الكولشيسين، علاج واعد لمرضى COVID-19 خارج المشفى

أظهرت نتائج دراسة COLCORONA التي أُعلن عنها في 22 كانون الثاني (يناير) عام 2021 أن "الكولشيسين" هو الدواء الفموي الوحيد الفعال لعلاج مرضى COVID-19 غير المقيمين في المشفى.

وتعد هذه الدراسة أكبردراسة عالميَّاً تبحث في استخدام دواء يعطى فمويَّاً للمرضى  المصابين بـCOVID-19  من غير المقيمين في المشفى، وقد نُسِّقت هذه الدراسة من قبل مركزMontreal Health Innovations Coordination Center - MHICC التابع لجمعية Moontreal Heart Institute - MH، وأجريت في كل من كندا والولايات المتحدة وأوروبا وأمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا (1).

الكولشيسين هو دواء مضاد للالتهاب يعطى فمويَّاً (2)، ويستخدم في الوقاية من هجمات النقرس* أو علاجها، وفي الوقاية من نوبات الألم المرافقة للإصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط العائلية** أيضاً(3)، إضافة إلى وجود عدد كبير من منشورات الأدب الطبي السريرية وقبل السريرية التي توضح تأثير الكولشيسين المثبط لعدد من الأمراض الفيروسية (4).

ومن المرجح أن يُشكِّل الكولشيسين خياراً علاجيَّاً جيداً للـCOVID-19 بسبب تأثيراته المتعددة في الجهاز المناعي المرتبط بالإنتان الفيروسي للـSARS-CoV-2؛ إذ يؤثر هذا الدواء في الجذب الكيميائي للخلايا الالتهابية مثل العدلات والوحيدات، ويثبط التعبير عن جزيئات التصاق هامة في ارتباط الكريات البيض بالخلايا البطانية، إضافة إلى أنّه يخفض إنتاج العدلات للجذور الحرة (4).

وفي دراسة COLCORONA؛ أظهر تحليل بيانات 4159 مريض شُخِّصوا بـ COVID-19 عن طريق اختبار PCR على مسحات أخذت من البلعوم الأنفي أنّ استخدام الكولشيسين لشهر واحد قد ترافق مع انخفاض يُعتَدُّ به إحصائيَّاً في خطورة حدوث الوفاة أو دخول المشفى بالمقارنة مع المرضى المعالَجين بالدواء الغُفل (الوهمي Placebo)؛ فقد انخفض معدل دخول المشفى بنسبة 25%، والحاجة إلى التهوية الميكانيكية بنسبة 55% ومعدل الوفيات بنسبة 44%. وأظهرت الدراسة -أيضاً- فعالية الكولشيسين في الوقاية من حدوث ظاهرة عاصفة السيتوكين cytokine storm***، وخفض المضاعفات المرافقة للإصابة بالمرض (2,1).

إنَّ معالجة هؤلاء المرضى -المعرضين لخطر حدوث المضاعفات- بالكولشيسين فور تشخيص إصابتهم يقلل من خطر تطور الأعراض واشتدادها؛ وهذا -بدوره- يخفض عدد الحالات التي تتطلب دخول المشفى، فيساعد ذلك في التخفيف من ازدحام المشافي واكتظاظها، ويخفض تكاليف الرعاية الصحية في أنحاء العالم (1). لذلك؛ فإنّ هذه الدراسة تشكِّل إنجازاً طبياً مهمَّاً لعدم وجود علاج معتمد -إلى الآن- يقي من مضاعفات COVID-19 عند المرضى الخارجيين لمنعهم من الوصول إلى المشفى (2).

الهوامش:

*النقرس: مرض ناتج عن ارتفاع المستويات الدموية لحمض البول؛ مما يؤدي إلى تشكل بلورات صلبة تترسب في المفاصل (3).

**حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية: هي اضطراب وراثي التهابي يتظاهر على هيئة ترفع حروري (حمى) متكرر، وحالة التهابية تسبب آلاماً  في البطن والرئتين والمفاصل (5).

***عاصفة السيتوكين: حالة يهاجم فيها الجسم أنسجته وخلاياه بدلاً من مهاجمة الفيروس، وهي دليل استجابة مناعية (6).

المصادر: