الفيزياء والفلك > علم الفلك
لماذا تأتي معظمُ الصُّور من الفضاء بالأبيض والأسود؟
مع وصول أجهزة الاتِّصال إلى درجةٍ عالية من التطوُّر التِّقني، أضحى بإمكاننا التقاطُ صورٍ ذات ألوان رائعة بوساطة كاميرات أجهزتنا المحمولة.
لماذا إذًا تأتي معظمُ الصُّور من الفضاء بالأبيض والأسود؟
هنالك عدَّة أسبابٍ وجيهةٍ لذلك، لكن يجدر بالذِّكر أنَّ معظم المركبات الفضائية المُرسَلة مؤخَّرًا تحمل كاميرات تصويرٍ ملوَّنة إضافةً إلى كاميرات التصوير بالأبيض والأسود؛ لذا فالموضوع يرتبط أساسًا بالغاية التي رُكِّبَت الكاميرات لأجلها (1).
تحمل المركبات -خاصَّةً تلك المُرسَلة إلى المِرِّيخ- عددًا من الكاميرات، بعضها مخصَّصٌ لتصوير مكان هبوط المركبة، ولا حاجة لأن تكون هذه الصُّور ملوَّنة؛ لذا فإنَّها بالأبيض والأسود، وغطاء العدسة لا يكون مفتوحًا بالكامل؛ لحمايتها من الغبار المُنتشرِ لحظة الهبوط (2)، بعضها يلتقط صورًا خاصَّةً بالدِّراسات الجيولوجية؛ لمعرفة أنواع الصُّخور والأتربة، وهذه الصُّور يجب أن تكون ملوَّنة (1)، وبعضها مُركَّبٌ قرب عجلات المركبة لتصوير مسار حركتها وتجاوز العقبات؛ لذا لا حاجة لأن تكون هذه الصُّور ملوَّنة (1).
من الأسباب الرَّئيسة أيضًا لوصول الصور بالأبيض والأسود توفير الطَّاقة ومساحة التَّخزين؛ فإرسال المركبةِ ليس مستمرًا دون انقطاع، وهنالك عددٌ محدَّدٌ من ساعات الإرسال والاستقبال يوميًّا بين المحطَّة الأرضيَّة والمركبة؛ لذا يجب استغلالها بالطَّريقة الأمثل بحيث تحصل المحطَّة الأرضيَّة على أكبر عددٍ من البيانات في زمنٍ قصير (3).
المصادر: