علم النفس > القاعدة المعرفية
خجلٌ طبيعيٌّ أم اضطرابٌ في الشخصيَّة؟
ما هو اضطراب الشخصية المتجنِّبة Avoidant Personality Disorder-APD؟
من الطبيعي الشعور ببعض الخجل في مواقف معينة ولكن، عندما يتحوَّل هذا الخجل إلى عائقٍ يحدُّ من العلاقات الاجتماعية ندعوه باضطراب الشخصية المتجنِّبة والذي ينطوي على تجنُّب الآخرين خوفاً من انتقاداتهم أو رفضهم، ويعود ذلك نتيجة الشعور بعدم الكفاءة ونقص الثقة بالنفس؛ إذ تقتصر علاقاتُ المصابين بهذا النوع من الاضطرابات على الأشخاص الذين يشعرونهم بالأمان فحسب، حارمين أنفسهم من أنشطةٍ كثيرة وعروض عمل (1).
ليس كلُّ شخصٍ خجولٍ مصاباً باضطراب الشخصية التجنبية طبعاً، فما هي الأعراض التي تشخِّص هذا الاضطراب على وجه الدقة؟
حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية يُعدُّ الفرد مصاباً باضطراب الشخصية التجنبية عند وجود أربعة معايير على الأقل من المعايير الآتية (1,2):
- سهولة التأثُّر بالنقد أو الرفض.
- عدم وجود أصدقاء مقربين.
- تجنُّب الاختلاط مع الآخرين.
- تجنُّب الأنشطة أو المهن التي تنطوي على طابعٍ اجتماعيٍّ.
- الخجل والخوف من تصرفٍ خاطئٍ في المواقف الاجتماعية.
- المبالغة في الصعوبات عموماً.
- ضبط النفس المفرط في العلاقة العاطفية.
- الشعور بعدم الكفاءة وانعدام الجاذبية.
- الخوف من التجارب الجديدة؛ لأنها قد تكون محرجةً.
حتى في حال ظهور هذه الأعراض فليس من السهل تشخيص الحالة، نظراً لتشابه الأعراض مع عديدٍ من اضطرابات الصحة العقلية الأخرى، مثل: الرهاب الاجتماعي واضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية الحدية (2).
أما عن الأسباب الكامنة وراء هذا الاضطراب فما زالت غير معروفةٍ بصورةٍ دقيقةٍ فقد يكون للوراثة والبيئة الاجتماعية دورٌ في تطوُّر الحالة (مثل الرفض من قبل أحد الوالدين أو الأقران)، ويبدأ سلوك التجنُّب عادةً في سن الرضاعة أو الطفولة المبكرة ويترافق مع الخجل والانعزال وتجنُّب الغرباء والأماكن الجديدة، يميل معظم الأشخاص الخجولين إلى التخلص من سلوك التجنُّب عادةً في طفولتهم إلا أن المصابين باضطراب الشخصية الانعزالية يتزايد مع دخولهم مرحلة المراهقة والبلوغ (1)؛ مما يؤثِّر في بيئتهم الاجتماعية فيعانون التردُّد في حياتهم ويخشون مشاركة معلوماتهم الشخصية أو حتى مشاعرهم؛ مما يجعل الحفاظ على أيِّ علاقةٍ عاطفيةٍ أو صداقةٍ وثيقةٍ أمراً صعباً (2).
ما علاج هذا النوع من الاضطرابات؟
يمتلك بعض الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الانعزالية بعض القدرة على التفاعل مع الآخرين، ويمكن تعزيز هذه القدرة وتحسينها بالعلاج، فمن دون علاج قد يصبح المصابون باضطراب الشخصية الانعزالية مستسلمين لحياة العُزلة شبه الكاملة أو الكُلية، بل قد يسهمون في تطوير اضطراب نفسيٍّ ثانٍ مثل تعاطي المخدرات أو الاكتئاب، على الرغم من أن الخجل ليس اضطراباً بحدِّ ذاته فإن المساعدة من مقدم الرعاية الصحية أو الطبيب النفسي مهمةٌ للغاية إن كان الخجل أو الخوف من الرفض يحدُّ من القدرة على العمل وتكوين العلاقات (1). ويُعدُّ العلاج النفسي العلاجَ الأكثر فاعليةً لاضطراب (APD)؛ إذ يهدف إلى مساعدتك في أداءٍ أفضل اجتماعيَّاً (3)، ويتمثل العلاج بالأنواع الآتية غالباً:
العلاج النفسي الديناميكي Psychodynamic Psychotherapy:
أحد أشكال العلاج بالكلام، يمتاز بفوائد دائمة تستمرُّ بعد العلاج ويساعدك في (3):
- إدراك أفكارك اللاواعية.
- فهم كيفية تأثير التجارب السابقة على سلوكك الحالي.
- دراسة الآلام والصراعات العاطفية السابقة وحلها.
- المضي قدماً في حياتك بنظرةٍ صحيَّةٍ أكثر عن نفسك وكيف يراك الآخرون.
أحد أشكال العلاج بالكلام أيضاً ويساعدك في (3):
- التعرُّف على طريقة التفكير والمعتقدات غير الصحية وكيفية استبدالها.
- اختبار أفكارك لمعرفة صحتها.
- تطوير أفكار بديلة وصحية.
2. Avoidant Personality Disorder: Symptoms, Treatments, and Complications [Internet]. WebMD. 2019 [cited 29 January 2021]. Available from: هنا
3. Kivi R. Avoidant Personality Disorder: Causes, Symptoms, Diagnosis [Internet]. Healthline. 2017 [cited 29 January 2021]. Available from: هنا