لمحةٌ في فلسفة "جيل دولوز"؛ ما بين الفن والأخلاق

وصف نفسه أنه "ميتافيزيقيٌّ خالص"، ووضعه فكره بوصفه شخصيةً مؤثرةً في اعتبارات المجتمع. وتأثر بالعديد من الفلاسفة، وتعاون مع كثيرٍ منهم، وله آراءٌ مختلفةٌ في مُختلف ميادين الفكر، نعم هو "جيل دولوز"؛ لنتعرف إليه أكثر.

كان "جيل دولوز - 1995-Gilles Deleuze 1925" واحدًا من أكثر الفلاسفة الفرنسيين تأثيرًا وإنتاجًا في النصف الثاني من القرن العشرين (1)؛ إذ يُعدُّ شخصيةً رئيسةً في فلسفة «ما بعد الحداثة الفرنسية» (2).

يعتقد "دولوز" أنَّ الفلسفةَ إنتاجٌ للمفاهيم (1)، وتستند مجموعة أعماله إلى مفاهيمَ مثل: «التعددية» و«البنائية» و«الاختلاف» و«الرغبة»، وتقف على مسافةٍ كبيرةٍ من التقاليد الرئيسة للفكر القاري في القرن العشرين (2).

يرى أنَّ كل قراءةٍ للفلسفة يجب أن تلهِمَ مفاهيمَ جديدة، وحسْب مفاهيمه: يعني الاختلاف أنه لا توجد هوية، ولا شيءَ متماثلٌ في التكرار، وبذلك يوجد الاختلاف؛ فكل شيءٍ يتغير باستمرارٍ (2).

نشر "دولوز" و"فيليكس غوتاري" كتابًا بعنوان: (ما هي الفلسفة؟) سعيًا من خلال إجابتهما على هذا السؤال إلى ربط الفلسفة بعلاقةٍ مع العلم والفن (1).

كونها جميعها أنماطًا فكريةً دون تبعيةٍ فيما بينها؛ فالفكر -بصوره كلها- يصارع الفوضى ضد الرأي (1).

متأثرًا بفلسفة "كانط" في فصل الجماليات إلى نصفين: (نظرية الخبرة الحسية بوصفها شكلًا من أشكال التجربة الممكنة)، و(نظرية الفن بوصفه انعكاسًا للتجربة الحقيقية)؛ لمَّ "دولوز" شمل النظريتين (1).

معتقدًا بأن الهدف العام للفن "إنتاجُ خبرةٍ حسية"، وكون المبادئ الأصلية للخبرة الحسية هي ذاتها مبادئ تكوين الأعمال الفنية؛ لذا تُعدُّ الأعمال الفنية الأقدرَ على الكشف عن ظروف الإحساس (1).

يرى "دولوز" بأنه لا يوجد خيرٌ وشر، بل علاقاتٌ مفيدةٌ أو ضارةٌ لأفرادٍ محددين. تؤثِّر رؤيته في الأخلاق في مقاربته للمجتمع والسياسة، خاصةً أنه كان ناشطًا سياسيًّا من أجل الحقوق والحريات (2).

وبين الحقيقي والممكن يكون الحقيقي الموجودَ هنا والآن، والممكن ما يمكن أن يوجد، ويُحدَّد الممكن بوساطة الحقيقي؛ وبذلك فإن الاحتمالات التي يتعين تحقيقها في المستقبل تعتمد على ما يُدرَك في الوقت الحاضر (3).

المصادر: