الغذاء والتغذية > معلومة سريـعـة
معلومة زائفة- استعمال العسل للتحلية بدلًا من السكّر المحول حلٌّ صحي
المعلومة الزائفة:
بعد غيابه مدّة عامَين عن مريديه وأتباعه أطلَّ المتأمّل الروحاني ظاهر سنّ الأفعى في فيديو مصوَّر ليلخّص الحكمة التي توصل إليها بعد اعتكافه المفاجئ، فبدأ حديثه بالصمت مدة نصف ساعة قبل أن يدلي بخطابه الذي نقتطع منه ما يأتي:
"… ومع تدفق شلّال الحقائق الخفية اللاذع إلى ظهري وقدميّ وصراخي الجنائزي كذئاب البراري استطعتُ اكتشاف خللٍ روحانيّ يؤثر في طاقتي الداخلية، وهو أنّني أستعمل السكر المحوّل في مشروباتي ومأكولاتي بدلًا من اللجوء إلى الطبيعة الحيّة التي تومئ لنا بإشارات غامضة لا يستطيع التقاطها على وجوههم إلا المتنورون على شكل صفعاتٍ ولطمات صاعقة.
وبهذا التنوّر انتقلتُ إلى استعمال العسل في كل شيء، فالسكّر الموجود في العسل وغيره من ثمار الطبيعة يختلف اختلافًا جذريًّا عن كل أنواع السكّر المعالَج بأدوات تسلب المرء راحته الطاقويّة وقد تصيبه بالسكّري، وهكذا غدت حياتي عسلًا بعسل؛ أضع العسل في الشاي والقهوة والمتة والزهورات والعطور ومنقوشة الصعتر، وألتهم منه قليلًا قبل الطعام وبعده، وأدهن وجهي وجسدي به، وأستحم بشامبو العسل، ولم أكتفِ بذلك؛ بل أدمنت على تدخين المعسّل، واستبدلت بالقيلولة البغيضة تعسيلة النوم، وأصبحتُ أسمّي منشرَ ثيابي حبل العسيل بدلًا من حبل الغسيل …."
ويشغل المتأمل ظاهر منصبَ رئيس المجمع الدولي للتدليك بزيت البصل، وعضو الهيئة العليا لطب الروائح الغيبية، ورئيس منتدى الضبعة لمواضع الشاكرا السبعة، وهو باحث في الماورائيات والماأماميات والمابينيات، وقد وردت أنباء عن اعتقاله قبل عامَين بقضايا اختلاس واحتيال وتزوير عملة وشهادات أكاديمية.
إعداد: عامر حاتم.
لم يدققها أحد، ومصادرها مشبوهة.
المعلومة الصحيحة:
على الرغم من ضرورة تجنب تناول الأغذية المكررة عمومًا والسكر الأبيض المعالَج خصوصًا، ففكرةُ أنَّ "لوح غرانولا محلّى بالعسل أفضلُ من لوح محلى بشراب الذرة العالي الفركتوز، لأنَّ السكر الطبيعي أفضل من المحوَّل" ليست صحيحةً.
ذلك لأنَّ السكر في المنتجات الطبيعية كالفاكهة وفي المنتجات الاصطناعية كالحلوى هو نفسه، وهنالك أدلة علمية على أنَّ التأثير البيولوجي لشراب الذرة العالي الفركتوز هو التأثير البيولوجي نفسه للعسل (1).
ولكن تكمن المشكلة في أنَّ الحلوى والمنتجات الأخرى الشبيهة بها تحوي -عادةً- مزيدًا من السكر في الوحدة الوزنية نفسها (أي إنَّ 100 غرام من الحلوى تحوي سكّرًا أكثر مما تحويه 100 غرام من المنتجات الطبيعية عادةً)؛ ممَّا يعني أنَّ في هذه المنتجات مزيدًا من السكر ومزيدًا من السعرات الحرارية، ومن ثمَّ فالاختلاف يأتي من المحتوى السكّري وليس من اختلاف نوع السكر أو تأثيره، ولكن؛ حتَّى هذه النقطة قد لا تنطبق على العسل الذي يحوي محتوى عاليًا من السكر أيضًا (2,3).
ومن الجدير بالذكر أنّ استعمال العسل بدلًا من السكر في حمية مرض السكري لا ميزة له، فكلاهما يؤثر في مستوى السكر في الدم، والعسل أحلى من حبيبات السكر، لذا يمكنك استعمال كمية أقل من العسل للتحلية في بعض الوصفات، لكنَّ ملعقة صغيرة من العسل تحوي كربوهيدرات أكثر بقليل من ملعقة صغيرة من السكر وسعرات حرارية أكثر أيضًا، لذا فإنَّ التوفير في كمية السعرات الحرارية والكربوهيدرات التي يقدمها هذا الاستبدال يُعدُّ قليلًا وغير ذي أهمية (4).
لذا يجب التركيز دائمًا على نوع السكر وكمّيته لا على مصدره فحسب.
المصادر:
2. Syrups, corn, high-fructose [Internet]. FoodData Central USDA. 2019 [cited 6 April 2021]. Available from: هنا
3. Honey [Internet]. FoodData Central USDA. 2019 [cited 6 April 2021]. Available from: هنا
4. Diabetes foods: Can I substitute honey for sugar? [Internet]. Mayo Clinic. 2019 [cited 3 April 2021]. Available from: هنا