هل تمطرُ السَّماء صواريخَ فضائيَّة؟

هل تمطرُ السَّماء صواريخَ فضائيَّة؟

يبدو أنَّ الرياح لا تجري كما تشتهيها المركبة الفضائيَّة الصِّينيَّة، الّتي أصبحت خارجةً عن السَّيطرة، ومتجهةً بطريقِ عودةٍ غير مرتبٍ له إلى الأرض.

ففي السَّاعة الحادية عشرة وثلاث وعشرين دقيقة صباح يوم الخميس المنصرم أعلنت الصّين من محطة الإطلاق "وينتشانغ" إطلاقَ صاروخها Long march 5B بنجاحٍ، حاملًا معه أوَّل وحدة من المحطة الفضائيَّة الجديدة Tianhe الّتي ستشيدها بكين في فضائنا الرحب (1).

تتكوّن المركبة الفضائيَّة من كبسولة خدمة وكبسولة عودة، وكان من المخطط أن يحمل الصّاروخ كبسولةَ المحطة إلى مدارٍ أرضي منخفضٍ علوه 400 كيلومتر عن سطح الأرض؛ لتُركّب أوَّل قطعة من المحطة الصِّينيَّة مع مهمات عديدة تتضمن استكشاف الفضاء، واختبار تقنيات المركبة الجديدة، مثل التَّحكم بعودتها إلى داخل الغلاف الجوي (2,1) .

يستخدم الصَّاروخ الصِّيني موادَ دفعٍ صديقةً للبيئة، تتضمن الأوكسجين والهيدروجين السَّائل والكيروسين. 

ويستخدم أربعة محركات دفعٍ جانبيَّة (معززات)، يبلغ طولها 28 مترًا، وتصل قوتها إلى 240 طن لكل واحدٍ منها، وذلك بهدفِ إرسال حمولة المحطة الفضائيَّة الّتي يبلغ وزنها 22.5. 

وتعدُّ هذه المركبة من أضخم وأثقل المركبات الفضائيَّة الصِّينيَّة التي صُنعت من قبل، ومن هنا تبدأ التَّساؤلات والمخاوف الّتي تثير القلق بعد انتشار الخبر المتداول عن فقدان السَّيطرة على كبسولة العودة، ومع كثرة الحديث عن احتمالات مكان السّقوط المتوقع لهذه الحمولة الضخمة، والآثار الّتي يُمكن أن تتسبب بها.

ندعوكم إلى عدم القلق كثيرًا؛ نظرًا إلى وقوع العديد من الحوادث المشابهة سابقًا، والّتي لم تتسبب في نتائج كارثيَّة. 

كما أنَّ احتماليَّة وقوع الحمولة في البحار والمحيطات يبقى مرجحًا، وذلك لأنَّ مساحة المسطحات المائيَّة أكبر بكثيرٍ من اليابسة، حيث تشكل 71 % من مساحة الأرض، كما أنَّ جزءًا كبيرًا من الكبسولة سينفجر نتيجةَ الاحتكاك القوي مع الغلاف الجوي  (3-5).

أخيرًا؛ الأيام المقبلة ستعرفنا مصيرَ هذه الكبسولة الّتي شغلت العالم؛ لذا لا تنصاعوا وراءَ الشَّائعات، وانتظروا الخبر المؤكد من الباحثون السُّوريّون. 

المصادر: