ماذا لو كان فطورك من الشوكولا؟

لا يحتاج معظمنا سببًا إضافيًّا للاستمتاع بالشوكولا في أي وقتٍ من اليوم، فهي من أشهر الأطعمة التي تسبب إدمانًا حقيقيًّا لمحبيها من مختلف الفئات العمرية، ويعود ذلك إلى احتوائها على السكر والفينيتيل إيثيل أمين (Phenylethylamine) شبيه الأمفيتامين، والثيوبرومين (Theobromine) شبيه الكافيين، وجميعها مركباتٌ تعمل على تحفيز الدماغ وتنشيط مركز المكافأة في (1).

وتؤدي هذه المواد إلى تداخل الشوكولا مع الشعور بالنعاس إن استُهلكت قبل النوم. ولكن على العكس، فقد بينت دراسةٌ حديثةٌ أن تناول قليلٍ من الشوكولا على الفطور قد يؤدي إلى تحسين نوعية النوم في الليل، ومن منَّا لا يحلم بليلةٍ من النوم الجيد والعميق؟

من المعروف أن قدرتنا على النوم بعمقٍ تتناقص مع مرور الزمن والتقدم بالعمر، وتزداد وتيرة ذاك التناقص كلما زاد انغماسنا في حياتنا العصرية التي تذخر بالضغوطات وازدحام جدول الأعمال، ويؤدي تراجع نوعية النوم في الليل إلى انخفاض الوعي ومستويات التركيز في أثناء اليوم، ويكون ذلك ملحوظًا بدرجةٍ أكبر لدى الأشخاص الذين يعملون بدوامٍ ليلي أو أولئك الذين يسافرون كثيرًا، الأمر الذي يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية، مسببًّا زيادة خطر البدانة والأمراض الاستقلابية والأمراض القلبية الوعائية والسرطانات (2,3).

ويبدو أن الباحثين قد وجدوا الحل في الشوكولا؛ إذ تبين لهم أن تناول خمسة غراماتٍ من الشوكولا في بداية اليوم تساعد على منع اضطراب الساعة البيولوجية المتزامن لدى الأشخاص الذين يعملون وفق نظام المناوبات الليلية أو الأشخاص كثيري السفر، ويعمل على إعادة ضبط الساعة البيولوجية لديهم على نحوٍ إيجابي، إذ يساعدهم على تخطي مساوئ السفر من منطقةٍ زمنيةٍ لأخرى، إضافةً إلى سلبيات العمل في الليل (3).

وعلى الرغم من أن الآلية التي تقبع خلف هذه الظواهر ما زالت مجهولةً حتى اليوم، فإننا نعلم أن الشوكولا تحتوي على مجموعةٍ معقدةٍ من المركبات الكيميائية التي تؤثر إيجابيًا في الجسم والدماغ (2)، وخاصةً الشوكولا الداكنة (المرة) التي تحتوي على نسبٍ عاليةٍ من الكاكاو ومنخفضةٍ من السكر، وهذا ما يجعل لاستهلاكها عدة تأثيراتٍ مفيدةٍ في أجهزة الجسم. فما رأيكم بتناول الشوكولا على الفطور؟

المصادر: