تأرجح السيتوكينات بين كفتي ميزان

السيتوكينات (Cytokines) هي بروتينات صغيرة تؤثر في الاتصال والتفاعل بين الخلايا، وتختلف أسماؤها باختلاف الخلايا المُفرزة لها؛ فتدعى الليمفوكينات (Lymphokine) عندما تصنعها الخلايا اللمفاوية، والمونوكينات (Monokine) المُصنّعة في الوحيدات، والإنترلوكينات (Interleukin - IL) التي تصنع في إحدى الكريات البيضاء وتؤثر في كريات أُخرى، وقد تؤثر السيتوكينات في الخلايا المُفرزة لها (تأثير صماوي ذاتي - autocrine) أو في الخلايا المجاورة (تأثير نظير صماوي - paracrine) أو -في بعض الحالات- في خلايا بعيدة (تأثير صماوي endocrine) (1).

يمكن للسيتوكينات أن تعمل بنحو تآزري أو ضدّي، فهناك نوعان للسيتوكينات؛ سيتوكينات مضادة للالتهاب (anti-inflammatory) وسيتوكينات مسببة للالتهاب (pro-inflammatory)،تؤدي السيتوكينات المسببة للالتهابات دورًا رئيسيًا في الأمراض الالتهابية؛ إذ تحفّز جزيئات الكائنات المُمرضة أو خلايا المضيف المتضررة شلال السيتوكينات الذي يتكون في البداية من السيتوكينات المسببة للالتهابات مثل (IL-1, IL-6, TNF) (2-3).

تعمل هذه السيتوكينات على احتواء البؤر الالتهابية ومعالجتها عبر تفعيل الاستجابات الالتهابية الموضعية والجهازية. من جهة أخرى، يفعّل عامل النخر الورمي (TNF) شلال السيتوكينات المضادة للالتهابات ومثبطات السيتوكين؛ مما يؤدي إلى إيقاف تصنيع أو حجب تأثير السيتوكينات المنشطة للالتهابات (3).

في معظم الحالات تُعالج الاستجابة الالتهابية بنجاح، إلا أنّه يمكن أن يؤدي الإنتاج المفرط للسيتوكينات أو عدم القدرة على إيقاف إنتاج السيتوكينات المنشّطة للالتهاب (IL-1, IL-6, TNF) إلى زيادة تراكيزها في الدوران الجهازي مسببة ما يدعى "بالعاصفة السيتوكينية" التي تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وخثرات داخل الأوعية الدموية ووذمة رئوية ونزيف. وتُعَد هذه الحالة بداية العملية المرضية لمجموعة واسعة من الاضطرابات، مثل تعفن الدم البكتيري ونقص التروية والحروق والصدمة النزفية (3). 

 وفي النهاية؛ إن لم تُراقَب عملية إطلاق السيتوكينات وتُضبَط، فقد تؤدي إلى فشل أعضاء عدة والموت (3).

المصادر: