داء اليد والقدم والفم

داء اليد والقدم والفم Hand, Foot and Mouth Disease هو مرض فيروسي شائع يصيب الرضع والأطفال عادةً ولكن من الممكن أن يصيب البالغين؛ إذ يميل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سبع سنوات إلى الإصابة بهذا الفيروس بمعدل أعلى من البالغين، ونظرًا إلى ذلك يمكن رؤية تفشي هذا المرض في دور الحضانة أو المخيمات الصيفية، وتحدث هذه الفاشيات عادة في الصيف وأوائل الخريف.

يحدث داء اليد والقدم والفم بسبب الفيروس المعوي A71  وفيروس كوكساكي من النمط 16 في معظم الحالات، ولكن من الممكن أن تتسبب سلالات أُخرى من الفيروس في حدوث الإصابة، وتظهر أعراض هذا المرض عادةً في اليدين والقدمين والفم  وقد تظهر أحيانًا في الأعضاء التناسلية والأرداف (1).

يتساوى معدل حدوث هذا المرض في كلا الجنسين، ولكن تُشير البيانات الوبائية القديمة إلى أن معدل الإصابة لدى الذكور أعلى قليلًا منه لدى الإناث (1).

الأعراض والعلامات:

يعاني معظم الأطفال أعراضًا خفيفة لمدة 7 إلى 10 أيام، وغالبًا ما يُصاب الأطفال بالحمى وأعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا بعد ثلاثة إلى ستة أيام من إصابتهم بالفيروس، وقد تشمل الأعراض أيضًا: التهاب البلعوم وفقدان الشهية والشعور بالوهن. ويمكن أن تظهر تقرحات مؤلمة في الفم بعد يوم أو يومين من بدء الحمى (الذباح الحلئي)، وتبدأ هذه التقرحات على شكل بقع حمراء صغيرة، تظهر في الجزء الخلفي من الفم، ويمكن أن تصبح مؤلمة.

من العلامات التي تشير إلى أن البلع أصبح مؤلمًا للطفل بسبب هذه التقرحات: الامتناع عن الأكل والشرب، وسيلان اللعاب من الفم بنحو أكثر من المعتاد، والرغبة فقط بشرب السوائل الباردة.

ويظهر الطفح الجلدي أيضًا على راحتي اليدين وباطن القدمين، ومن الممكن أن يظهر أيضًا على الركبتين، أو المرفقين أو الأرداف أو المناطق التناسلية.

يبدو الطفح الجلدي عادة بقعًا حمراء مسطحة، تترافق أحيانًا مع بثور، ويحتوي السائل الموجود في داخل هذه البثور والقشور التي تتشكل عليها في أثناء شفائها على الفيروس المسبب لهذا الداء، لذلك لا بد من الحفاظ على نظافة البثور والقشور وتجنب لمسها (2). 

صورة توضح التقرحات التي تظهر في الفم

توضح الصورة الطفح الذي يظهر على اليدين

توضح الصورة الطفح الذي يظهر على القدين

يمكن أن ينتقل الفيروس من الشخص المصاب إلى الأشخاص الآخرين عن طريق مفرزات الأنف والبلعوم مثل اللعاب أو البلغم أو مخاط الأنف، أو عبر السائل الموجود ضمن البثور و القشور المتشكلة، ومن الممكن أن ينتقل الفيروس عن طريق البراز أيضًا. 

عادة ما يكون الأشخاص المصابون بمرض اليد والقدم والفم أكثر نشرًا للعدوى في خلال الأسبوع الأول من المرض، وقد يبقى المصاب مُعديًا لعدة أيام أو أسابيع بعد اختفاء الأعراض، ويمكن أن تنتقل العدوى من الفرد الحامل للمرض حتى إن لم تظهر عليه أية أعراض (2).

المضاعفات:

يُعد التجفاف dehydration من أكثر المضاعفات شيوعًا لداء اليد والقدم والفم، نظرًا إلى أن المرض يسبب تقرحات في الفم والبلعوم، مما يجعل البلع مؤلمًا وصعبًا، فيمتنع الطفل عن الأكل والشرب مما قد يسبب له التجفاف.

يجب مراقبة الطفل عن كثب للتأكد من أنه يشرب السوائل بنحو متكرر في خلال فترة المرض، وإذا أصيب الطفل بالتجفاف الشديد، فقد يكون إعطاء السوائل عن طريق الوريد ضروريًّا.

عادةً ما يتظاهر المرض بالحمى لأيام قليلة وعلامات وأعراض خفيفة نسبيًّا كما ذكرنا، ولكن يمكن للشكل النادر والخطير من فيروس كوكساكي أن يصيب الدماغ ويسبب مضاعفات أخرى، مثل: التهاب السحايا الفيروسي وهو التهاب يصيب السحايا والسائل الدماغي الشوكي المحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، ومن المضاعفات الأخرى النادرة التهاب الدماغ الخطير الذي قد يُشكل تهديدًا للحياة (3).

التشخيص:

يتمكن الطبيب من تمييز داء اليد والقدم والفم عن الأنواع الأخرى من العدوى الفيروسية عن طريق تقييم عمر الشخص المصاب، ونمط العلامات والأعراض التي يعانيها، والطفح الجلدي أو التقرحات.

وقد يأخذ الطبيب مسحة من البلعوم أو عينة من البراز ويرسلها إلى المختبر لتحديد الفيروس الذي تسبب في حدوث المرض (3).

العلاج:

يزول هذا المرض غالبًا من تلقاء نفسه دون علاج، وفي معظم الحالات يختفي في غضون 7 إلى 10 أيام.

و يمكن المساعدة في تخفيف الأعراض عن طريق:

• تجنب تناول الأطعمة الحارة أو الحامضة، لأن هذه الأطعمة تجعل تقرحات الفم أكثر إيلامًا.
• تناول السوائل الباردة فقط، لأن تناول المشروب الساخنة قد يكون مؤلمًا بسبب التقرحات الموجودة في الفم، لذلك ينصح الأطباء بشرب السوائل الباردة، ولأنه من المهم أيضًا الحفاظ على ترطيب الجسم خوف حدوث التجفاف.
• تخفيض درجة الحرارة عن طريق تناول بعض الأدوية كالأسيتامينوفين الذي يعد دواء آمنًا وفعالًا عمومًا لتخفيف الحمى لدى الأطفال والمراهقين، ومن المهم تجنب إعطاء الأسبرين للأطفال أو المراهقين لأن الأسبرين يمكن أن يسبب متلازمة راي التي قد تؤدي إلى تلف الدماغ والكبد.
• تخفيف الآلام الناتجة عن تقرحات الفم عن طريق تناول المشروبات الباردة مثل الماء، ويمكن للبالغين أيضًا استخدام غسولَ الفم المخدر أو رذاذًا لتقليل الألم (4).

الوقاية:

يمكن تخفيف انتشار المرض والوقاية من الإصابة به عن طريق:

• غسل اليدين كثيرًا بالماء الدافئ والصابون وتعليم الأطفال فعل ذلك.
• استخدام المناديل الورقية عند السعال أو العطاس، والتخلص منها في أسرع وقت ممكن.
• عدم مشاركة المناشف أو الأدوات المنزلية مثل الأكواب أو أدوات المائدة.
• غسل الفراش والملابس المتسخة بالماء الساخ

المصادر: