الطب > فيروس كورونا COVID-19
كيف تمكن العلماء من الوصول إلى لقاحٍ لفيروس COVID-19 في أقلّ من عام، وهل هذه السرعة مدعاةٌ للقلق؟
يمكنكم الاستماع إلى العمل عبر الرابط:
مع بداية شهر كانون الأول لعام 2020 أعلنت شركة Pfizer بالتعاون مع شركة BioNTech عن حصول لقاحهم لفيروس كورونا المستجد على الموافقة للاستخدام الطارئ، وذلك بعد أقل من عامٍ على بدء ظهوره (1).
يُجدر بالذكر أن لقاح النكاف الذي طُوّر في الستينيات من القرن الماضي كان الأسرع من ناحية المدة التي استغرقتها عملية تطويره، والتي قاربت الأربعة أعوام (1).
لذا أثارت هذه المدة الوجيزة في تصنيع لقاح COVID-19 مخاوف وقلق العديدين (1).
يُعَد التمويل الضخم الذي مكّن الشركات من إجراء التجارب ما قبل السريرية بالتوازي مع تجارب الأطوار الثلاث السريرية على عدة لقاحاتٍ محتملةٍ سويةً من أبرز الأسباب التي ساهمت في اختصار الوقت (1).
ينتمي لقاح شركة Pfizer إلى لقاحات الحموض النووية التي تعتمد على تسلسلاتٍ معينةٍ من الـ DNA أو الـ RNA، أما التسلسل المستخدم هنا فهو الـ mRNA الخاص بالمورثة المعبرة عن بروتين الشوكة لدى الفيروس (1).
إذ تُمثل الـ mRNA مرحلةً بينيةً تتوسط ترجمة سلسلةٍ من الـ DNA المُرَمِّزة للبروتين وبين إنتاج البروتين من قبل الريبوزومات في السيتوبلازما، وتتألف من: شيفرة البدء، يليها التسلسل المُرَمَّز وشيفرة التوقف، وينتهي بذيل عديد الأدنين Poly A tail(2).
ولإيصال الـ mRNA إلى الخلايا يوضع ضمن غلافٍ دسمٍ يخترق خلايا الجسم، ولدى وصوله إلى الداخل يُترجم إلى البروتين الموافق الذي يُحفز الجهاز المناعي لإنتاج أجسامٍ مضادةٍ قادرةٍ على تعديل هذا الجسم الأجنبي (1).
تتميز لقاحات الـ mRNA بإمكانية تصنيعها السريع والمباشر من التسلسل الجيني المرغوب، فضلاً عن فعاليتها العالية وتطبيقها الآمن، إضافةً إلى انخفاض تكلفة التصنيع (2،3).
وتُعد هذه العملية أسهل وأكثر تجنباً للمخاطر مقارنةً مع اللقاحات التقليدية التي تعتمد على صنع بروتيناتٍ مأشوبةٍ أو إبطال مفعول العامل الممرض (2)، وهذا ما يجعلها بديلاً واعداً عنها، خصوصاً في مجابهة الأوبئة سريعة الانتشار(1-3).
تعود الدراسات على هذا النوع من اللقاحات إلى ما يزيد عن الخمسة عشر عاماً (1-3)، ويمكننا القول بأنَّ الجهود المبذولة في تطويرها نضجت في الوقت المناسب. ولولا وجود أسسٍ تحتيةٍ وتمويلٍ عالمي في سبيل مواجهة أزماتٍ مثل هذه لما أمكن حدوث ولادةٍ مبكرةٍ للقاح (1).
المصادر:
2. Liu M. A Comparison of Plasmid DNA and mRNA as Vaccine Technologies. Vaccines. 2019.
3. Pardi, N., Hogan, M., Porter, F. et al. mRNA vaccines — a new era in vaccinology. Nat Rev Drug Discov 17, 261–279 (2018).