الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
لماذا رمي قشور البصل جريمة غذائية؟
أطنان من قشور البصل يُتخلَّص منها كل عام بوصفها نفايات، فإضافة إلى الحاجة إلى البحث عن حلول لإعادة تدوير هذه النفايات هنالك ضرورة لعدم التفريط بالمغذيات المهمة التي تحتوي عليها، وأحد هذه الحلول هو استخدام قشور البصل مصدرًا طبيعيًّا للمكونات ذات القيمة الوظيفية العالية، لم لا وهي غنية بالمركبات المفيدة لصحة الإنسان!
يقول العلماء إن هذه النفايات (القشور) يمكن أن تستخدم مكونات غذائية إذ إن القشر البني والطبقات الخارجية غنية بالألياف fibre والفلافونويدات flavonoids، فوفق دراسة أجراها علماء في جامعة كرانفيلد في المملكة المتحدة يمكن استخدام القشر البني مكونًا وظيفيًّا غنيًّا بالألياف الغذائية (بالأساس النوع غير القابل للذوبان) والمركبات الفينولية مثل الكيرسيتين والفلافونويد الأخرى التي تتميز بنشاط مضاد للاكسدة جيد (1).
ما علاقة قشور البصل بالسمنة وزيادة الوزن؟
تسبب السمنة عديد من المشكلات الصحية التي تؤثر في كل جزء من أجزاء الجسم تقريبًا، بما في ذلك الدماغ والأوعية الدموية والقلب والكبد والمرارة والعظام والمفاصل.
أجريت عديد من الدراسات لمعرفة مدى تأثير مستخلص قشر البصل onion peel extraction على بعض النتائج الضارة التي تنتج عن السمنة.
ففي دراسة أجريت لمعرفة ما إذا كان استهلاك مستخلص قشر البصل (OPE) يحسن من وظيفة البطانة للأوعية الدموية لدى الأفراد الذين يعانون زيادة الوزن والسمنة، تبين أن التناول المزمن لهذا المستخلص المحتوي على الكيرسيتين Quercetin أدى إلى تحسين الخلل البطاني للأوعية الدموية لدى هؤلاء الأشخاص (2)، إذ يعد ضعف بطانة الأوعية الدموية مؤشرًا مبكرًا للتنبؤ بأمراض القلب والأوعية الدموية نظرًا إلى أن معظم أمراض القلب والأوعية الدموية مرتبطة بتصلب الشرايين، الذي يرتبط بدوره ارتباطًا مباشرًا بخلل بطانة الأوعية الدموية.
استهدفت دراسة أخرى معرفة النشاط المضاد للأكسدة لمستخلص قشر البصل لدى النساء اللواتي يعانون البدانة إذ قلل استهلاك OPE تقليلًا واضحًا من محيط الخصر والورك لدى هؤلاء النساء ويعزى هذا النشاط المضاد للأكسدة بالأساس إلى الكيرسيتين الموجود بكثرة في قشر البصل (3). فما الكيرسيتين إذا؟؟
الكيرسيتين Quercetin
أحد أهم مركبات الفلافونويد المشتقة من النباتات (هو عبارة عن فلافونول flavonol، وهي فئة فرعية من مركبات الفلافونويد) من المعروف أن له تأثيرات مضادة للسمنة ومضادة للسكري وخافضة للضغط في النماذج الحيوانية والدراسات البشرية يمكن لـ Quercetin توعية الخلايا السرطانية المقاومة للعلاج الكيميائي أيضًا كما أثبتت الدراسات أن العلاج بمستخلص قشر البصل الغني بالكيرسيتين (OPE) له خصائص مضادة للصفيحات ومضادة للشيخوخة ومضادة للالتهابات في المختبر وكذلك في النماذج الحيوانية وهو يعد من أكثر مضادات الأكسدة وفرة في النظام الغذائي ويؤدي دورًا مهمًّا في محاربة الجذور الحرة Free radicals المسببة لعديد من الأمراض كما أن له خصائص مضادة للكوليسترول ومضادة للتخثر ومحفزة للأنسولين (3).
في دراسة أخرى تبين أن تناول الكيرسيتين يعيد تشكيل الخلايا الشحمية البيضاء إلى خلايا شحمية تشبه البني (4).
يعد تسمير (إلغاء تأثير) الخلايا الشحمية استراتيجية واعدة للوقاية من السمنة، وباستخدام المستخلصات المشتقة من قشر البصل ومركباتها النشطة بيولوجيًّا يمكن أن نغير خصائص الخلايا الشحمية البيضاء إلى تلك الموجودة في الخلايا الدهنية الشبيهة بالبني التي تخزن مستويات أقل من الدهون ويمكن تنشيطها لأكسدة الأحماض الدهنية للحفاظ على درجة حرارة الجسم (4).
كيف نستفيد من فوائد هذه القشور ؟
من الممكن أن نضيف القشور للحساء في أثناء طهيه فهو يكسبه لونًا إضافيًّا جميلًا، إضافة إلى المكونات الغذائية، كما يمكن أن نشرب مغلي قشور البصل أو طهي الأرز مثلًا بمنقوع قشر البصل ولك أن تضيف إلى هذه الطرائق ما تراه مناسب.
فوائد قشور البصل لا تنحصر في تقليل السمنة فقط بل إن فوائده أوسع من ذلك ويكفي أن نعيد قراءة التعريف بالكيرسيتين كي لا نرمي قشور البصل مجددًا ولنجعله جزءًا من نظامنا الغذائي.
المصادر:
2- Choi E, Lee H, Woo J, Jang H, Hwang S, Kim H et al. Effect of onion peel extract on endothelial function and endothelial progenitor cells in overweight and obese individuals. Nutrition. 2015; 31(9):1131-1135. هنا
3- Kim K, Yim J. Antioxidative Activity of Onion Peel Extract in Obese Women: A Randomized, Double-blind, Placebo Controlled Study. Journal of Cancer Prevention. 2015; 20(3):202-207. هنا
4- Lee S, Parks J, Kang H. Quercetin, a functional compound of onion peel, remodels white adipocytes to brown-like adipocytes. The Journal of Nutritional Biochemistry. 2017; 42:62-71. هنا