عربات الموكب الذهبي

شهِدت العاصمة المصرية يوم السبت 3 نيسان (أبريل) 2021 حدثًا عالميًّا نادرًا، فقد نُقلت 22 مومياء ملكية من المتحف المصري إلى مكان إقامتها الجديد في متحف الحضارة (1-3).

وأدّت العربات الملكية دورًا مفصليًّا في ذلك الحدث المهيب لإيصال تلك المومياوات باحترافية عالية كما شاهدنا جميعًا، إذ وُضِعت كلُّ مومياء على متن عربة تابعة للقوات المسلحة المصرية، وصُنِع هيكلها من أنواع عديدة من الخشب مُصمَّمة على شكل قارب فرعوني (بمزيج من اللونَين الذهبي والأسود) كالذي كان يُستعمَلُ لنقل الموتى من أفراد العائلة الملكية إلى الحياة الأبدية (وفق التصور المصري القديم)، ورُسِم عليها أجنحة الصقور التي ترمز للقيامة في الحضارة الفرعونية القديمة (2).

زُوِّدت العربات الملكية بماصٍّ خاص للصدمات بهدف الحفاظ على استقرار العربات في أثناء الحركة، وإبقاء العجلات دائمًا على اتصال بالطريق في أثناء القيادة على المنعطفات، والحفاظ على المومياوات من الاهتزازات والصدمات غير المتوقعة طوال الرحلة التي استغرقت 40 دقيقة لعبور مسافة 4 أميال، إذ كانت العجلات الخاصة بها مُجهَّزة للنفخ تلقائيًّا في حالة حدوث أي اختلال في نسب الهواء بداخلها، إضافة إلى وجود بطارية كهربية احتياطية داخل كل عربة، تعمل تلقائيًّا في حال تعرض البطارية الأصلية للضعف بسبب الإضاءات المستخدمة لتزيين العربات (1,3,4,6).

ووُضِعت المومياوات في صناديق خاصة أشبه ما تكون بكبسولات مملوءة بالنتروجين في ظروف مماثلة لظروف عرضها العادية للحفاظ عليها من العوامل البيولوجية والأكسدة، ولمنع ظهور أي تفشٍّ للحشرات ( 6-1,3). 

إضافة إلى ذلك، نُقِش اسمُ كل ملك وملكة على العربة المخصصة له بثلاث لغات؛ العربية والإنجليزية والهيروغليفية، وطاف في الموكب نوع آخر من العربات، إذ صنّعت وزارة الإنتاج الحربي المصرية 22 عجلة حربية على الطراز الفرعوني لصالح وزارة السياحة والآثار، وبالفعل فقد أضافت تلك العجلات -التي تجرها الخيول- لمسةً تاريخية أصيلة في الموكب الملكي المصري(7).

يصعُب علينا تخيل كيفية نقل هذه المومياوات بهذه الطريقة الحضارية دون الدور التي أدّته تلك العربات في إتمام المهمة على أكمل وجه.

المصادر: