التاريخ وعلم الآثار > تحقيقات وكشوف أثرية
المدينة الذهبية المفقودة في الأقصر، اكتشاف (صعود آتون)
أُعلن في 8 نيسان الفائت عن العثور على أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية، والتي أسسها أحدُ أعظم حكّامِ مصر وهو الملك "أمنحوتب الثالث"؛ إذ عُثِر على المدينة المفقودة تحت الرمال والتي كانت تُسمّى "صعود آتون"، وجاء هذا الكشف الفريد نتيجة عمل البعثة المشتركة بين مركز الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق والمجلس الأعلى للآثار المصرية (1).
اكتُشفت المدينة في منطقة الأُقصر، تحديدًا في المنطقة الواقعة بين مدينة "هابو" و"ممنون"؛ إذ وُجدت جدران مصنوعة من الطوب الطيني في الضفة الغربية للأقصر، وحُددت من قبل البعثة مدينةً عمرها 3400 عام، بناها أمنحتب الثالث واستمرَّ استخدام المدينة من قبل توت عنخ آمون، أي منذ 3000 عام (3). والملك أمنحوتب الثالث -مؤسس المدينة المفقودة- هو الملك التاسع من الأسرة الثامنة عشر، الذي حكم مصر من عام 1391 حتى 1353 ق.م، وقد شاركه ابنه ووريث العرش المستقبلي أمنحتب الرابع (أخناتون) آخر ثمان سنوات من عهده (1).
بُدِأ العمل في هذه المنطقة للبحث عن المعبد الجنائزي الخاص بتوت عنخ آمون، وعَثَرت البعثةُ في أثناءها على المدينة، وتشير المراجع التاريخية إلى أنَّ المدينةَ كانت موطنًا لثلاثة قصور (1، 3).
تحتوي المدينة المُكتشفة على منطقة منظّمة على نحوٍ جيّد، يصل ارتفاع منازلها حتى ثلاثة أمتار، إضافةً لمنطقة خاصة بإنتاج الطوب ومواد البناء، وعُثر أيضًا على أواني فخارية لتخزين الطعام وأفران وقبور منحوتة في الصخر وبقايا زجاج ومعادن، ومن اللافت العثور على دفنتين غير مألوفتين أشبه بتمثال لبقرة وربّما ثور، ومن جملة الاكتشافات جثّة مدفونة بطريقة مميزة لشخص ممدود الذراعين (1).
يُعتقد أنّ المنطقة الإدارية والسَّكنية سُيّجت بجدار متعرّج ومُصمم بنقطة دخول واحدة، وعَثَرَ فريق التنقيب أيضًا على جالونين من اللحم في إناء يحمل نقشًا هو "السنة 37، لحوم مُحضَّرة لمهرجان (حب سد Heb Sed) الثالث من مسلخ حظيرة (خا Kha)، صنعه الجزار (إيوي Iuwy)". وأوضح (حواس) أنّ المزيد من التحقيقات في المدينة قد تكشف عن سبب نقل العاصمة إلى العمارنة في العام 38 (3).
جدير بالذِّكر أنّ " أمنحوتب الثالث" استلم من والده "تحتمس الرابع" إمبراطوريّةً قويّةً مزدهرة؛ إذ كان في عامه الثاني عشر فقط عند تولّيه العرش الملكي، أمّا ابنه أمنحوتب الرابع "أخناتون" فقد دعمَ تحوّلًا دينيًا، وحظر الديانة المصرية القديمة، وأغلق المعابد، وحظرَ جميع الممارسات الدينية بدلًا من الإيمان القديم.
أسس الملك إيمانًا جديدًا، وغيَّر اسمه إلى (أخناتون)، وأنشأ أول نظام توحيد تفويض من الدولة في العالم.
حارب ٱلهة طيبة ودعا لعبادة آتون (إله الشمس)، وهذا سبب تبنّيه اسم (أخناتون Akhenaten)؛ أي الشخص الفاعل لآتون (2، 4).
هذا وقد كُشف حتى الآن عن ثُلث المنطقة فقط، وستواصل البعثة أعمال التنقيب للكشف عن المزيد من الكنوز التي لم تُمَس من قبل (1).
المصادر:
3. Egypt’s “Lost Golden City” Discovered in Luxor. Archaeology Magazine [Internet]. Archaeology.org. 2021 [cited 19 April 2021]. Available from: هنا
4. Stevens A. Akhenaten, Nefertiti & Aten: From Many Gods to One. [Internet]. Arce.org. 2021 [cited 19 April 2021]. Available from: هنا