علم النفس > القاعدة المعرفية
اضطراب التكيف (Adjustment Disorder)
تظهر اضطرابات التكيّف كرد فعل للشخص على حادثة تُعد مصدرًا للتوتر، إذ تغيّر شعور الفرد وتفكيره عن العالم من حوله وموقعه فيه (1).
ماذا يُقصد باضطراب التكيّف؟
يصف اضطراب التكيّف رد فعل سلوكيّ وعاطفيّ تجاه مؤثّر نفسيّ محدد يبديه أشخاص لديهم صعوبات في التكيف تجاه هذا الحادث المُجهد، وذلك بحدة لا تتناسب مع شدة وقوة المؤثر سواء كان هذا المؤثر حدث صادم مثل التعرّض الوشيك للموت أو صراع نفسيّ داخليّ بعد فقدان أحد الأحبة أو خسارة الشخص لوظيفته، مما يجعل الشخص يعاني صعوبة في التعامل مع الوظائف اليوميّة ومهامها (2).
يعدّ الاضطراب شائعًا في الاستشارات النفسية، فمن خلال دراسة متعددة المراكز شكّل اضطراب التكيّف 12% من الاستشارات النفسيّة، مع نسبة تفوق 11% لاحتمال تشخيّصه. وقد اُستخدم التشخيص خاصةً مع مُراجعين ممن تعرضوا لإصابة بليغة أو تسمم أو عرضوا أنفسهم للأذى، إضافةً لوصف بعض المرضى لخليط من الأعراض الجسدية والنفسية (2).
مَا هي أعراض اضطراب التكيّف؟
تظهر أعراض الاضطراب غالبًا خلال 3 أشهر من الحادث ولا تستمر أكثر من 6 أشهر، مُسببةً مشاكل في قدرة الشخص على ممارسة الحياة الطبيعيّة مثل مشاكل النوم والعمل والدراسة، ومن هذه الأعراض:
1. الشعور باليأس.
2. الحزن.
3. البكاء المتكرر.
4. التوتر والقلق.
5. أوجاع المعدة والرأس.
6. خفقان القلب.
7. الابتعاد عن الناس والنشاطات الاجتماعية.
8. التغيب المتكرر عن المدرسة والعمل.
9. اللجوء لنشاطات خطرة ومُدمرة مثل القيادة المتهوّرة والشجارات.
10. تغير الشهية سواء زيادة أو نقصان.
11. مشكلات في النوم.
12. الشعور بالتعب الدائم وفقدان الطاقة.
13. الإفراط في استهلاك الكحول أو الأدوية الأُخرى.
وتميل الأعراض عند الأطفال والمراهقين إلى أن تكون سلوكيّة أكثر مثل التغيّب عن المدرسة والشجارات، أما البالغون فيعانون أعراضًا عاطفيّة واضحة مثل الحزن والقلق (1).
ما المؤثرات القادرة على التسبب بالاضطراب؟ وهل يحدث لدى أشخاص وحالات معينة؟
تختلف أنواع المؤثرات القادرة على إحداث الاضطراب من شخص لآخر، ولكن من الحوادث الشائعة عمومًا:
1.إنهاء علاقة أو زواج.
2.فقدان عمل.
3.موت أحد الأحبة.
4.إصابة الشخص أو أحد أحبته بمرض خطير.
5.التعرض لحادث مأساويّ أو النجاة من كارثة كبيرة مثل حريق ضخم أو بركان.
6.تغير كبير ومفاجئ في حياة الشخص (زواج، ولادة طفل، التقاعد من العمل).
لا يوجد خطورة لحالات معينة دون أخرى، فقد يصيب الاضطراب أي شخص بغض النظر عن الجنس، والعمر، والعرق ونمط الحياة مع شيوعه أكثر في الفترات الانتقالية من حياة الشخص كالمراهقة ومتوسط العمر والأعمار المتقدمة (1).
ماذا عن العلاج؟
إن قرار اللجوء لعلاج معيّن بحد ذاته هو قرار سريريّ يتخذه الطبيب المختص سواء كان العلاج نفسيًا أو دوائيًا. وغالبًا ما تكون العلاجات قصيرة الأمد كافية وذلك لأن الاضطراب لا يستمر لفترات طويلة.
ويتمثّل هدف العلاجات النفسية على مختلف أشكالها في:
1. تحديد المؤثرات المُسببة للتوتر بالنسبة للمريض وإن كان من الممكن التخلص منها أو التقليل من أثرها.
2. توضيح المعنى الذي يعطيه المريض للتجربة القاسية وتفسيره وإعادة صياغته من وجهة نظر نفسيّة.
3. التقليل من مخاوف المريض والصراعات الداخلية التي يعيشها.
4. تعريف المريض بوسائل تخفف التوتر عنه.
5. مساعدة المريض في بناء وجهة نظر مختلفة عن تجربته، وتمكينه من بناء علاقات جديدة، والقدرة على التحكم بنفسه والتكيف مع ضغوطات محيطه (3).
ويشفى المصاب بالمعالجة المهنيّة الصحيحة كليًا، ومن الممكن أن يمنحه الاضطراب فرصة تعلم مهارات جديدة تساعده على التأقلم مع التجارب القادمة بنضوجٍ تام (1).
المصادر:
2. O’Donnell M, Agathos J, Metcalf O, Gibson K, Lau W. Adjustment Disorder: Current Developments and Future Directions. International Journal of Environmental Research and Public Health [Internet]. 2019 [cited 9 March 2021];16(14):2537. Available from: هنا
3. Frank J. Adjustment Disorders: Practice Essentials, Background, Pathophysiology. Emedicine.medscape.com. 2016 [cited 9 March 2021]. Available from: هنا