علم النفس > القاعدة المعرفية
عندما تقع الضحية في حب المعتدي
تعرضت المراهقة (إليزابيث سمارت) للاختطاف من منزلها ولمدة تسعة أشهر، والغريب في الحكاية أن إليزابيث لم تحاول الهروب من قبضة الخاطف حين سنحت لها الفرصة لذلك، بل كانت متعاطفة معه كثيرًا. فهل تعرضت لغسيل الدماغ؟ (1)
البعض شبّهوا حالة إليزابيث بما يسمى "متلازمة ستوكهولم"، إشارة لحادثة اختطاف أربعة من موظفي أحد البنوك لمدة ستة أيام في مدينة ستوكهولم في السويد في العام 1973. وقد ظهر عند الموظفين الأربعة ارتباط عاطفي مع الخاطفين، إذ أن متلازمة ستوكهولم ليست غسيلٌ لدماغ الضحية على يد الخاطف، وإنما أسلوب للنجاة يتبعه الدماغ لتحمل العنف (2).
وفي حالات الاختطاف أو الاساءة، فإن مشاعر الخوف أو الرعب ربما تكون الأكثر شيوعًا في مثل هذه الحالات. وبعض المصابين بها لا يسعون للتواصل مع الشرطة، وربما يترددون لمواجهة الخاطف أو من يسيء معاملتهم. وهي لا تعد تشخيصًا للصحة العقلية، بل يُعتقد أن تكون وسيلة للمواجهة. فإن الأشخاص الذين تعرضوا لسوء معاملة أو الاتجار بهم، أو من كانوا ضحايا سفاح القربى أو ضحايا الرعب يمكن أن يطوروها (3).
أما الأسباب وراء إصابة الضحية بمتلازمة ستوكهولم مختلفة، منها:
1- الخاطف يعامل الضحية بأسلوب إنساني.
2- ثمة تفاعل كبير بين الخاطف والمخطوف، الأمر الذي يطوّر الفرص لتوطيد العلاقة بينهما.
3- يشعر المخطوف بأن موظفي تنفيذ القانون لا يؤدون وظائفهم كفاية (2):
متلازمة ستوكهولم يمكن أن تتضح بطرق شتى، وتتضمن الأعراض التالية للضحايا:
1- يدركون طيبة أو رحمة خاطفيهم.
2- يطورن مشاعر إيجابية نحو الشخص أو مجموعة الأشخاص الذين يحتجزونهم أو يسيئون إليهم.
3- يتبنون الأهداف نفسها، ووجهات النظر العالمية، والأيديولوجيات مع خاطفيهم أو المسيئين إليهم.
4- يشعرون بالحنو على الخاطف أو المسيء إليهم.
5- يرفضون ترك خاطفيهم، حتى وإن أُعطوا الفرصة للهروب (2).
بعد إطلاق سراح المختطف، فإن المرضى المصابين بمتلازمة ستوكهولم من المحتمل أن تبقى لديهم مشاعر إيجابية تجاه الخاطف. ولكنهم ربما يختبرون استعادة الذكريات، والاكتئاب، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة (2).
بالنسبة لأساليب العلاج فهناك نوعان:
1- علاج قصير الأمد:
الاستشارة أو العلاج النفسي لاضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن يساعد في تخفيف المشكلة الفورية المرتبطة بفترة التعافي، مثل القلق والاكتئاب.
2- علاج طويل الأمد:
العلاج النفسي طويل الأمد يمكن أن يساعد في التعافي بفعالية أكبر(3).
المصادر:
2- Stockholm syndrome: Origins, causes, symptoms, and treatment [Internet]. Medicalnewstoday.com. 2020 [cited 29 March 2021]. Available from: هنا
3- Stockholm Syndrome: Causes, Symptoms, Examples [Internet]. Healthline. 2019 [cited 29 March 2021]. Available from: هنا