الفلسفة وعلم الاجتماع > علم المنطق والأبستمولوجيا
«المغالطة الجينية أو مغالطة المنشأ»؛ «Genetic Fallacy»
تحدث «المغالطة الجينية أو مغالطة المنشأ - Genetic Fallacy» عند تقييم شيءٍ أو حدثٍ ما بناءً على أُسُسه وسياقاته السابقة وتجاهل التغيرات التي مرَّ بها الحدث أو الشيء موضع البحث التي قد تكون غيرت خصائصه. ويميل من يلجأ إلى استخدام «المغالطة الجينية» إلى رد أهمية فكرةٍ أو شخصٍ أو حدثٍ أو مؤسسةٍ ما إلى أصولها أو منشئها متجاوزًا التطورات والاختلافات التي حدثت ويمكن أن تكون موجودةً في المواقف الحالية (1)، وغالبًا ما تُصاغ المغالطة على أنها رفض الحجة بناءً على سبب نشوئها أو أصلها أو استخدامها الأصلي الذي يختلف عما هو حاليًّا (2).
وليس منشأ الحجة أو عملية توليدها ما يحدد قيمة صدقها؛ فالقول الصحيح والصادق يظل صحيحًا وصادقًا حتى ولو كان صادرًا أساسًا عن إنسانٍ مجنونٍ (3).
ومن الأمثلة على الوقوع في هذه المغالطة:
- "هذا الدواء مضرٌّ لأنه مُستخلَصٌ من نباتٍ سام".
- أو أن تخبرَ إحدى السيدات شخصًا ما أنه لا يجب أن يرتدي خاتم الزواج لأنه يرمز إلى السلاسل التي كانت تُوضَع على كواحل النساء لمنعهنَّ من الابتعاد عن أزواجهنَّ أو الهروب منهم.
- أو عندما يقول أحدهم إنه يجب على النساء ألا يذهبنَ إلى طبيب نساءٍ معين؛ لأن هذا الطبيب اعتاد مشاهدة المواد الإباحية عندما كان طالبًا في المرحلة الثانوية.
غير أن اللجوء إلى أصول الشيء ليس أمرًا خاطئًا دائمًا؛ بل هو ضرورةٌ عندما يكون هذا الأصل ذا صلةٍ بموضوع النقاش. فمثلًا: إذا أراد أحدهم التمييز بين عراقة جامعةٍ عن غيرها؛ فإنه سيرجع في تقييمه إلى أعضائها والمؤسسين والهدف الذي نشأت من أجله، ولكن يمكن أن تتغير حتى في ذلك الأمر وتصبح لها مبادئُ جديدةٌ تعتمد عليها غير تلك التي نشأت من أجلها (2).
المصادر:
1. Damer T. Attacking Faulty Reasoning: A Practical Guide to Fallacy-Free. 6th ed. Wadsworth: Wadsworth Cengage Learning; 2009. P 93-94.
2. Foresman G, Fosl P, Watson J. The Critical Thinking Toolkit. 1st ed. Hoboken: John Wiley & Sons Ltd; 2007. P 112.
3. Scalambrino F. Genetic Fallacy. In: Arp R, Barbone S, Bruce M, ed. Bad arguments 100 of the Most Important Fallacies in Western Philosophy. 1st ed. Hoboken: John Wiley & Sons Ltd; 2019. p. 160-162.