الطب > متلازمات طبية
متلازمة الإغراق
هل يمكن أن تغرق بعد الخروج من غرفة العمليات؟!
تشيع متلازمة الإغراق في جراحات السمنة، وهي غالبًا أشيع متلازمة تتلو استئصال المعدة الجزئي أو الكامل. قد يصل احتمال حدوثها في استئصال المعدة الجزئي إلى 50%؛ ولهذا يمكنها أن تكون اختلاطاً مهماً يقع بعد بعض أنواع جراحات السمنة (1).
في الحالة الطبيعية عند تناول الطعام، فإنه يتحرك من المعدة إلى الأمعاء وذلك في خلال عدة ساعات. وفي الأمعاء، تُمتَص المغذيات من الطعام، أما في متلازمة الإغراق، فإن الطعام يتحرك سريعًا جدًّا من المعدة إلى الأمعاء بدلًا من بقائه مدةً من أجل عملية الهضم داخل المعدة.
ولمتلازمة الإغراق نمطان؛ النمط المتأخر الذي ينتج عن الزيادة في النشويات والسكر في الأمعاء، ففي البداية يسبب السكر الزائد زيادةً في مستوى سكر الدم، بعدها يحرر البنكرياس هرمون الأنسولين الذي يساعد الجسم على امتصاص السكاكر المتحررة (الغلوكوز) من الطعام عن طريق نقلها من الدم إلى الخلايا. لكن الكميات الكبيرة المتحررة من الأنسولين تؤدي إلى ارتفاعه داخل المجرى الدموي فيسبب انخفاضًا في مستويات سكر الدم مما ينجم عن ذلك متلازمة الإغراق المتأخرة.
أما النمط الثاني، فهو المبكر إذ يتسبب التدفق المفاجئ للطعام إلى الأمعاء بحركة كمية كبيرة من السوائل إليها، مما ينجم عنها الإصابة بالإسهال والانتفاخ. وتعمل الأمعاء أيضًا على تحرير بعض المواد التي تُسرع معدل ضربات القلب وتخفض الضغط الدموي، وهذا يسبب أعراضًا؛ مثل تسرع القلب و الدوار (2,3).
كذلك، يُعدُّ النمط المبكر من متلازمة الإغراق النمطَ الأشيع الذي يعانيه الخاضعون لعملية تحويل مسار المعدة (gastric bypass surgery)، وغالبًا ما تشمل أعراض متلازمة الإغراق المبكرة: الانتفاخ، والتعرق، والألم البطني، والدوار، والهدير المعدي، والرغبة في الاستلقاء بعد تناول الطعام، والخفقان وسرعة دقات القلب، والدوار والإغماء، والإسهال، والشعور بالامتلاء بعد تناول كمية صغيرة من الطعام.
ومن الجدير بالذكر أنّ قرابة 1 من كل 4 مرضى مِمَن خضعوا لعملية تحويل مسار المعدة (gastric bypass surgery) يعانون النمطَ المتأخر من متلازمة الإغراق، وتشمل أعراضها: الخفقان والتعرق، والجوع والتشويش الذهني، والتعب، والعدوانية ،والرعاش والإغماء (4).
معظم حالات متلازمة الإغراق تُعالج بنجاح بواسطة تعديلات الحمية الغذائية، فالتقسيم المُوصى به للوجبات هو 6 وجبات على الأقل يوميًّا، ويجب تأخير السوائل حتى 30 دقيقة بعد الوجبة، فضلًا عن أنه يجب تجنب السكريات البسيطة ومشتقات الحليب، ويجب أيضًا زيادة البروتين والدهون للتعويض عن المدخول المنخفض من السكريات، كذلك لا بدَّ من التركيز على تناول الطعام الغني بالألياف لأنه يزيد من زمن عبور الطعام ضمن الأمعاء.
وأخيرًا؛ قد نلجأ للمعالجة الدوائية عند المرضى الذين يستمرون في إبداء الأعراض على الرغم من تعديلات الحمية الغذائية (5).
المصادر: