحت مبادئ أخلاقيات العلوم الحيوية المقبولة، يمكن للوالدين الموافقة على جراحة بالنيابة عن الطفل فقط إن كان ذلك ضرورياً لحماية حياة الطفل أو صحته ، الختان الروتيني لا يندرج تحت هذا البند لأنه بدل ان يعالج الأمراض فإنه يعرّض الطفل إلى المزيد منها بحجة وقايته مما يمكن الوقاية منه بطرقٍ أخرى، ويتم ذلك عن طريق إزالة عضو سليم من الجسد إزالة غير قابلةٍ للعكس.
وأخيراً يجدر ذكره أنّنا ننصح بشدّة –في حال اختار الأبوان إجراء الختان لطفلهما- ألا يجرى إلا تحت إشرافٍ وتعقيمٍ طبيّ مناسب، فكما سبق ذكره أنّ المضاعفات المحتملة العديدة تجعل من الختان عملية جراحية خطيرة ولا يجب التعامل معها باستخفاف أو الاعتماد على (المطهر) أو أيّ شخصٍ غير مؤهل طبياً، والمغامرة بتعرض طفلكم لأحد هذه المضاعفات التي كثيرٌ منها له آثار مدمرة تمنع الطفل من الحصول على حياةٍ طبيعية وتسبب آثاراً نفسية سلبية كما ان كثيراً منها غير قابلة للعكس.
المراجع:
1. هنا
2. هنا
3. هنا
4. هنا
5. هنا
6. هنا
7. Bronselaer، G. et al.، "Male Circumcision Decreases Penile Sensitivity as Measured in a Large Cohort،" BJU International (2013). هنا
8. Anand، K. and Scalzo، F.، "Can Adverse Neonatal Experiences Alter Brain Development and Subsequent Behavior? Biol Neonate 77 (2000): 69-82
9. Bensley، G. and Boyle، G.، "Effects of Male Circumcision on Female Arousal and Orgasm،" N Z Med J 116 (2003): 595-596
10. Sorrells، M. et al.، “Fine-Touch Pressure Thresholds in the Adult Penis،” BJU International 99 (2007): 864-869.
11. Green، L. et al.، "Male Circumcision is Not the HIV ‘Vaccine’ We Have Been Waiting For!" Future Medicine 2 (2008): 193-199، DOI 10.2217/17469600.2.3.193.
12. Green، L. et al.، "Male Circumcision and HIV Prevention: Insufficient Evidence and Neglected External Validity،" American Journal of Preventive Medicine 39 (2010): 479-82.
13. Tang، W. and Khoo، E. "Prevalence and Correlates of Premature Ejaculation in a Primary Care Setting: A Preliminary Cross-Sectional Study،" Journal of Sexual Medicine (2011) Apr 14.
14. Frisch، M.، Lindholm، M.، and Grønbæk، M.، "Male Circumcision and Sexual Function in Men and Women: A Survey-based، Cross-sectional Study in Denmark،" International Journal of Epidemiology (2011);1–15
15. Bollinger، D. and Van Howe، R.، "Alexithymia and Circumcision Trauma: A Preliminary Investigation،" International Journal of Men's Health (2011);184-195.