الجغرافيا الريفية؛ رصد واقع الأرياف ومستقبلها

قد تُعرَّف الجغرافيا الريفية بأنها دراسة المجتمع والأماكن والمشاهد الطبيعية في المناطق الريفية، والعمليات الاقتصادية والاجتماعية التي تشكل هذه المناطق (1,2)، وفي الواقع كان تعريف المناطق الريفية وتعيين حدودها من المواضيع المهمة بالنسبة للجغرافيين، وتطوَّر هذا الموضوع عبر الزمن من رسم خرائط المناطق الريفية ووضع المؤشِّرات الإحصائية لها إلى التحقيق في العمليات الاقتصادية والاجتماعية التي قد تنتج ظواهر ريفية مميزة، ثم تحليل الخطابات أو النصوص التي تصوِّر المناطق والظواهر الريفية (1).

ويُعدُّ نطاق الجغرافيا الريفية واسعًا جدًّا؛ إذ يشمل الأبحاث التي تمتد من التحليل الاقتصادي للأعمال التي تخص المزارع والتجارة الزراعية إلى التحليل الثقافي للأسلوب الذي تصوِّر به الوسائل الإعلامية الحياة الريفية (1). ومع الأهمية الجغرافية السياسية المتزايدة لقضايا التغير المناخي والأمن الغذائي وأمن الطاقة والتنوع الحيوي، انتقلت تنمية المناطق الريفية من كونها مواضيع هامشية إلى مواضيع أساسية ومركزية في العمليات التخطيطية المستقبلية، فإيجاد الحلول للمشكلات التي تسببها هذه التحديات العالمية سيتطلب اتخاذ القرارات المتعلقة باستخدام الأراضي الريفية وإدارتها (3).

ويمكن القول أنَّ دراسة الجغرافيا الريفية قد تأثرت بالقضايا المعاصرة، فقد وسعَّت هذه التأثيرات نطاق الجغرافيا الريفية لتشمل العمليات التي تشكل الحياة المعاصرة ونمط المعيشة في المناطق الريفية (2).

فلنتعرف إلى واقع الأرياف ومستقبلها، والتغيُّرات التي طرأت عليها، وظواهرها المختلفة في الفئة الفرعية "الجغرافيا الريفية" في قسم "الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية".