الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية > الجغرافيا السياسية
الجغرافيا السياسية؛ حدود ونزاعات
يُعرّف معجم كامبريدج الجغرافيا السياسية بأنها دراسة الطريقة التي يُقسَّم العالم بها إلى دول (1)، وتُعرَّف أيضًا بأنها تتعلَّق بكيفية إنشاء الحواجز بين الناس ومجتمعاتهم السياسية المختلفة وكيفية نشوء الأنظمة العالمية وتأثير التحرُّكات السياسية في تشكيل الخريطة السياسية العالمية (2)؛ إذ تسلِّط الجغرافيا السياسية الضوء على تأثير الأبعاد المكانية في المظاهر السياسية متَّخذةً من مكان الحدث السياسي سببًا ومنطلقًا لتفسير السلوكيات السياسية على سطح الأرض (3).
تعود الجذور التاريخية لأصول مصطلح "الجغرافيا السياسية'' إلى عام 1750 م؛ إذ شمل هذا المصطلح من وجهة نظر صاحبه الفيلسوف الفرنسي تورجوت (Turgot) العلاقة المكانية بين الظواهر الجغرافية وما يتصل بها من تنظيمات سياسية وصولًا إلى توزيع المستوطنات والأعراق (2). وقد صُنِّفت الجغرافيا السياسية في السيتينيات من القرن العشرين بوصفها جزءًا من الدراسات السياسية ذات المنظور المكاني مع قضايا الانتخابات والحدود والتنظيمات الإدارية (4).
يشكِّل التحليل الوصفي للتكوين المكاني والتحليل الكمي للتطورات السياسية اثنين من التوجهات الاختصاصية الأربعة للجغرافيا السياسية، إلى جانب تحليل التأثير السياسي الاقتصادي في التنظيمات السياسية المكانية، ومجالات العمل السياسي (3). ومن المجالات الأساسية والمترابطة التي تتناولها الجغرافيا السياسية؛ السياسة البيئية والصراع على الموارد، ودراسات الحدود والنزاعات الإقليمية، والعولمة والعلاقات الدولية، وهيكلية السلطة السياسية والتحركات الاجتماعية الجديدة (5).
فكيف أثرت الأنظمة السياسية والنزاعات الإقليمية في رسم حدود الدول؟ وما الحواجز التي نشأت بين الناس ومجتمعاتهم السياسية المختلفة؟ وهل أثرت الأبعاد المكانية في الظواهر والممارسات السياسية؟
هذا ما نحاول استعراضه والإجابة عنه في الفئة الفرعية "الجغرافيا السياسية" في قسم "الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية".
المصادر: