زبد البحر Sea Foam كما لم ترَهُ من قبل!

بفعل الرياح والأمواج تَهيجُ مياهُ البحيرات والمحيطات التي تحوي أملاحًا ذائبة وموادَّ عضوية وتهتز؛ فتتكون فقاعات صغيرة على نطاق كبير من شواطئ المناطق الساحلية مشكّلةً ما يُعرَف بـ "زبد البحر". وتتجمع هذه المواد التي يأتي معظمها من تحلل الطحالب بعد ازهِرارها (الانفجار الطحلبي)، فيتشكل الزبد الذي تلقي به الأمواج على الشواطئ المجاورة (1).

يزداد تشكل زبد البحر ازديادًا أوضحَ قُبيل ارتفاع المد وفي أثناء الظروف العاصفة وفي مناطق التيارات البحرية القوية، ثمَّ إنَّ خصائصَ زبد البحر تجعلُ منه قادرًا على حبس المواد العضوية كالطحالب والجراثيم وبقايا الأعشاب البحرية والحشرات، ممَّا يجعله في بعض الحالات مصدرًا غذائيًّا مهمًّا لبعض الحيوانات؛ داعمًا بذلك مجموعاتٍ كبيرة من الكائنات الأولية (2).

وبذلك يُعَدُّ زبد البحر مؤشرًا على إنتاجية النظام البيئي للمحيطات، إلا أنه في حالاتٍ نادرة قد يكونُ وسيلةً لانتقال السموم الطحلبية عبر الهواء، وقد يمثّلُ خطرًا على صحة مرضى الربو أو أمراض الجهاز التنفسي الأخرى (1).

يحدث في كثير من الأحيان أن تتعدّى نسبةُ تشكل زبد البحر الحدودَ الطبيعية عندما تشتد العواصف والرياح والأمواج إلى درجة أنه قد يغطي الشواطئ والبلدات المجاورة، وأحد الأمثلة على ذلك هو ما يشهده الشاطئ المسمى بالـ"الشاطئ المشمس Sunshine Coast" في جنوب شرق مقاطعة كوينزلاند Queensland في أستراليا في السنوات الأخيرة؛ إذ تُغطي كمياتٌ كبيرةٌ جدًّا من زبد البحر شوارعَ المدينة المجاورة للشاطئ كما تشاهدون في الصورة أدناه (3).

المصادر: