إلغاء صداقة الأشخاص عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك: أسبابه وتأثيراته

سلطت دراستين أجريتا بجامعة كولورادو دنفر الضوء على النموذج الأكثر شيوعاً للصديق الذي يُحذف من قائمة الأصدقاء على الفيس بوك، وما هي الاستجابة العاطفية لمن يحذفون من قائمة الأصدقاء؟

الدراسات اتي نُشرت مؤخراً هذه السنة تُظهِر أنّ معظم الأشخاص الذين يُحذفون من قائمة الأصدقاء هم معارف المدرسة الثانوية.

وبيّن كريستوفر سيبونا، طالب الدكتوراه في برنامج نظم المعلومات وعلوم الحاسب في كلية دينيفر لإدارة الأعمال بجامعة كولورادو بدراستيه اللتين قام بهما أنّ السبب الأكثر شيوعاً لإزالة صداقة بعض الأشخاص من معارفنا أيام الدراسة الثانوية أن الشخص يكتب منشورات تتمحور غالباً حول الدين أو السياسة، ليأتي سبب المنشورات المتكررة وغير المثيرة للاهتمام بالمرتبة التالية لإلغاء صداقة الأشخاص.

اختبرت دراسة الدكتور سيبونا الأولى السلوكيات التي تؤدي لإزالة الصداقات وانهيارها على الفيس بوك، في حين اهتمت الدراسة الثانية بالردود العاطفية لإلغاء الصداقة.

وارتكزت كلا الدراستين في التوصل إلى نتائجهما على استبيان موجه إلى 1077 شخصاً على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

توصلت الدراسة الأولى أن أكثر خمسة أنماط كانوا يحذفون من قائمة الأصدقاء بحسب رأي عينة البحث، هم:

* أصدقاء المدرسة الثانوية

* آخرون لا نعرفهم

* أصدقاء الأصدقاء

* أصدقاء العمل

* أصدقاء الاهتمامات المشتركة.

وفي تعليق لسيبونا على النتائج قال: "لقد وجدنا أنّ الناس تقوم بحذف زملاء العمل من قائمة الأصدقاء في أغلب الأحيان بسبب تصرفاتهم في العالم الحقيقي، أكثر مما هي بسبب أي شيء يكتبونه على صفحاتهم في الفيس بوك.

أحد الأسباب التي يُعتقد أنّ أصدقاء المدرسة الثانوية يعدونها الأكثر جوهرية لإلغاء الصداقة وهي معتقداتهم الدينية والسياسية، قد لا تكون بالقوة ذاتها عندما كانوا أصغر سناً. وإذا نمت هذه المعتقدات بشكل شديد بمرور الزمن، فإنه سيكون من السهل أكثر أن يقوموا بجرح مشاعر الآخرين.

وتابع سيبونا رأيه: "قد لا يعرف أصدقائك في المدرسة الثانوية معتقداتك السياسية الحالية، أو معتقداتك الدينية وقد تصمت عن ذلك. لكن بوجود مواقع التواصل الاجتماعية فإن الخلاف يتصاعد بسرعة كبيرة جداً.

اهتمت الدراسة الثانية بالتأثير العاطفي لحالات إلغاء الصداقة.

وجد سيبونا مدى من العواطف المتعلقة بإلغاء الصداقة تتراوح بين كونها تسبب الضيق أو كونها أمر مُسلي.

كانت الردود الأكثر تكراراً لأفراد عينة البحث عن مشاعرهم حيال إلغاء صداقتهم:

* لقد فوجئت.

* لقد ضايقني ذلك.

* لقد وجدت ذلك مسلياً.

* شعرتُ بالحزن.

وقال سيبونا الذي يدرس تبعات إلغاء صداقة الفيس بوك في العالم الحقيقي منذ عام 2010: "إنّ المتنبئ الأقوى بمدى شدة التأثر بإلغاء الصداقة هو قُربك من القمة بعلاقة الصداقة عند حدوث الإلغاء، إذ ستكون أكثر ضيقاً وحزناً إذا قام صديقك المقرب بإلغاء صداقتك".

وجدت الدراسة أربعة عوامل تنبئ بردود الفعل العاطفية لشخص ما كونه حُذف من قائمة الأصدقاء. تنبأ عاملان منهما بأن المستخدم سيتأثر سلبياً إذا كان الشخص الذي تم حذفه صديق مقرب للشخص الذي قام بحذفه، ودرجة قيام الشخص بمراقبة قائمة الأصدقاء بشكل مباشر.

العاملان الآخران تنبئا بأنّ المستخدم سيتأثر سلبياً بشكل أقل إذا تمت مناقشة الصعوبات بين الأصدقاء قبل إلغاء الصداقة، وإذا تحدث الشخص عن ذلك بعد إلغاء الصداقة.

أظهر البحث أنّ إلغاء الصداقة يحدث في أغلب الأحيان مع الأصدقاء الذي كانوا مرة مقربين أكثر مما يحدث بالنسبة للمعارف.

توصلت الدراسة إلى أنه على الرغم من غالبية الروابط الضعيفة على الشبكة الاجتماعية على الإنترنت إلا أنّ هذه النتائج تساعد على وضع "إلغاء الصداقة" ضمن السياق الأكبر لإنهاء العلاقات.

وقال سيبونا أيضاً أنّ منهج "قياس واحد يناسب الكل" لإنهاء العلاقات الرقمية هو حالة فريدة لكن في العالم الحقيقي فالنتائج تحتاج أبحاث إضافية.

إذا كنت تملك الكثير من الأصدقاء على الفيس بوك� تكلفة الحفاظ على الصداقة قليلة جداً� فإذا بذلت جهداً واعياً للضغط على زر للتخلص من شخص ما فإن ذلك سيكون مؤلماً.

المصدر : هنا