اكتئاب ما بعد التخرج

سنوات من الاجتهاد والسهر والدراسة تتكلل بالنجاح والفرح، وها أنت تخلع قبعة التخرج وتُنهي احتفالاتك، لتجد نفسك خائفًا ومرتبكًا بل حتى حزينًا، اختلفت مواعيد نومك وقلَّ تواصلك مع أصدقائك وزاد قلقك، وربما تسأل نفسك لماذا أشعر بكل هذه المشاعر السلبية بعد أن حققتُ إنجازًا كهذا؟ 

إنها ظاهرة مشتركة لدى جميع الخريجين، وهي ردة فعل طبيعية تجاه التغيير الذي حصل في حياتك، وتسمى باكتئاب ما بعد التخرج، وعلى الرغم من أنه مصطلح غير موجود رسميًا في قاموس الجمعية الأمريكية للطب النفسي، لكن الأبحاث تظهر واقعيته ومدى تأثيره.

لنتعرّف على أعراضه وأساليب التعامل معًا.

تتبادر إلى ذهنك أسئلة: من أنا؟ ما التالي؟ هل سأنجح في حصولي على عمل في مجالي؟ تُسمّى أزمة ربع العمر، إذ تبدأ في الشك بقيم حياتك وأهدافها والمعاناة في محاولة الاستقلال (1).

إن التحوّل الكبير من عقليّة الطالب إلى عقلية البالغ العامل قد يقود للشعور بالوحدة والحزن ونقصان الحافز وفقدان الاهتمام والأمل والفوضى وعدم القدرة على التنظيم (1).

ويتضمن هذا التحول مشاعرًا مثل القلق والخوف من المستقبل بالإضافة إلى الإحساس بنقص الدعم والفشل في حال عدم إيجاد عمل بعد فترة، والشعور بضيق في التنفس وتسارع ضربات القلب وفقدان السيطرة (2).

إن الانتقال في التفكير من أهداف مُقسّمة على فصول دراسية إلى التفكير بالمستقبل بأسره هو أمر شاق، وقد يكون الاعتماد المادي على الأهل هنا محبطًا أيضًا (2).

ومن الجيد أن تعرف أن العديد من الخريجين يشاركونك القلق بشأن المسار المستقبلي المجهول، وأن بدايات التحولات الحياتية تكون دائمًا مقلقة

(2).

ولحسن الحظ يمكن إدارة هذا التحول بواسطة وضع خطة مسبقة لإدارة الضغوطات مثل التأمل والرياضة، وكذلك خلق شبكة دعم من المعارف واكتشاف فرص العمل وإتمام الدراسة (1).

تعرف على التغيرات التي تواجهها نتيجة الانتقال وضع خطة للتعامل معها، وكن منظمًا وحافظ على قوائم العمل وحافظ على عاداتك الصحية (3).

وتعد قوائم العمل مثل الجداول اليومية وخطة العمل الفردية روتينًا مساعدًا جدًا في تقليل التوتر وتحسين الصحة النفسية وتحسين عادات النوم (1).

وقد يفيدك التعرف على تجارب سابقة والتفكير في طرق لدمج ما أعجبك منها في انتقالك المستقبلي القادم وتحديد إيجابيات التغيير (3).

دومًا اطلب المساعدة من الآخرين إذا شعرت بالحاجة، واستشر الأخصائيين النفسيين لإدارة التغييرات العاطفية في حياتك (1،3).

المصادر: