متحف المستقبل؛ تحفةٌ فنيةٌ تتألَّق وسط مدينة دبي

صُمِّم متحف المستقبل في دبي لإنشاء حقبةٍ جديدةٍ من الإبداع حيث يمكن للزوار رؤية وتشارك المستقبل، فما يضمَّه هذا المتحف يدفع الزائر إلى تخطِّي حدود الحاضر، ويشكِّل مكانًا للاستكشاف والتعلم والإبداع (1). 

يُمثِّل المتحف المستقبلَ المتطوِّر لدبي معماريًّا وتكنولوجيًّا؛ فمن الناحية المعمارية اعتُمِد على المواد الحديثة باستخدام 890 لوح من الفولاذ المقاوم للصدأ (stainless steel) والبلاستيك المقوى بالألياف الزجاجية (GFRP) بعد إجراء العديد من التجارب، لتشكيلِ واجهةٍ منحوتةٍ بالخط العربي مضمونها شعرٌ عبَّر عن طريقه حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن رؤيته لمستقبل دبي (2)، من ضمن هذه الاقتباسات "المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه، المستقبل لا يُنتَظر، المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم" (1).

أمَّا من الناحية التكنولوجية فالمتحف ليس لعرض الآثار، بل لعرض الابتكارات العالمية الجديدة المتطورة تكنولوجيًّا (2)؛ إذ تُعرَض سنويًّا اختراعات تكنولوجية بمجالات متعددة كالخدمات الحكومية والصحية (1).

صُمِّم المشروع من قبل معماريي (Killa Design) في العام 2018 (3)، وتظهر فكرة المتحف الفنية بتشكيله المميز (Torus shape) الذي يشبه الخاتم، بابتكار شكلٍ جديدٍ للبناء بعيدٍ عن الشكل التقليدي لناطحات السحاب (2)، والمستوحى من رؤية صاحب المشروع للمستقبل؛ إذ يجسِّد البناء بمعارضه الطابقية المستقبل المعروف والمتوقع في السنوات الخمس أو العشر القادمة، في حين يعبِّر الفراغ عن المستقبل المجهول، فالأشخاص الذين يسعون خلف المجهول سيستمرون بالابتكار والاكتشاف لتأمين مستقبلٍ أفضل للبشرية (3).

يقع المشروع بجوار أبراج الامارات (Emirates Towers)، ويتألَّف من ثلاثة أقسام رئيسية؛ التل الأخضر والبناء والفراغ البيضوي.

يمثِّل التل الأخضر الأرض بصلابتها وديمومتها والأصالة في المكان والتاريخ، والهدف منه رفع المبنى فوق خط المترو، وزيادة المساحات الخضراء بما يمتِّع زائر المتحف في أثناء تجواله، أما المبنى فيمثِّل الإنسان بقوته وبراعته الفنية وقدرته على التأقلم مع المحيط التي تتجسد بشكل المبنى الجريء المتربِّع على الهضبة، وتظهر الواجهة المنقوشة بالخط العربي شغف الإنسان بالفن والإبداع، ويمثِّل الفراغ البيضوي الابتكار (3).

يضمُّ المبنى بارتفاع 78 م ستة طوابق للمعارض، وطابق واحد للإدارة، وثلاثة طوابق أسفلها؛ تشكِّل القاعدة وتضم  قاعة محاضرات ومحلات تجارية ومواقف للسيارات والخدمات (3).

 ويجسِّد المشروع المستقبل المتطور أيضًا في مبادئ التصميم والتنفيذ والإنشائية المستخدمة باعتماد شروط التصميم البيئي (LEED Platinum Design) كتقليل انبعاث الكربون وتوفير الطاقة والمياه (2)، ليشكِّل معلمًا معماريًّا للمباني ذات انبعاثات الكربون المنخفضة في الإمارات العربية المتحدة (3)، أما من الناحية الإنشائية فقد اعتُمِدت تقنية (BIM) والنمذجة ثلاثية الأبعاد لتوفير الحلول الملائمة للبناء (2,4)،ممّا سهَّل التعاون بين التخصصات المختلفة في المشروع (2)، واستُعين بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (3D Printing Technology) جزئيًّا في البناء بإشراف شركة (BAM international) للإنشاء (4).

فما رأيكم بهذا المبنى؟ وهل تعتقدون أنَّ التصميم المعتمد واستخدام الخط العربي قد حقَّق الغاية المرجوة من الفكرة التصميمية بتقديم بناءٍ يعكس صورة المستقبل؟

المصادر: