يوم الملاريا العالمي World malaria day

يصادف ٢٥ نيسان (أبريل) من كل عام اليومَ العالمي للملاريا، وهو يوم يُسلط فيه الضوء على الجهود العالمية للسيطرة على الملاريا، فقد ساد اعتقاد شائع لأكثر من 2500 عام أن الهواء الفاسد أو المستنقعات هما سبب مرض الملاريا، ومع اكتشاف الجراثيم عام 1676 وتطوير نظرية العدوى المسبَّبة بالجراثيم بدأ البحث على نحو أكبر عن سبب مرض الملاريا، حتى اكتشف الطبيب الفرنسي لافيران الطفيلي المسببَ في أحد المشافي في الجزائر، ويُعتقد أن كلمة ملاريا إيطالية الأصل تعود إلى mal'aria أي الهواء الفاسد أو التلوث، ويعود تاريخ المرض إلى أكثر من 4000 عام؛ إذ وُصف مرض مشابه تمامًا للملاريا في وثائق صينية عام 2700 قبل الميلاد (1).

وأحرز العالم تقدمًا تاريخيًأ ضد الملاريا منذ عام 2000 محافظًا على حياة ملايين الناس، لكن نصف العالم لا يزال يعيش تحت خطر الإصابة بهذا المرض القابل للوقاية والعلاج والذي يكلف حياة طفل كل دقيقتين، وتشير منظمة الصحة العالمية في هذا اليوم إلى النجاحات التي حققتها في مواجهة الملاريا، وتركّز على مسؤوليتنا جميعًا في ذلك للاقتراب أكثر من عالمٍ خالٍ من الملاريا. 

سيرتكز هذا اليوم في عام 2021 على حركة (zero Malaria starts with me) وحملة (draw line against malaria) الموجهة للجيل الشابّ، وقد حددت المنظمة أهداف هذا اليوم بإسقاط الضوء على نجاحات الدول في مواجهة الملاريا، وتشجيع مجموعة جديدة من الدول ممن لديها القدرة على الحد من هذا المرض بحلول 2025، إضافة إلى التأكيد على أن القضاء على الملاريا قضاءً كاملًا في متناول جميع البلدان (2).

والملاريا: عدوى طفيلية منقولة عبر بعوض الأنوفيل، وهو مرض حاد مهدد للحياة ويشكل تهديدًا حقيقيًّا للصحة العالمية، فهناك 2 مليار شخص معرض لخطر الإصابة بالملاريا سنويًّا بمَن فيهم أولئك المقيمون في 90 دولة تتوطن فيها الملاريا و25 مليونًا من المسافرين.

تسبب الملاريا نوب حمى دورية وصفية لها. ومع تطبيق المعالجة المناسبة في الوقت المناسب تزول الأعراض بسرعة، لكن قد تحدث أحيانًا اختلاطات مهمة، مثل: الملاريا الدماغية وفقر الدم الشديد والسبات وحتى الموت (3).

لذلك ومن أجل أن نسهم جميعًا في الوصول إلى عالم خالٍ من الملاريا عليك معرفة أن هناك خطر حقيقي بأن تصاب بالملاريا إذا سافرت إلى بلد متوطن فيه المرض؛ لذلك يُنصح باستعمال مقاربة ABCD لتجنب الإصابة (4):

1- الوعي بالخطورة Awareness of risk:

تفقّد فيما إذا كنت بحاجة أخذ علاج وقائي ضد الملاريا قبل أن تسافر إلى بلد ما حتى إن كنت تعيش في بلد يشيع فيه هذا المرض؛ إذ لا يملك أي منّا مناعةً كاملة ضد الملاريا وأي مستوى من المناعة الطبيعية قد تملكها ستخسرها بسرعة عندما تنتقل خارج المنطقة المتوطنة بالملاريا (4).

2- الوقاية من عضات البعوض Bite prevention:

كلما تعرضت لعضات أقل كانت احتمالية إصابتك بالملاريا أقل؛ لذلك حاول النوم في غرفة مكيفة مع التأكد من إغلاق النوافذ والأبواب، واستعمل صائدَ حشرات حاوي على DEET على شكل بخاخ أو كريم يطبق على الجلد أو استعمل شبكة صيد حشرات معالَجة بقاتل حشرات (4).

3- تفقّد فيما إذا كنت بحاجة لتناول حبوب مضادات الملاريا وقائيًا.

Check whether you need to take malaria prevention tablets

ليس هناك لقاح لمرض الملاريا؛ لذلك يجب عليك تناول حبوب مضادات الملاريا لتقلل فرص إصابتك. تأكد من تناولك الدواءَ المناسب بالجرعة الصحيحة وأنهي الجرعة كاملة، ولا تجزم بنفسك أن الزمرة الدوائية التي تناولتها في رحلات سابقة هي المناسبة لرحلات المستقبل، بل اطلب استشارة طبيبك؛ لأن اختيار نوع الحبوب معتمد على سلالة الملاريا المنقولة عبر البعوض في البلد المقصد وإمكانية وجود مقاومة على الدواء من عدمها (4).

4- التشخيص Diagnosis:

اطلب المشورة الطبية حالًا عندما تظهر عليك أي من أعراض الملاريا حتى فترة عام من تاريخ عودتك من بلد متوطن بالملاريا (4).

فلنلتف معًا حول أهداف منظمة الصحة العالمية في الوصول إلى عالم دون ملاريا؛ لأن ذلك واجب جماعي.

المصادر: